جاء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وتوقيع مذكرة رئاسية لبدء فرض عقوبات على النظام الإيراني، وستكون العقوبات الاقتصادية في أعلى درجاتها، ليفتح باب التساؤلات حول ردود الفعل الدولية خاصة من إيران تجاه هذا القرار التاريخي.
وقال ترامب إن النظام الإيراني مول «منظومة إرهاب أهدر فيها ثروات شعبه»، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي سمح لطهران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، وبالوصول لحافة امتلاك سلاح نووي.
وأضاف أن «هذا الاتفاق الكارثي أعطى النظام الإيراني الإرهابي ملايين الدولارات»، مضيفا: «لو سمحت لهذا الاتفاق أن يستمر فسيصبح هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط».
وأضاف أنه بعد المشاورات الأخيرة مع حلفاء أميركا «تبين لنا أننا لن نتمكن من منع إيران من الحصول على أسلحة نووية».
وكان مساعدون في الكونغرس الأميركي قد أعلنوا أن مسؤولين في إدارة ترامب أبلغوا أعضاء الكونغرس بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي.
وهناك عدة سيناريوهات ناتجة عن انحساب أميركا من الاتفاق…
إجراءات صارمة
وقبل القرار الأميركي بساعات أرسل برلمانيون إيرانيون رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني يؤكدون خلالها أنهم يعتزمون إلزام الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة، لمواجهة الخروج الأميركي المحتمل من الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب موقع «خانه ملت» التابع للبرلمان فإن البرلمانيين قالوا في رسالتهم: «لن نسمح لأميركا بفرض مطالبها غير المشروعة على الشعب الإيراني».
وأضاف الموقع أن «النواب سيلزمون الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة وحازمة لمواجهة الخروج الأميركي من الاتفاق النووي».
تخصيب اليورانيوم
وأعلن نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانكيري الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لأي سيناريو، إذا انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015، مضيفا أننا «مستعدون لأي سيناريو محتمل، وإذا انتهكت الولايات المتحدة الاتفاق فسيكون من السذاجة التفاوض مع هذه الدولة مرة أخرى».
وكشف مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي، عن خيارات بلادهم إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، موضحين أن «إنهاء الاتفاق قد يعني العودة إلى تخصيب اليورانيوم، وكذلك إعادة رسم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، إن «إيران مستعدة لما ستكون عليه الأمور بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي»، مؤكدا أن «الحصار الاقتصادي لن يزول، وعلينا كسر هذا الحصار وهذه المسؤولية ليست مسؤولية الحكومة فحسب، بل تقع أيضا على عاتق الشعب والنخب الثقافية»، وفق قوله.
تهديد تل أبيب
وفي تصريح لـ«رصد» رأى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في تصريح أن فرض العقوبات على إيران سيعقبه رد مباشر وصارم يتمثل في توجيه تهديدات وتحركات عسكرية ضد تل أبيب، سواء باللجوء إلى تجربة الصواريخ الباليستية في الأراضي المحتلة فضلا عن تجركات مقلقة من جانب حزب الله في الجانب اللبناني.
توتر العلاقات بين أميركا وداعمي إيران
واعتبر نافعة أن تلك الخطوة ستشكل توترات شديدة بين الولايات المتحدة وشركائها في الاتفاق، فعلى الأقل يمكن لروسيا والصين اللتين تقران بأن إيران لا تزال تفي بتعهداتها في الاتفاقية، أن يعترضا على المحاولة الأمريكية؛ لكونها ستشكل إخلالًا خطيرًا بمصداقية الدول الكبرى، ومصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن أصبحت الاتفاقية مع إيران جزءا من وثائق المنظمة الدولية.
وتابع: «إن المصالح الاقتصادية الكبرى (المتعلقة بالنفط، والغاز، وصفقات السلاح، والصفقات التجارية) لروسيا والصين قد تتأثر بشدة حال موافقة كلتيهما على أي محاولة أمريكية لإلغاء الاتفاق أو تعديله، خاصة إذا ما قررت إيران الرد بصورة شاملة على ذلك».
تعكير صفو السعودية
ورأى نافعة أن الضغوط الإيرانية الأخرى ستوجه إلى السعودية عبر الجانب اليمني، بإطلاق صواريخ باليستية بكثافة ما يعكر صفو المملكة السعودية، ويقلب طاولة المحادثات من جديد فيما يخص الملف الحوثي.