منذ إعلان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي «ناصر بوريطة» أنّ بلده سيقطع علاقاته مع إيران، وطلب من سفيرها في الرباط مغادرة البلاد؛ بسبب دعم النظام الإيراني وحزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو، التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية، وأنّ المغرب سيغلق سفارته في إيران؛ وثمّة إثارة للجدل عن الأسباب الحقيقية، خاصة وأنّ دولًا خليجية أبدت دعمها للقرار.
ويرى المغرب أنّ له الأحقية في إقليم الصحراء، واقترح حكمًا ذاتيًا تحت سيادته، بينما تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. وخاض المغرب والجبهة حربًا للسيطرة على الصحراء الغربية بين عامي 1975 و1991، بعد انتهاء الاحتلال الإسباني لوجوده في المنطقة، التي توقفت فيها المواجهات بموجب هدنة، ونُشرت بعثة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تطبيقها.
لكنّ ما أثار الجدل أنّه في 2014 نشبت أزمة مصرية مغربية، بعد انتشار مقطع فيديو لضابط مصري يجتمع مع مجموعة من أفراد البوليساريو ويحرّضهم على الثورة ضد المملكة المغربية؛ لكن لم تصل الأزمة إلى حد القطيعة بين البلدين.
ومن جانبه، رأى الدكتور عبدالله الأشعل، السفير المصري السابق، أنّ «القرار المغربي بضغوط سعودية أميركية، ضمن خط إغلاق منابع الدبلوماسية والتجارية بين إيران ودول منطقة الشرق الأوسط؛ ما يخدم المصالح الأميركية في إعادة الحصار الاقتصادي والسياسي على إيران».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «السعودية تستثمر بالمليارات في بلاد المغرب، ولا شكّ أنّ زيارة الملك سلمان العام الماضي له أعدّ فيها لقطع العلاقات بين المغرب وإيران مع الانتظار للفرصة والتوقيت المناسبين لذلك».
ثلاثي الأزمة الخليجية
من جانبها، رحبّت دول الأزمة الخليجية «السعودية والبحرين والإمارات»، المقاطِعة لقطر والفارضة عليها حصارًا بريًا وجويًا منذ يونيو الماضي، بقرار المغرب؛ فكتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ «ما فعلته إيران في المملكة المغربية الشقيقة عبر اداتها تنظيم حزب الله الإرهابي بتدريب ما تسمى بجماعة البوليساريو خير دليل على ذلك».
تعمل #إيران على زعزعة أمن الدول العربية والاسلامية من خلال اشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب، وما فعلته ايران في المملكة المغربية الشقيقة عبر اداتها تنظيم حزب الله الإرهابي بتدريب ما تسمى بجماعة البوليساريو خير دليل على ذلك.#إيران_راعية_الارهاب
— عادل بن أحمد الجبير (@AdelAljubeir) May 1, 2018
وكتب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد: «نؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع ايران نتيجة دعمها لأعداء المغرب بالتعاون مع حزب الله الإرهابي».
نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما . و نؤيدبقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع ايران نتيجة دعمها لأعداء #المغرب بالتعاون مع حزب الله الإرهابي
حفظ الله الملك محمد السادس و الشعب المغربي الشقيق— خالد بن أحمد (@khalidalkhalifa) May 1, 2018
وكتب أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية: «نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية»، و«سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب، إرث تاريخي راسخ، أسس له الشيخ زايد والملك الحسن، رحمهما الله، وموقفنا ثابت في السراء والضراء».
نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب إرث تاريخي راسخ أسس له الشيخ زايد والملك الحسن، رحمهم الله، وموقفنا ثابت في السراء والضراء.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) May 1, 2018