أثارت التفاصيل التي كشفتها القناة العاشرة الإسرائيلية عمّا دار في لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورؤساء منظمات يهودية مركزية يوم 27 مارس الماضي، أثناء زيارته أميركا، الجدل بشأن أسباب تمسّكه بتوطيد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه المنظّمات.
وقالت القناة إنّ «ابن سلمان» وجّه نقدًا شديد اللهجة إلى رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس»، وقال لمن التقاهم إنّ «القيادة الفلسطينية أضاعت على مدار الأربعين عامًا الماضية الفرصة تلو الأخرى، ورفضت كل الاقتراحات التي قُدّمت لها؛ وآن الأوان لأن يقبل الفلسطينيون الاقتراحات المعروضة عليهم، وأن يقبلوا بالحضور لطاولة المفاوضات، أو فليصمتوا ويتوقّفوا عن الشكوى»؛ في إشارة إلى صفقة القرن التي تتضمن إنشاء وطن بديل للفلسطينيين يمتد من قطاع غزة إلى سيناء، مقابل حصول مصر على مائتي كيلومتر مربع في صحراء النقب.
كما قال إنّ الموضوع الفلسطيني لا يقف على رأس أولويات حكومة السعودية ولا في أوساط رأيها، كما إنّه يعتقد بوجوب إحراز تقدم في الملف الفلسطيني قبل أن يكون ممكنًا التقدّم في تطبيع العلاقات بين السعودية والعالم العربي وبين «إسرائيل».
وقال مصدر للقناة إنّ تصريحات ابن سلمان هذه فاجأت الزعماء اليهود الذين شاركوا في اللقاء، لا سيما ما يتعلق بانتقاداته للفلسطينيين؛ واعتبروها إشارة لتقارب الموقف بينه وحكومة الاحتلال وإدارة ترامب؛ لدرجة قول المصدر إنّ بعض الحضور وقعوا أرضًا عن مقاعدهم فعليًا.
إنذار للفلسطينيين
من جانبه، قال الدكتور محمد مختار الشنقيطي، المحلل السياسي الموريتاني، إنّ «لقاءات ابن سلمان مع المنظمات اليهودية، واعترافه غير المباشر -على الأقل- بحق إسرائيل في الوجود؛ يمثّلان تحولًا مفصليًا في الشرق الأوسط. لكنّه لا يهمّه هنا السلام؛ بل يتعلق الأمر بالسلطة وتشكيل معسكر جديد في المنطقة».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ هذه الزيارات واللقاءات والتصريحات دليلٌ على أنّ محمد بن سلمان وضع السعودية ضمن «صفقة القرن»، إضافة إلى نزع ثقافة العداء بين دول الخليج بالخصوص و«إسرائيل»؛ وقريبًا سيُعلن عن التطبيع مع الاحتلال علنُا.
مصالح واحدة
«هل تعتقد أنّ الشعب اليهودي له الحق في دولة قومية على جزء -على الأقل- من وطن أجداده»، سؤال وجّهه «جيفري غولدبيرغ»، اليهوديّ رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية الشهرية، إلى ولي العهد السعودي في مقابلة؛ وردّ ابن سلمان: «أيّ شعب في أيّ مكان له الحق بسلام، والفلسطينيون والإسرائيليون لهما الحق في أن يكون لكل منهما وطن».
وأضاف أنه يجب التوصّل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار لكليهما، ولكي تكون هناك علاقات طبيعية بينهما. وقال إنّ «إسرائيل لديها اقتصاد كبير بالنسبة لحجمها، وهو ينمو؛ ولذلك بالطبع هناك مصالح كثيرة نتقاسمها معها، وذا كان هناك سلام فستكون هناك مصالح كثيرة بينها ودول الخليج، ومع دول أخرى مثل مصر والأردن».
مطالبات بتكذيب
بينما اعتبر السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق «ناصر الدويلة» أنّ «الكلام الذي نسبته القناة الإسرائيلية لولي العهد السعودي لا يمكن تصديقه ولا قبوله منهم، فحتى بن غوريون مؤسس إسرائيل لم يقله، لذلك لا نصدقه وأملنا أن يصدر بيان سعودي يكذّب ما نسبته القناة الإسرائيلية على لسان الأمير محمد بن سلمان باعتباره كفرا يُخرج من الملة لا يجوز السكوت عنه».
الكلام الذي نسبته القناة الإسرائيلية لولي العهد السعودي لا يمكن تصديقه ولا قبوله منهم.. فحتى بن جوريون مؤسس إسرائيل لم يقله.. لذلك لا نصدقه وأملنا أن يصدر بيان سعودي يكذّب ما نسبته القناة الإسرائيلية على لسان الأمير محمد بن سلمان باعتباره كفرا يُخرج من الملة ولا يجوز السكوت عنه
— ناصر الدويلة (@nasser_duwailah) April 30, 2018