شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قصف جديد للقوات الإيرانية في سوريا.. لماذا تأخر رد طهران؟

قصف صاروخي- أرشيفية

تجدد قصف مواقع للنظام السوري في سوريا؛ حيث تتواجد قوات إيرانية داعمة لرأس النظام بشار الأسد، للمرة الثانية خلال شهر إبريل، أدى لخسائر كبرى في صفوف وعتاد القوات الإيرانية، وسط ترجيحات بأن الاستهداف من «إسرائيل» على الرغم من تهديدات طهران بالرد على قصف قاعدة «تيفور».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قال، هذا الشهر، إن بلاده ستواصل «التحرك ضد إيران في سوريا».

ضرب مجددًا

ومساء الأحد، تعرضت المواقع العسكرية في شمال ووسط سوريا لقصف بالصواريخ، بحسب ما تقوله وسائل إعلام محلية، وقتل في الهجوم عشرات الأشخاص، يرجح أنهم إيرانيون وعراقيون.

ووفقا لما أعلنته وكالات الأنباء السورية التابعة للنظام، فإن صواريخ استهدفت مخازن أسلحة ومراكز قيادة في محافظتي حماة وحلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض، إن هجوم يوم الأحد استهدف مخزن صواريخ وأدى إلى قتل 26 شخصا معظمهم إيرانيون وعراقيون.

وأكد ناشطون مقتل 40 عنصرا وإصابة 60 آخرين من قوات النظام والمليشيات الإيرانية، في الوقت الذي تنفي طهران الأنباء؛ حيث ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن التقارير بشأن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا لا أساس لها، ونفت قتل إيرانيين في الهجمات على عدد من القواعد العسكرية في حماة وحلب.

ولكن المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، قال، اليوم الإثنين، إن الهجوم الصاروخي استهدف «وفقا لتقديرات» مخازن أسلحة كبيرة «وبضمنها، على ما يبدو، صواريخ أرض-أرض سعت إيران إلى نشرها في سوريا».

ولم يوضح هرئيل مصدر التقديرات، لكن يبدو أن هذه التقديرات، هي معلومات مصدرها الجيش الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام السوري، أن الصواريخ استهدفت مقرا للقوات الإيرانية في مركز نهر البارد (60 كيلومترا شمال غرب محافظة حماة)، وموقعا آخر في منطقة تقسيس قرب مدينة سلحب بالمحافظة نفسها، فضلا عن مقر اللواء 47، ورجحت المصادر نفسها أن طائرات إسرائيلية نفذت القصف.

وعلى جانب آخر، نفت مصادر عسكرية أميركية قيام الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقصف مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية السورية، مساء الأحد، بحسب ما أوردت «بي بي سي».

ونقلت صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري، عن ما سمتها مصادر ميدانية، أن مصدر القصف الصاروخي الذي تعرضت له مواقع عسكرية تابعة للنظام في ريفي حلب وحماة مساء الأحد.

وذكرت الصحيفة، في منشور، أن «العدوان على ريفي حلب و حماة تم بنحو 9 صواريخ باليستية انطلقت من القواعد الأمريكية والبريطانية شمال المملكة الأردنية الهاشمية».

وأرفقت الصحيفة خريطة تظهر ما تقول إنها القواعد الأميركية والبريطانية شمال الأردن، واضعة مؤشرا إلى المواقع المستهدفة في حماة وحلب.

انطلقت من مملكة #الأردن..مصادر ميدانية: العدوان على ريفي #حلب و #حماة تم بنحو 9 صواريخ بالستية انطلقت من القواعد الأمريكية والبريطانية شمال #المملكة_الأردنية_الهاشمية

Publiée par ‎صحيفة تشرين‎ sur dimanche 29 avril 2018

ويعد القصف الثاني خلال الشهر الجاري، في استهداف القواعد للقوات الإيرانية الموجودة في سوريا، في 9 إبريل؛ حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية طائرات إسرائيلية بقصف مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي ما أسفر عن مقتل عدد من العسكريين الإيرانيين، وهي اتهامات لم تعلق عليها إسرائيل رسميا.

إيران تهدد وإسرائيل تتأهب

ومنذ القصف الأول في إبريل الجاري، وتصدر إيران بيانات متتالية تتوعد فيها الاحتلال الإسرائيلي بالرد على استهداف قواتها في سوريا.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الثلاثاء، إن الرد على استهداف «إسرائيل» مطار التيفور في سوريا، أمر حتمي.

ذكر شمخاني، قبل مغادرته إلى سوتشي الروسية من أجل المشاركة في اجتماع المسؤولين الأمنيين لدول القارات الخمس، أن «الرد على إسرائيل أمر حتمي لكن مكان وزمان هذا الرد سيكون بيد إيران»، بحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء.
وتابع: «الزمان والمكان تحدده إيران»، مضيفا أنه «إذا كان الكيان الصهيوني لم يدرك بعد انتهاء زمن اضرب واهرب فيجب عليه دفع ثمن عدم الفهم هذا».

وفي الوقت ذاته، هدد وزير الطاقة بكيان الاحتلال الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، من حزب الليكود، رأس النظام السوري بشار الأسد، بأن حياته ستكون مهددة إذا سمح لإيران بشن حرب على «إسرائيل» انطلاقا من سوريا.

وتعكس تقارير عبرية حالة القلق التي تعيشها إسرائيل إزاء الوجود الإيراني في سوريا، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي «متأهب بشكل كبير لهجوم إيراني محتمل» ردًا على قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار «تي فور» العسكري السوري في ريف حمص الذي قتل فيه 7 عسكريين إيرانيين.

ومن جهتها، نشرت صحيفة هآرتس تقريرا يفيد بأن إسرائيل تترقب ضربة إيرانية محتملة في الجولان أو في أماكن مختلفة من العالم ردا على قصف مطار التيفور.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري عاموس هارئشيل قوله إن إسرائيل لا تزال تترقب ضربة إيرانية محتملة في هضبة الجولان أو في أي مكان تختاره طهران، تستهدف المصالح الإسرائيلية حول العالم.
وأضاف أنه كلّما مر الوقت أصبح صانعو القرار في طهران أكثر وعيا للتعقيد الذي قد يصاحب هذا الرد، ومع ذلك، يبقى الافتراض العملي لمؤسسة الأمن الإسرائيلية أن هذا الرد ممكن ومحتمل جدا. وأكد على ما وصفها باليقظة العالية نسبيا للجيش الإسرائيلي في الجولان.

 

لماذا لا ترد إيرن

ويثير الاستهداف المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي تجاه القوات الإيرانية، واستهداف قواعدها، تساؤلات حول عدم الرد من طهران، والاكتفاء بالتوعد والتهديد، وفي هذا الشأن يرى المحلل العسكري في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، روني دانييل، أنه يبدو أن الإيرانيين يدركون ضعفهم النسبي مقابل إسرائيل في المنطقة.

واعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي، الدكتور صالح النعامي، أن إسرائيل تهين إيران من خلال الضربات المتكررة.

وقال النعامي، في تغريدة على «تويتر»: «مجددا على نطاق واسع من خلال ضرب أهداف للحرس الثوري في حماة وحلب إيران هددت بالرد على قصف القاعدة في «تيفور» قبل شهر، وقبل أن تنفذ تهديدها هاجمت إسرائيل مجددا الصهاينة مرتاحون إلى أن وضع إيران في سوريا وحزب الله في لبنان لا يسمح لهما بالرد مما يغريها بالمواصلة».

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023