إنه لمن المؤسف حقا أن يتحول ميدان التحرير رمز الثورة والصمود والنضال إلى مكان لتصفية الحسابات واستعراض العضلات بين القوى السياسية المختلفة, واللعب بورقة الشهداء، وبالرغم من أن إزاحة النائب العام كان وما زال مطلبا أساسيا من مطالب الثورة باعتباره الخطوة الأولى على طريق تطهير القضاء, وهي خطوة طال انتظارها, ومن المعروف أن النائب العام قام عن عمد بقتل العديد من القضايا بسكينة القضاء, ووضع العديد من ملفات الفساد في الثلاجة, الأمر الذي أدى إلى فرار من فروا وحصول قتلة الثوار على أحكام البراءة بالجملة, وكله بفضل النائب العام, ومن داخل ميدان التحرير رصدنا العديد من وجهات النظر المؤيدة والمعارضة والرافضة لما يحدث.
إقالة النائب العام مطلب ثورة
في البداية أوضح أبي علي الشريف أن الميدان ملك للجميع, فالكل فيه يعبر عن رأيه, فلا بد من احترام وجهات النظر أي المؤيدة أو المعارضة، وأضاف: إن قرارات د. مرسي صائبة مائة في المائة؛ لأنها مطالب ثورة تماما مثل إقالة المشير وأعضاء العسكري والنائب العام، وتساءل: لماذا الاعتراض الآن ويعلقون حجة الاعتراض على شماعة القانون؟.
فالاشتباكات بدأت بين الطرفين عند دخول مسيرة مؤيدة لمرسي قابلتها مسيرة أخرى معارضة, فتبادل الطرفان إلقاء الحجارة.
مشهد مصغر لموقعة الجمل
أما كريم الجهيني – أحد المصابين – فيقول: "إن الإخوان حاولوا تحويل مليونية الحساب إلى مليونية تأييد لمرسي وقراراته, ووصف يوم الجمعة بأنه مشهد مصغر من موقعة الجمل, ويعتبر بمثابة جرس إنذار يهدد استقرار مصر, الذي ننشده ونتطلع إليه جميعا، فأنا اليوم قمت بتحرير محضر رقم 10935لسنة 2012 بقسم قصر النيل ضد كل من رئيس الجمهورية بصفته وشخصه واختصمت كلا من المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعصام العريان ومحمد البلتاجي وخيرت الشاطر وبعض قيادات حزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد, واتهمتهم بالتحريض على ما حدث اليوم.
ما حدث استهتار بالأمور
وأكد معوض راشد – أحد المشاركين – في مسيرة التهدئة بين الطرفين أن ما يحدث في الميدان الآن ليس بثورة ولكن همجية واستهتار بالأمور, فميدان التحرير ملك الجميع لا سلطة لتيار عليه فلا بد أن يعبر الجميع عن أرائه إلا أن الأطراف المختلفة حولوا الميدان إلى ساحة حرب وساحة تصفية حسابات, فهناك من استخدم المولوتوف والشماريخ والحجارة والخرطوش ضد الآخر, وهناك من كان يعتبرها معركة وعلى استعداد للشهادة ويتهم الآخر بالكفر, فهذه شهادة حق أشهد بها أمام الله, فالتطرف الذي رأيناه اليوم ليس من أجل الوطن كما يدعون بل من أجل سلطة, وأنا أؤكد أن هؤلاء لا يشعرون بمعاناة الشعب الحقيقية ولا بالغلاء, الذي تشهده كافة السلع البسيطة التي يستخدمها المواطن المصري في حياته اليومية.