برغم توافر العديد من فرص العمل في الكثير من المجالات وتوافر أعداد هائلة من الشباب الذين يبذلون أقصى جهودهم للحصول على فرصة عمل شريفه تحقق لهم ذواتهم إلا أنهم سرعان ما يفاجأون بالواقع المرير وهو أن كل سنوات الدراسة لن تتيح لهم الحصول على فرصة العمل التي يطمحون لنيلها فيضطرون للجلوس على المقاهي أو العمل في مجالات لا تتفق مع المؤهل الذي حصلوا عليه.
ونحن من جانبنا نتناول في هذا التحقيق الجوانب هذه المشكلة من خلال السطور التالية….
الخبرة مطلوبة للعمل
محمد محمود حاصل علي بكالوريوس تجارة قال انه تخرج منذ أكثر من ثلاث سنوات وأبحث يوميا عن فرصة عمل سواء من خلال الجرائد أو من خلال مواقع التوظيف على الإنترنت ولكن للأسف عندما اذهب للمقابلة الشخصية اصطدم بضرورة وجود خبرة ومعرفة تامة للعمل بالرغم من دورات اللغة والكمبيوتر لذلك أعمل الآن بأحد المحلات كبائع وأصبحت شهادتي مكانها المنزل، ولا يوجد لدي أمل في الحصول على فرصة عمل بالرغم من توافر العديد من الوظائف التي تحتاج خبرات خاصة لنيل الوظيفة.
السوق المصري يتحدي المواطن
ويقول د. رضا طعيمة مدرب تنمية بشرية أن سوق العمل المصري هو الوحيد في العالم الذي يتحدي المواطن، لأنه في الدول الأوروبية على سبيل المثال عند اختيار العاملين المطلوبين للعمل يتم الاختيار بناء على مدى قدرتهم على الاستيعاب والتعلم ويتم عمل دورات تدريبية لهم ويتم تأهيلهم في مجال العمل المطلوب بمعنى إذا كانت لديه بعض المهارات يتم الصرف عليه باعتباره منتجا ويتم الاستفادة منه بعد التعلم.
ويضيف طعيمة أن في مصر الكثير من الأساليب الخاطئة للتوظيف في السوق المصري، وأن عدم الاختيار على الأساس السابق يكون فقط المطلوب من لديه خبرات كثيرة في المجال وعدم إعطاء الفرصة للشباب الجدد وتأهيلهم من خلال دورات مكثفة.
إعادة تأهيل مراكز التدريب
ويرى حمدي زاهر رئيس جمعية التعدين أن مشكلة الأيدي العاملة المدربة بمصر كبيرة جدا ويعاني منها رجال الأعمال ولكنه يري بوجود حلول للتغلب علي تلك المشكلة من خلال إرسال العاملين لدورات تدريبية، وقال بالفعل في مجال الثروة التعدينية يوجد بروتكول الآن مع وزارة الصناعة لتأهيل العاملين بالمراكز التابعة للثروة المعدنية مشيرا أن الحل هو إعادة تأهيل مراكز التدريب التابع لوزارة الصناعة في جميع المجالات وتدريب العمالة.
تطوير التعليم
ويشير خالد درويش محلل أعمال أن السوق المصري يوجد به الكثير من الأيدي العمالة غير المؤهلة وأن هناك نوعيات من العمل تحتاج مهارة لدى العامل ويرجع أزمة التوظيف إلى أزمة الثقافة والوعي لدى الشعب حيث أصبح التركيز على الأعمال اليومية وقتل الثقافة وقتل الطموح ..ومشكلة أخرى ترجع إلى أزمة التعليم وتطويره فنحن نحتاج إلى الكثير من إعادة هيكلة التعليم.ويضيف درويش أن وجود مناهج في الجامعات لم تتغير منذ أكثر من ستين عاما وبالتالي يوجد فجوة بين احتياجات سوق العمل ولذا يرى أهمية تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في تأهيل العاملين وكذلك تطوير التعليم بما يناسب سوق العمل ووجود ملتقيات بين الشركات وبين طلاب الجامعات لعرض احتياجاتهم والحلول لتلك الاحتياجات وبالتالي حدث مد جسر التواصل بين رجال الأعمال وخريجي الجامعات.
