يرى إسرائيليون أنّه على الرغم من التقدّمات التي أحرزها «بنيامين نتنياهو» لـ«إسرائيل»، فإنّه سبب مشاكلهم كلها، وينظر إليه المعارضون على هذا النحو؛ خاصة بعد فشله في إقناع الدول الكبرى بمساعدته في احتواء النفوذ الإيراني، الذي تسببت فيه السياسة الأميركية إبّان ولاية أوباما؛ بالابتعاد تدريجيًا عن الشرق الأوسط ودخول روسيا مكانه.
هكذا يتحدّث «سيث فرانتزمان» عن وضع نتنياهو في الحكومة الاحتلالية، في مقاله بصحيفة «ذا هيل» الأميركية وترجمته «شبكة رصد»؛ ويرى أنّه أثناء وجوده فيها سقط قادة عرب بسبب ثورات «الربيع العربي» وصعد نفوذ إيران، وأيضًا صعد «تنظيم الدولة» وهُزم؛ لكنّ رحيل «نتنياهو» عن الحكومة سيؤثّر على دول عديدة في الشرق الأوسط،
ووفق استطلاع رأي أخير في «إسرائيل»، يؤيّد أكثر من نصف الإسرائيليين رحيل نتنياهو عن السلطة، وقالت الشرطة الاحتلالية إنّ هناك أدلة كافية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضيتي فساد؛ تتمثل في قبوله رشى وتزوير للثقة وخرقها.
وغير ذلك، شهدت «إسرائيل» أثناء ولايته تهديدات خاصة بصعود الجهاديين وإيران، والواقع أنه كلما استمرت مدة قيادة نتنياهو سقط مزيد من القادة العرب الموالين لـ«إسرائيل»؛ فأثناء ولايته سقط حسني مبارك وزين العابدين، وفي 2015 قُتل علي عبدالله صالح، وتوفي الملك عبدالله، وصعد ولي العهد محمد بن سلمان إلى قمة هرم السلطة هناك.
كما تجاوز وقت نتياهو في السلطة محمود أحمدي نجاد في إيران، ونوري المالكي في العراق. ويعد «نجاد» من أبرز المناهضين لـ«إسرائيل»، واشتهر نتنياهو بخطابه «الخط الأحمر» الشهير في الأمم المتحدة لمواجهة تهديدات نجاد. أما المالكي فساعد على دفع السنة العراقيين إلى أيدي تنظيم الدولة وأغرق إقليم كردستان؛ ما أضعف العراق والمنطقة. وفي سوريا، دعت الحرب الأهلية هناك إلى مشاركة إيران ووكلائها وغيرها من القوى الإقليمية.
وكثيرًا ما ألمح نتنياهو والمقربون والمسؤولون في حكومته إلى الصعود الإيراني المتزايد في المنطقة، داعين العالم إلى مواجهة خطر توسّعها. لكن، يبدو أنّ «تل أبيب» لم تلقَ أيّ استجابة من أوباما أو مصر أو الرياض حينها، وكذلك دول الخليج التي ترى في «إسرائيل» حليفًا لها.
وتفاخر نتنياهو أكثر من مرة بالمستوى غير المسبوق من العلاقات الحميمية مع الدول العربية، باستثناء إيران وحلفائها؛ وإذا غادر نتنياهو منصبه الآن فسيمثّل مشكلة لمنطقة الشرق الأوسط. ونشأت تهديدات جديدة مع هزيمة تنظيم الدولة، وعزّزت إيران هيمنتها إلى حد ما وأصبحت روسيا دولة قوية، وهناك اتفاقيات تعاون عسكر بين قطر ولبنان، وتسعى روسيا إلى بيع معدات عسكرية إلى السعودية ومصر، التي طوّرت أيضًا علاقات أفضل مع تركيا، وأصبحت القوة الرئيسة في سوريا الآن.
وقد ترغب إيران في اختبار «تل أبيب»، ببناء قواعدها العسكرية في سوريا والاستمرار فيها، وتمكّن «حزب الله» في سوريا من إسقاط طائرة «إسرائيلية» مقاتلة ضربت أهدافًا إيرانية. وتهدّد الولايات المتحدة الفلسطينيين بإبعادهم عن «السلام» وخفض تمويل الأونروا.
لكنّ الثابت داخل «إسرائيل» الآن أنّ نتنياهو لا يحظى باحترام الإسرائيليين؛ خاصة من الشخصيات المعارضة، الذين يرونه عاجزًا عن اتخاذ قرار حقيقي؛ بالرغم من الرد الإسرائيلي على اختراق الطائرة دون طيار مجالها الجوي.