انتهى مؤتمر الحوار السوري في سوتشي الروسية، أمس الثلاثاء، وتبنى بيانه الختامي عددًا من القرارات، أبرزها؛ تأليف لجنة دستورية من النظام والمعارضة بغرض صياغة إصلاح دستوري وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
المؤتمر الذي دعت إليه روسيا، رغم انعقاده، بتمثيل رمزي للمعارضة، وتمثيل قوي للنظام، وإصداره بيانا ختاميا يُظهر أنه أسفر عن نتائج، إلا أن مشاهد عصفت بنجاحه في كل مراحله، بدءا من الاستعدادات له وتوجيه الدعوات حتى انعقاد جلساته.
المؤتمر اعتبره سياسيون فاشلا قبل بدئه لعدد من الأسباب، هي أن روسيا الداعية له، لا تزال حتى انعقاده مستمرة في قتل المدنيين بغاراتها في سوريا، كما أن تأييدها المطلق للنظام، يستحيل معه حل يناسب الثورة السورية، مع توقعات لسياسيين أكدت أن سوتشي مجرد مسرحية لإعادة الأسد في المشهد ولكن بصورة حلا سياسيا يفرض على قوى المعارضة.
وهذه أبرز المشاهد التي تؤكد فشل المؤتمر
1- تأجيل المؤتمر مرات عدة
دعت روسيا إلى عقد مؤتمر سوتشي منذ أكثر من 3 شهور، إلا أن رفض المعارضة المشاركة، والجانب التركي حينذاك، دعاها إلى قرار تأجيله في مطلع نوفمبر من العام الماضي، إلى ديسمبر حيث كان مقررا انعقاده في 18 نوفمبر.
وفي 28 فبراير، اضطرت روسيا مرة أخرى إلى تأجيل المؤتمر الذي رفضه عدد كبير من القوى والفصائل، وأعلنت عقده في فبراير من 2018.
وكان آخر تلك التعقيدات، التي رافقت انعقاد المؤتمر تأجيل جلسته الافتتاحية؛ إثر أنباء بتعليق الوفد التركي وستيفان دي ميستورا مشاركتيهما، وعودة شخصيات معارضة إلى أنقرة، عقب ما قالوا إنها معاملة سيئة تلقّوها في المطار من السلطات الروسية.
2- رفض الهيئة العليا للمفاوضات المشاركة
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، يوم الجمعة الماضي، مقاطعتها لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي، وذلك في اختتام الجولة التاسعة من المحادثات السورية برعاية الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الهيئة، يحيى العريضي، إن الحكومة السورية وحلفاءها لم يقدموا التعهدات اللازمة، وإن مؤتمر سوتشي محاولة لتقويض جهود الأمم المتحدة للتوسط في اتفاق سلام.
3- أزمة شعار المؤتمر
تسبب شعار المؤتمر الذي حمل علم النظام السوري، متجاهلا حل الأزمة السورية، أزمة بمجرد وصول وفد المعارضة إلى مطار سوتشي؛ حيث فوجئوا بالشعارات منتشرة في كل الأرجاء، بالإضافة إلى دعوات الحضور.
ورفض المدعوون استلام بطاقات الحضور، وطالبوا بتغيير الشعارات عليها وكل اللافتات، واعتبروها بداية غير مبشرة ودعما لمؤسسي المؤتمر لمطالب النظام على حساب الشعب السوري.
4- معاملة سيئة للمدعوين في المطار
لم تتوقف أزمة المطار عند حد شعارات المؤتمر فقط؛ بل ظلت الشخصيات المدعوة في المطار لفترة طويلة دون أن تتدخل السلطات لحل الموقف.
وتداول نشطاء صورا لممثلي المعارضة في المؤتمر وهم يفترشون طرقات المطار، بما وصفوه إهانة لتلك الرموز المدعوة من الجانب الروسي.
5- احتقان وتشاحن داخل الجلسة
6- بيان ختامي مرفوض
تبنى البيان الختامي تأليف لجنة دستورية من النظام والمعارضة بغرض صياغة إصلاح دستوري تضم -بالحد الأدنى- ممثلين للحكومة وممثلين للمعارضة المشاركة في المحادثات السورية السورية، وخبراء سوريين وممثلين للمجتمع المدني ومستقلين وقيادات قبلية ونساء.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، اليوم الأربعاء، أن هيئة المفاوضات الموحدة للمعارضة السورية على الرغم من رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، سوف تكون ممثلة في لجنة مناقشة الدستور السوري.
وتبنى البيان الختامي وجهة نظر النظام حول عدم التطرق إلى مصير بشار الأسد، مؤكدا أن التغيير يأتي عن طريق صناديق الاقتراع.
واعتبر سياسيون أن المؤتمر وبيانه، هو لقاء عائلي بين أطراف النظام ومؤدينه، وانطلق من أجل ترخيص وجود الأسد برعاية دولية، وذلك بعد أن أوفدت الأمم المتحدة مبعوثها الأمم ستيفان دي مستورا إلى المؤتمر.
مؤتمر سوتشي لقاء عائلي للشبيحة ومن والاهم ..
— موسى العمر (@MousaAlomar) January 30, 2018
سوتشي عبارة عن بيت دعارة بترخيص دولي
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) January 30, 2018
ذهب المعارضين الى سوتشي ليحصلوا على حقيبة في حكومة الأسد، فلم ينالوا الا الذل والهوان، وخسروا ثقة الشعب السوري
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) January 30, 2018
احمد طعمة ذهب الى سوتشي طمعا ب"كرسي" رئاسة الحكومة فلم يقدموا له "كرسي" يجلس عليه pic.twitter.com/kPQYmztz6U
— بسام جعارة (@BassamJaara) January 30, 2018