شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

انقلاب جديد باليمن ودور مشبوه للإمارات في أحداث عدن

اشتباكات في عدن بين الانفصاليين وقوات الشرعية

محاولة للانقلاب جديدة شهدها اليمن، خلال الأيام الماضية، تطورت إلى سقوط العاصمة المؤقتة عدن في يد انفصاليي الجنوب، لنصبح أمام يمن ممزق بين قوى داخلية مدعومة خارجيا وفقا لمصالحها؛ حيث أصبحت عدن تحت سيطرة المجلس الانفصالي الجنوبي والمدعوم من الإمارات، والذي تتهمه قوى سياسية في تأجيج الصراع بعدن وسقوطها بالأخير.

توتر الأوضاع في عدن

وأمس الثلاثاء احكمت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها الكاملة مدينة عدن الساحلية (جنوب) بعد يومين من المعارك ضد قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، وفقا للأناضول على لسان مصدر من «الحزام الأمني».

كما سيطرت قوات الحزام الامني على معسكر اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية، في حي دار سعد، الذي يعد أكبر معسكرات الحماية الرئاسية في عدن، بعد أن هاجمته بأسلحة متطورة يرجح أنها بمساعدة إماراتية.

يذكر أن قوات «الحزام الامني » التابعة للمجلس الانتقالي، انشئت في يوليو 2015، بدعم إماراتي ويقودها في الوقت الحالي نائب رئيس المجلس هاني بن بريك.

واندلعت شرارة الاشتباكات يوم الأحد الماضي، بعد انتهاء المهلة التي حددها «المجلس الانتقالي » للرئيس عبد ربه هادي منصور، لإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، حيث منعت قوات الحماية الرئاسية أنصار المجلس الانتقالي من إقامة اعتصام في ساحة العروض، لتبدأ فصول مأساوية لليمن بانقسام جديد في صفوف الشرعية اليمنية.

وأحرقت عناصر مسلّحة من الحزام الأمني والمجلس الانتقالي منزل قائد اللواء رابع حماية رئاسية، العميد مهران قباطي، بعد اقتحامه والعبث بمحتوياته.

الانفصاليون في عدن

فتش عن الإمارات

كافة الاتهامات تلقي بظلالها على دولة الإمارات في تصعيد الأزمة بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية اليمنية، والتي وصلت لحد تسريبات عن محاولة اغتيال الرئيس اليمني بحسب ما نشره الحساب المعروف «مجتهد الإمارات».

اغتيال هادي

وقال الحساب الذي يعرّف نفسه بأنه «رحّال داخل القصور والمؤسسات التابعة للدولة، مهمتي كشف الفساد وفضح المفسدين»، عبر «تويتر» إن «مهمة تفكيك القوات الشرعية التابعة لعبد ربه منصور هادي» أسندت إلى هاني بن بريك، مضيفا أن الأخير «وراء الغدر بالقوات المحسوبة على الشرعية اليمنية بحجة القضاء على الفوضى والفلتان، والهدف من وراء هذا الفعل إضعاف الرئيس اليمني، وإزاحته وتعين رئيس موالٍ لبلادنا الإمارات في اليمن».

وكشف الحساب في تغريدة أخرى عن وجود «مخطط لاغتيال (هادي) عن طريق سيارة مفخخة»،«بتخطيط من شخصيات أمنية متنفذة في بلادنا».

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

الإمارات تدعم المجلس الانفصالي

اتهمت مصادر عسكرية يمنية، أمس، قوات دولة الإمارات المرابطة في محافظة عدن، بدعم الميليشيا الانفصالية الجنوبية في اقتحام معسكرات الحرس الرئاسي ومحاصرة القصر الرئاسي في حي المعاشيق، في منطقة كريتر في عدن، حيث مقر الحكومة ورئيسها.

وكشفت المصادر في تصريحات لـ«القدس العربي» أن «القوات العسكرية الإماراتية لعبت دورا كبيرا في دعم قوات ميليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي لاقتحام معسكرات الحرس الرئاسي في محافظة عدن، حتى استولت على اللواء الرابع حماية رئاسية في منطقة دار سعد، مستخدمة بذلك الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القصف الجوي على هذا المعسكر».

وكان نشطاء تداولوا أمس فيديو يظهر قصف الطيران الإماراتي لمخازن السلاح التابعة للواء الرابع «حماية رئاسية» في العاصمة المؤقتة عدن، والذي أوضح حريقا ضخما نشب بكل الأسلحة المخزنة والتابعة لقوات الحكومة الشرعية.

ولفت السياسي اليمني ياسين التميمي إلى الدور الإماراتي في التصعيد بعدت «لم يرقْ لأبو ظبي أن ترى الحكومة تتنفس الصعداء بفعل الإجراءات السعودية الإسعافية، لذا لجأت للخطوة التالية، وهي التصعيد الميداني عبر أدواتها من القيادات الانفصالية التي التحمت مع الأجندة الإيرانية، وبنت طيلة الفترة الماضية علاقة شراكة قوية مع ميلشيا الحوثي؛ أساسها العداء المشترك لقوى ثورة الحادي عشر من فبراير.»

وأوضح التميمي في مقال له، أن « المملكة وضعت ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي اليمني، في إجراء طارئ هدف إلى وقف التدهور الكبير في سعر الريال اليمني، والذي تجاوز عتبة الـ500 ريال مقابل الدولار»، وهو ما وصفه بأنه «لم يرقْ لأبو ظبي».

وأدان مختار الرحبي السكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية، الصمت الدولي والإقليمي حيال ما يحدث في اليمن، «مايحدث في اليمن لا يمكن أن يحدث في بلد في العالم جماعة مسلحة خارج عن القانون والدولة تقوم بمحاصرة مؤسسات الدولة وتعلن الانقلاب على الحكومة المعترف بها شرعيا ولا احد يتحرك حيال ذلك لا إقليميا ولا دوليا»

في حين، دعا أمس الثلاثاء، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، الثلاثاء، إلى الوقف الفوري للاشتباكات الدائرة في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

وطالب في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، قادة دول منطقة الشرق الأوسط والعالم بالجلوس على طاولة المفاوضات من أجل إيجاد حلٍ سلمي للأزمة في اليمن، مضيفا أنه «اطلعنا على تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوف المدنيين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية تشتد بؤساً باطراد».

هادي يريد تنحية الإمارات

كشفت صفحة «سقطرى اليوم» أن هادي تقدم بطلب لإعفاء الإمارات من المشاركة في أي عمليات عسكرية او إنسانية في اليمن ومغادرة كتائبها العسكرية،  سواءً كانت قوات بريه ، جويه، بحريه.

وكان هادي طالب منذ اندلاع الأزمة غلى التركيز في « المعركة الحقيقية والرئيسية هي مع المليشيات الحوثية الإيرانية، وأي مشكلات جانبية تؤثر على مسار المعركة الرئيسية ينبغي تجاوزها والعمل بشكل كبير للحفاظ على اللحمة الوطنية»، متابعاً أنه «لا يمكن القبول بأي احتكام للسلاح لتنفيذ مشروعات سياسية، وأي تعدٍّ على الشرعية أو مؤسساتها انقلاب حقيقي سيقاومه شعبنا في كل مكان»، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية.

وفي سياق متصل قال مصدر لوكالة سبوتنك أن حكومة بن داغر لا تزال داخل عدن، ومحاصرة في القصر الرئاسي بالمعاشيق، كاشفا عن وساطات من أجل مغادرتها إلى الرياض.

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء كلمته المتلفزة


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023