رغم غلق باب الترشح بانتخابات الرئاسة، وخوض عبدالفتاح السيسي هذه الانتخابات وحيدا، أمام «كومبارس» مؤيد له، إلا أنه يبدو أن المراحل الأصعب لم تأت بعد في هذه الانتخابات.
فمع تزايد دعوات المقاطعة لانتخابات الرئاسة، يتخوف عبدالفتاح السيسي من انخفاض حجم المشاركة بشكل كبير، حيث وقعّ عشرات الشخصيات السياسية والعامة المصرية، فضلا عن مئات النشطاء والمواطنين، على بيان «مقاطعة الانتخابات الرئاسية»، الذي أصدره، أمس الأول الأحد، 5 من رموز المعارضة، طالبوا فيه بـ«وقف الانتخابات، واعتبارها فقدت الحد الأدنى من شرعيتها، ووقف أعمال الهيئة الوطنية للانتخابات، وحل مجلسها؛ لأنه تستر على تدخل أمني وإداري في الانتخابات المفترضة».
ويعتمد عبدالفتاح السيسي على عدد من الطرق لحشد المواطنين لانتخابات الرئاسة، وفيما يلي رصد لأبرز الطرق التي سيعتمد عليها السيسي خلال هذه الانتخابات.
تحريم عدم المشاركة
حرّمت دار الإفتاء المصرية الاستجابة إلى دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكدت الدار، في بيان لها وزعته على وسائل الإعلام، أن الممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثم شرعا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيّ وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسما غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل؛ حيث يكون مرتكبا لغشّ وتزوير يعاقب عليه شرعا.
وتعد خطوة الإفتاء المصرية أول دخول لها على خط الانتخابات الرئاسة المصرية، التي تشهدها مصر في مارس المقبل.
ودعا مفتي الديار المصرية، شوقي علام، في البيان، جموع الشعب المصري من الرجال والنساء والشباب للنزول بكثافة للمشاركة في العملية الانتخابية؛ «بهدف إعطاء رسالة إيجابية للعالم بأن مصر أصبحت قاطرة في ممارسة العلمية الانتخابية».
وفي السياق ذاته، وصف الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، من لم يذهب للتصويت في الانتخابات القادمة بـ«الخيانة»، مشيرا إلى أن مصلحة الوطن تقتضي المشاركة في العملية الانتخابية، وعليه فإن على كل مواطن أن يُلبي نداء الوطن ويشارك في العملية الانتخابية.
وأضاف عمران، خلال مداخلة تليفونية في برنامج «الطريق إلى الاتحادية»، الذي يقدمه معتز عبدالفتاح على فضائية «أون لايف»، مساء أمس الإثنين، أن «المشاركة في الانتخابات أمانة، والله أمرنا بأداء الأمانة، والبخل بأدائها خيانة لهذا الوطن، والله لا يحب الخائنين».
وبرر صدور فتوى المفتي بضرورة المشاركة في الانتخابات، الإثنين، بأنها فتوى قديمة صدرت عام 2000، حينما كان مفتي الجمهورية الدكتور نصر فريد واصل، وقام الدكتور شوقي علام بشرحها والزيادة عليها.
حشد إعلامي
بدأ من الآن الحشد الإعلامي لانتخابات الرئاسة، ومهاجمة الدعوات التي تطالب بمقاطعتها؛ حيث هاجم إعلاميون بيان مقاطعة الانتخابات، ووصفوا من وقع عليه بالخونة، مطالبين الشعب بالمشاركة في الانتخابات.
واستنكر مقدم البرامج أحمد موسي، ما جاء بالبيان الذي وقع عليه عدد من الأسماء السياسية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، بدعوى أن الدولة تضيق الخناق علي مرشحي الانتخابات الرئاسية.
وقال موسى، أسماء المقاطعين بطريقة ساخرة، خلال حلقة أمس من برنامج «علي مسئوليتي» المذاع علي فضائية «صدي البلد»، مرددًا: «الشخصيات التي وقعت على البيان منها عبدالمنعم أبوالفتوح، علاء الأسواني، حسن نافعة، إسراء عبدالفتاح، شادي الغزالي، معصوم مرزوق، حمدي قشطة وهيثم محمدين».
وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص يحاولون حل الهيئة الوطنية للانتخابات، ومخالفة الدستور والقانون، مرددًا: «بيقولوا ديمقراطية مش عايزين انتخابات!».
حشد طائفي
يعتمد عبدالفتاح السيسي بشكل كبير على الدعم المسيحي في انتخابات الرئاسة، كما حدث في الانتخابات السابقة؛ حيث خرجت الكنيسة لحشد المواطنين لانتخاب السيسي، واحتشد المسيحيون خلال الساعات الأولى من الانتخابات أمام اللجان الانتخابية.
وفي خلال انتخابات 2014، كثفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دعواتها للأقباط بالمشاركة في العملية الانتخابية؛ حيث حرص البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، للمرة الثانية، خلال عظته الأسبوعية، على دعوة الأقباط للمشاركة في الانتخابات وقال البابا، مساء أمس الأول، بكنيسة مارجرجس المنيل: «أناشد جموع المصريين والشباب المشاركة الوطنية في المرحلة الثانية من الانتخابات، وقد لفت نظري عبارة قرأتها: (خمس دقائق هتفيدك خمس سنين مقبلة)، وهو يقصد الدقائق الخمس التي سيدلي بها الشخص بصوته في الانتخابات».
الحزب الوطني ورجال الأعمال
تعتبر معركة توكيلات السيسي بروفة لقدرة رجال الحزب الوطني (سابقا) لحشد داعمين للسياسة خلال الانتخابات، فبعد حشد رجال الحزب الوطني، ورجال الأعمال قرابة مليون توكيل للسيسي، عبر حشد الموظفين والرشاوى الانتخابية، يأمل السيسي في نجاح هؤلاء في حشد أعداد أكبر خلال الانتخابات الرئاسية.