جاء إعلان الصفحة الرسمية للفريق سامي عنان، بموقع فيسبوك، مساء الخميس، عن ترشح رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق سامي عنان لانتخابات الرئاسة، ليفجر زلزالا سياسيا مفاجئا قد يقلب كل الحسابات، ويعيد مظاهر الانتخابات الرئاسية، بعد أن باتت أشبه بالاستفتاء، والمقررة في مارس المقبل.
وشهدت الساعات القليلة الماضية، حالة من الزخم السياسي مع إعلان المحامي المصري، خالد علي، ترشحه رسميا بانتخابات الرئاسة، فيما قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، إنه سيحسم قرار ترشحه من عدمه، الأحد، معلقا على قرار عنان: إذا صدقت أنباء ترشح الفريق، فأهلا وسهلا به.
بيان ترشح عنان الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، لم يؤكده حديث رسمي بعد من عنان، ويأتي بعد 4 أيام من إعلان الفريق أحمد شفيق، رسميا، الأحد الماضي، عدم خوضه التجربة الانتخابية، ما يجعل الطريق أمام عنان كرجل عسكري محصورا بمواجهة السيسي.
وكان عنان انتقد أداء السيسي بملف سد النهضة، ووصف وضع مصر في هذا الملف بالكارثي المهين، معتبرا أن فشل النظام في التعامل مع ملف مياه النيل خطيئة، كما انتقد «مذبحة الواحات» التي قتل فيها العشرات من ضباط الشرطة، واعتبرها خيانة، دون أن يوجه انتقاداته للسيسي.
حظوظ كبيرة
وقال الناشط السياسي، هيثم أبوخليل، إن هناك فارقا كبيرا بين الفريق سامي عنان والفريق أحمد شفيق، فالفرق أن شفيق كان مقيدا بملفاته الداخلية والقضايا المرفوعة ضده، بخلاف استثماراته وبناته في الإمارات، وهذا الأمر غير موجود في الفريق سامي عنان الذي لم يغادر مصر مطلقا.
وأضاف أبوخليل، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن حظوظ سامي عنان أكبر؛ فهو لا تواجهه اتهامات الانتماء لنظام المخلوع مبارك مثل الفريق شفيق، على الرغم من الانتقادات التي توجه له بسبب إدارته للمرحلة الانتقالية.
وتابع أنه بخلاف أنه من داخل المؤسسة العسكرية وكان رئيس السيسي نفسه، فهناك حالة غليان داخل المؤسسة العسكرية، خاصة بعد الإطاحة بالفريق أحمد شفيق، بخلاف حالة الغليان داخل الدولة العميقة؛ بسبب سيطرة الجيش ورجال السيسي على جميع الاستثمارات، فهذا يعتبر مخرجا جيدا لجميع الأطراف.
وأوضح أبوخليل، أن المناهضين للنظام وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، لو لديهم فطنة فعليهم أن يدعموا سامي عنان؛ فالمفروض أن يلعبوا سياسة ويحشدوا لعنان؛ فهناك إعدامات سوف تنفذ، وهناك تنكيل بالمعتقلين، لن يوقفه سوى تغيير السيسي، وإحداث حالة من التنفس السياسي.
واختتم أبوخليل تصريحاته لـ«رصد» أن حظوظ سامي عنان أفضل من خالد علي، وأفضل من السيسي نفسه، وسيكون هناك صعوبة في تزوير الانتخابات، في ظل وجود مرشح بحجم سامي عنان، ومن الممكن أن يلقي سامي عنان حجرا في الركود السياسي الرهيب الذي تشهده مصر، وأي بديل لعبدالفتاح السيسي سيكون أفضل حتى ولو لمرحلة انتقالية.
جس نبض
ومن جانبه، أوضح الناشط السياسي، مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن عدم التأكيد بشكل نهائي وبعد الإعلان يعطي انطباعا أن الرجل ربما يصنع ما يشبه جس النبض وينتظر رد فعل السيسي والمجلس العسكري وربما ينتظر هل ستظهر على السطح مرة أخرى ملفات التهديد التي مورست ضده في 2014 أم لا.
وأضاف حمدان، في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه لو أكد هو ذلك بالفعل، فأنا أرى أن الرجل سيستمر وسيفوز أيضا؛ نظرا لأنه أصبح يمثل بارقة أمل للكثيرين والذين يرون أنه سيصنع حالة من الانتقالية بعدالة وإنصاف الرجل لم يغادر مصر مثلما فعل أحمد شفيق، وما زالت علاقاته متشعبة داخل المؤسسة العسكرية كما أنه يحظى بعلاقات إقليمية وخارجية متميزة، وسيلقى كل الدعم من كل الأطياف.