مساء الجمعة، شهدت ملاعب كرة القدم السعودية حضور النساء في مدرجاتها، وقبلها بأيام نُظّمت أولى بطولة «إسكواش» للنساء، بعد ثلاثة أشهر من السماح لهنّ بقيادة السيارة. يحدّث كل هذا للمرة الأولى في المملكة ذات التقاليد المحافِظة منذ صعود محمد بن سلمان «وليًا للعهد»، تحت مسمى «إصلاحات اجتماعية واسعة» و«رؤية 2030»؛ لكنّ المتابعين للمشهد يرونه يرضي الغرب لضمان السيطرة على العرش.
ومن المنتظر أن تحضر السعوديات مباراة «الأهلي» و«البطين» بملعب الملك «فهد» بالرياض في الدوري السعودي لكرة القدم، وبعدها سيتاح لهنّ حضور مباراة «الأهلي» و«الاتحاد» في ملعب الملك «عبدالله» بجدة، ثم «الاتفاق» و«الفيصلي» في ملعب «محمد بن فهد» بالدمام في 18 من الشهر الجاري.
سعوديات يحضرن المبارياتوفي نوفمبر الماضي، استضافت مدينة جدة بطولة الجامعات لكرة السلة للنساء، بحضور أكثر من ثلاثة آلاف امرأة؛ للتشجيع في المدرجات.
وفي ديسمبر الماضي، استقبلت آلاف السعوديات أولى حفل موسيقي تُحييه مطربة في السعودية، كما سُمح لهن بالمشاركة في احتفالات اليوم الوطني السعودي للمرة الأولى، ورفعت السلطاتُ الحظرَ عن دور عرض السينما التجارية العام الماضي بعد استمرار لأكثر من 30 سنة.
ضمان السلطة
ويرى المحلل السياسي الدكتور زهير سالم، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أنّ «ابن سلمان يغيّر في الموروثات الاجتماعية السعودية لضمان الدعم الغربي له؛ خاصة وأنه أطاح بأباطرة الأسرة المالكة في السعودية ليتفرغ للحكم منفردًا في غضون شهور، إضافة إلى غياب منصب ولي ولي العهد؛ ما يؤكّد أنّ سلمان سلّم المملكة لنجله».
وأضاف زهير، في تصريح لـ«رصد»، أنّ الأنباء التي نتجت عن إصدر كتاب «النار والغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب» تؤكد أن استلام وليّ العهد السعودي مقدّرات السلطة كلّها في بلاده لم يكن فعلًا فرضته التطوّرات التاريخية في المملكة؛ بل كان مرتّبًا ومنسقًا مع البيت الأبيض، وكل ذلك مرتبط بالتغييرات الاجتماعية التي تشهدها المملكة وتتجه لتغيير الهوية الإسلامية السلفية للمملكة، وهو أمر يسيء في الحقيقة إلى شخص يفترض فيه أن يحكم واحدة من كبرى الدول العربية تأثيرًا ومكانة رمزيّة إسلامية، يحوز على منصب يؤهله للقبض على موقع سياسي واقتصادي هائل».
