فيما يبدو أنّ قتل المصريين داخل أقسام الشرطة بات اعتياديًا، بعدما قُتل شابان محتجزان في أسبوعين؛ والتبرير كالعادة «الإصابة بأزمة صحية»، وير مراقبون أنّ هناك حملة ممنهجة لقتل الشباب في السجون.
فأمس الثلاثاء توفي الشاب «فراج. أ»، 28 عامًا، أثناء احتجازه بقسم شرطة أسوان ثان عقب تعرضه لأزمة صحية في محبسه، ونقل إلى مستشفى أسوان الجامعي للعلاج، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة؛ وأثارت الواقعة غضب أهاليه داخل قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى الجامعي عقب علمهم بنبأ وفاته.
وقبله بيومين، تجمهر أهالٍ أمام قسم شرطة المقطم، الذي شهد محيطه حالة من الكر والفر واشتباكات بأعيرة نارية؛ بسبب وفاة الشاب «عفروتو» بعد احتجازه، وردّت عليهم القوات بإطلاق الأعيرة النارية في محاولة لتفريقهم.
قتل المعتقلين
وتقف أسباب رئيسة وراء ارتفاع عدد وفيات المحتجزين داخل السجون؛ كتدهور الأوضاع المعيشية والصحية، وسوء الرعاية الصحية فيها، واستخدام التعذيب والعنف والقوة الواضحة، والنقص الشديد في الملابس والأغطية والأطعمة المختلفة؛ لرفض السلطات دخول كل ذلك إلا في أحيانٍ قليلة جدًّا لا تتناسب مع عدد المحتجزين، إضافة إلى أنها لا توفرها لهم داخل السجون.
وينتهي مزيج الأوضاع المعيشية الصعبة داخل الزنازين، وغياب الرعاية الطبية للمحتجزين، وانعدام التهوية، بجانب تكدسهم الشديد، إلى حالات عديدة من الإصابة بأمراض معدية؛ أبرزها الأمراض الجلدية مثل «الجرب» وفيروسات البرد أيضًا، وهي الأكثر انتشارًا في السجون؛ نتيجة تردي ظروف الإعاشة، بجانب تعرّض كثيرين منهم للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي «C»، وبعضهم لأمراض السرطان، مع معاناتهم أمام الإهمال الطبي ونقص الأدوية، أو نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات وجلسات العلاج اللازمة.
كما تستوعب أغلب الزنازين في السجون المصرية أعدادًا تتراوح بين فرد وعشرة حدًّا أقصى، بينما يُظهر الواقع عكس ذلك؛ إذ توضح تجارب محتجزين سابقين أنّ عشرات من الأشخاص محتجزون داخل زنازين لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار مربعة.
ويوضح هؤلاء المحتجزون السابقون أيضًا مدى صعوبة التهوية في الداخل؛ إذ تصبح كمية الهواء قليلة مع الأعداد الكبرى، وغياب منفذ تهوية إلا فتحة صغرى، تُغلق في أحيان كثيرة عقابًا جماعيًا لمن بالداخل، بجانب نقص أدوات النظافة، والملابس التي يرتديها المحتجزون لا تتلاءم مع المناخ وفصول السنة المختلفة.
وينضم إلى قائمة الصعوبات غياب مراحيض داخل أماكن الاحتجاز، واضطرار المحتجزين للانتظار لمدد طويلة كي يتمكّن المحتجز من استخدام المرحاض خارج الزنزانة، وصعوبة التريّض خارج الزنزانة بالطبع، والمساحة في الغرف الجماعية تقسّم بأسلوب تمييزي وبشكل ظالم.