يبدو أن انسحاب الفريق أحمد شفيق من انتخابات الرئاسة، لن يكون الأخير من نوعه؛ فقد بدأ المرشحون الرئاسيون خالد علي، ومحمد أنور السادات، بالتلويح بالانسحاب من الانتخابات، بعد إعلان الهيئة العليا للانتخابات عن الجدول الزمني للعملية الانتخابية، وشروط الترشح للرئاسة، وسط الحديث عن خوض السيسي لها وحيدا، دون منافسين حتى لو كومبارس.
خالد علي يلوح بالانسحاب
وقال الدكتور خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، إنَّ المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية المحامي خالد علي، سيعلن انسحابه من السباق الرئاسي، لكن الدكتورة هالة فودة، مدير حملته الانتخابية، قالت إنّ الحملة تجري عددًا من الاجتماعات، لبحث الموقف الحالي، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن الموقف النهائي خلال أيام.
وكتب «رفعت»، في منشور مقتضب له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «خالد علي حيعلن انسحابه من الانتخابات يوم الإثنين الجاي».
من جانبها، كشفت «فودة» عن أنهم يعدون للحملة، ويجهزون لها منذ عام، مشيرة إلى أنه لا نية لمقاطعة الانتخابات بشكل عام.
وأضافت، في مداخلة هاتفية لبرنامج «كل يوم»، المذاع على قناة «on e» الفضائية، ويقدمه الإعلامي عمرو أديب، الثلاثاء: «مفيش نية لمقاطعة الانتخابات»، مشددة على أنهم دعوا للنزول وخوض المعركة بكل قوة، ولكنهم يتعرضون لمضايقات كثيرة.
السادات يفكر
قال المرشح الرئاسي المحتمل، رئيس حزب «الإصلاح والتنمية»، محمد أنور السادات، أمس الثلاثاء، إن الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية، ضيق جدا، وغير كاف.
وتابع «السادات»، في حديثه لبرنامج «البعد الآخر»، عبر أثير إذاعة «سبوتنيك»: إن الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية، الذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر غير كاف.
ومضى بقوله: «في الفترة الماضية لم يكن مسموحا لأحد ينوي الترشح بأن يتواصل مع الإعلام أو ممارسة أية فعاليات انتخابية».
وأشار إلى أن الأجواء العامة غير مشجعة، وعلى الجميع أن يحسبها جيدا لأن المنافسة غير سهلة.
ويرى «السادات» أن الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة «محسومة»؛ نظرا لضيق الوقت المتاح لكل من ينوي الترشح لرئاسة مصر، لإكمال الإجراءات المطلوبة لخوض الانتخابات.
وأضاف قائلا: «بذلنا جهدا كبيرا لإعداد برنامج انتخابي وفلسفة حملة كاملة، ولم يكن متاحا عرضها على أي من الوسائل الإعلامية».
خوض السيسي وحيدا
ووسط توقعات بانسحاب المرشحين الباقين، أثيرت التساؤلات حول الوضع إذا خاض عبدالفتاح السيسي الانتخابات وحيدا؛ حيث أكد المستشار محمود الشريف، نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أنه حال شهدت الانتخابات مرشحا رئاسيا وحيدا، دون أي منافس له، سيحتاج فقط إلى نسبة 5% من الأصوات الصحيحة لإعلان فوزه.
وطرح محمد أمين، الكاتب الصحفي، تساؤلات عدة على الرأي العام حول إمكانية فوز عبدالفتاح السيسي بالتزكية في الانتخابات الرئاسية قائلا: «ماذا لو لم يترشح آخر فى مواجهة الرئيس؟ هل يفوز السيسي بالتزكية؟! وذلك عقب جمع عدد 400 نائب داخل مجلس النواب استمارات لصالح مرشحي الرئاسة والتي لم يظهر منها حتى الآن مرشح سوى السيسي».
وأضاف أمين، خلال مقال له تحت عنوان «ماذا لو»: هل فكرتم في طريقة من أي نوع لتدارك الأزمة؟ وهل هي أزمة بالفعل، أم أنها أمر جيد؟.. منذ أيام أعلن شفيق أنه لن يترشح للرئاسة.. واستبق قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات.. فيما وُصفت هذه الخطوة بأنها وطنية ونوع من الحكمة والعقل.. والآن قد ينسحب أنور السادات، بعد اتهامه بمحاولة إسقاط مجلس النواب.. أيضا خالد علي قد يمنعه مانع قانوني.. فما الحل؟!.
وتابع في طرح استفساراته: «فهل يُغلق الباب نهاية الشهر، وفقا للجدول الزمني، بلا مرشح رئاسي في مواجهة السيسي؟ هل نعود إلى الاستفتاء أو إعلان فوز المرشح بالتزكية؟ ماذا يجري في المطبخ السياسي الآن؟ ما السيناريوهات المتوقعة؟ هل الدولة لديها مرشح آخر يلاعب المرشح الأصلي؟ كيف لم ننتبه إلى هذه النقطة بالضبط؟. هل يترشح رئيس أحد الأحزاب؟».
ومضى قائلا: «أدهشني أن هناك محاولات لإخلاء الساحة أمام السيسي كمرشح وحيد.. وأدهشني أن الأجهزة أقنعت شفيق بعدم الترشح.. والآن هناك محاولات لإرهاب أنور السادات بكلام هنا أو هناك.. لا أعرف دواعي فتح ملف «نائب ساقط العضوية» الآن.. هل كانت الحملة هدفها عدم إقدام أي نائب لتوقيع استمارة لصالحه؟.. ثم ماذا بعد؟.. هل أنور السادات «يهدد» بإسقاط الدولة؟».
استفتاءات مبارك أفضل
ومن جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الديمقراطي، إن هناك رغبة واضحة من السلطة الحالية، لخوض عبدالفتاح السيسي الانتخابات وحيدا، وإن السلطة الحالية لا تريد إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يكون فيها أكثر من مرشح.
وأضاف مرزوق، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن تمديد حالة الطوارئ و عدم إقرار أي من الضمانات التي طالبت القوى السياسية بتوفيرها، وحالة الحصار التي يفرضها النظام على كل من يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية، والجدول الذي فرضته اللجنة العليا للانتخابات، كلها أشياء تؤكد أن السلطة التي تحكم مصر حاليا لا تريد منافسة حقيقية للسيسي وإنما تريد مسرحية أشبه بالاستفتاء وتأخذ شكل انتخابات صورية، وهذا لا يمكن قبوله وإما أن تتراجع وتمنح فرصة حقيقية للمنافسين وفقا للدستور أو سنكون أمام مبايعة للسيسي على الرئاسة.
وأكد أن تصرفات السلطة الحالية، تعيدها إلى زمن الاستفتاءات، وهذه الاستفتاءات لا ترقى حتى لعصر المخلوع حسني مبارك؛ حيث كان يضع قواعد تتيح التنافس على رئاسة الجمهورية.