لم تختلف حالة الغموض، التي باع بها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، مجموعته الإعلامية، كثيرا عن حالة الغموض التي اشتراها بها؛ فبين ليلة وضحاها، نجح رجل الأعمال الصاعد بسرعة الصاروخ في تكوين مجموعته الإعلامية الضخمة، والتي تعتبر الأكبر في مصر، وبالطريقة نفسها باعها، ولا يزال الغموض يكتنف عملية البيع وانسحابه من المشهد الإعلامي تماما في مصر.
ورغم تكتم أبوهشيمة على أسباب انسحابه، إلا أن ردود الأفعال لم تتوقف بعد هذه الصفقة الضخمة، ولماذا استغنى النظام عن إدارة أبوهشيمة لأضخم مؤسسة إعلامية تتبع الدولة.
الشركة الجديدة التي اشترت حصة أبوهشيمة، وهي شركة إيجل كابيتال، ترأس مجلس إدارتها داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة، وهي زوجة طارق عامر، محافظ البنك المركزي، وأعلنت الشركة أنها قررت أن تعمل في مجال الإعلام الذي يمس حياة المواطنين بشكل يومي ومباشر.
ووسائل الإعلام المملوكة لشركة إعلام المصريين هي صحف «اليوم السابع» و«صوت الأمة» ومواقع «انفراد» و«برلماني» و«دوت مصر»، إضافة إلى مجموعة قنوات «أون تي في» وشركات برزنتيشن للرياضة وشركات إنتاج سينمائي.
لها دور وسيتم الإطاحة بها
ومن جانبها، تساءلت الدكتورة علياء المهدي، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: «من أين لداليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، وزوجة محافظ البنك المركزي طارق عامر، أن تشتري مؤسسة إعلامية ضخمة بحجم مؤسسة أبوهشمية الإعلامية»، مضيفة «أين قانون من أين لك هذا ليطبق على داليا خورشيد؟».
وأضافت «المهدي»، في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه سواءً داليا خورشيد أو طارق عامر أو أبوهشيمة أو غيرهم، فكل منهم له دور وغرض، وعندما ينتهي دوره تتم الإطاحة به، ويتم استبداله بآخرين، فلا نستعجب إذا تمت الإطاحة بطارق عامر قريبا، حينما ينتهي دوره، كما تتم الإطاحة بداليا خورشيد هي الأخرى مثل أبوهشيمة، حينما ينتهي دورها.
ضغوط سياسية
وأكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن خريطة الإعلام في مصر غير مستقرة، ويحدث فيها تغيرات بشكل مستمر، موضحا أن هناك ضغوطا تمارس على رجال الأعمال العاملين في الإعلام من قبل رجال الساسة والدولة، تدفعهم لبيع حصصهم الإعلامية من حين إلى آخر.
وأوضح العالم، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن وسائل الإعلام في مصر مرتبطة بشكل كبير بالنظام السياسي، وأنه يتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر في ملكية وسائل الإعلام، وأن التغيرات المستمرة التي تحدث في الخريطة الإعلامية يقف خلفها النظام.
وتوقع العالم حدوث خلافات في وجهات النظر، بين بعض رجال النظام، ورجل الأعمال أبوهشيمة، الأمر الذي أسرع من خروج من المشهد الإعلامي.
وقال مصطفي بكري، عضو مجلس النواب، إنه كان يعلم منذ فترة بصفقة استحواذ شركة إيجل كابيتال التي ترأس مجلس إدارتها داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة، على حصة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة في مجموعة «إعلام المصريين».
وأضاف بكري، في تصريحات نقلها موقع «مصراوي»، الثلاثاء، «كان لدي معلومة مؤكدة منذ فترة بأن داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة، ستتولى إدارة إعلام المصريين، التي يمتلكها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة».
وتابع عضو مجلس الإعلام: «الأيام المقبلة ستكشف عن تفاصيل الصفقة التي تمت»، مشيرًا إلى أن خورشيد تتولى إدارة شركة كبيرة لها ثقل بالسوق المصرية وهي إيجل كابيتال للاستثمارات المالية.