قال وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة الاحتلال الصهيوني إنّ هناك تنسيقًا أميركيًا مسبقًا مع قادة دول عربية بشأن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إليها؛ لضمان أن يسهموا في احتواء ردّة الفعل الفلسطينية على القرار.
وأضاف، في مقابلة أجرتها معه الليلة قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، أنّ الرياض تأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية المشتركة مع «إسرائيل»، لا سيما في مواجهة إيران، عند بلورتها موقفًا من قرار ترامب، كما إنّ اعتماد الدول العربية على المظلة الأميركية عامل مهم في تحديد طابع ردة الفعل العربية.
وقال إنّ القرار يقطع الطريق تمامًا على الفلسطينيين للاستناد إلى قرار التقسيم 181 في تسويغ المطالبة بتقسيم القدس، الذي نصّ على أن القدس وبيت لحم مدينتان «دوليتان»؛ واعتراف ترامب ينزع عن القدس هذه الصفة ويؤكد أنّ المدينة عاصمة دولة «إسرائيل».
الاعتراف الأميركي
ومساء الأربعاء، أعلن ترامب قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان المحتل؛ ما قابل موجة من التنديد العالمي وتظاهرات في دول عربية وإقليمية.
وبدوره، شكر رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على قراره، معتبرًا أنه يدلل على أن الاعتراف بالقدس بات المدخل لأيّ تسوية سياسية للصراع؛ داعيًا مزيدًا من الدول إلى اتخاذ قرار مماثل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، ويحذرون ودول عربية وإسلامية من تغيير وضع القدس وما يترتب عليه من غضب شعبي وإنهاء السلام تمامًا؛ لأن القرار سيعني اعترافًا فعليًا بدعوى «إسرائيل» بأحقيتها في القدس كاملة عاصمة لها، بعدما احتلت القدس الشرقية عام 1967 وأعلنت ضمها إلى القدس الغربية بعد، معلنة إياها «عاصمة موحدة وأبدية» لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
ومنذ إقرار الكونجرس الأميركي عام 1995 قانونًا بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأميركيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر؛ «حفاظًا على المصالح الأميركية».
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة الاحتلال الصهيوني على كل القدس، التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، ويطالب الفلسطينيون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1967.