قطعت محكمة الجنايات الدولية في مدينة لاهاي الهولندية اليوم الأربعاء جلسة استئناف محاكمة الجنرال الكرواتي السابق «سلوبودان برالياك» بعدما تناول جرعة من السم القاتل، عقب التصديق على قرار حبسه 20 عامًا؛ بسبب الجرائم التي ارتكبها أثناء حرب البوسنة مطلع تسعينيات القرن الماضي،
وفور إعلان هيئة القضاة القرار، صرخ «سلوبودان» بصوت مرتفع رافضًا القرار، وشرب مادة سائلة قال إنها سامة؛ فعُلّقت الجلسة لاستدعاء الأطباء وإسعافه، بعدما بدت عليه علامات الإعياء، وطلب القاضي الاحتفاظ بالكأس المستخدمة.
وقال التلفزيون الرسمي الكرواتي إنّ القائد العسكري السابق «سلوبودان» توفي في المستشفى بمدينة لاهاي الهولندية.
مجرم حرب!
وقاد سلوبودان برالياك (72 عامًا) قوات الكروات أثناء الحرب في البوسنة والهرسك منذ عام 1992 وحتى 1995، وأدين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المسلمين في البوسنة؛ إذ كان مسؤولًا في وزارة الدفاع الكرواتية وله دور مهم في التخطيط للقتال والإشراف عليه.
واُتُّهم «سلوبودان» بتسع حالات لانتهاك اتفاقيات جنيف، وتسع حالات لانتهاك قواعد الحرب وثمان حالات لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتشكل الاتهامات قتل المدنيين والمعاملة غير الإنسانية، والتهجير القسري وتدمير غير مبرر للممتلكات والاضطهاد بدوافع سياسية أو دينية أو عرقية، وغيرها؛ فصدر بحقه حكم بالسجن 20 سنة.
مجازر البوسنة
بدأت حرب البوسنة عام 1992، وشهدت ارتكاب القوات الصربية مجازر بحق مسلمين، وإبادة أكثر من 300 ألف شخص (وفق الأمم المتحدة)، وانتهت بتوقيع اتفاقية «دايتون» للسلام بين قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك؛ لتنهي ثلاث سنوات من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة.
ودخلت القوات الصربية بقيادة «راتكو ملاديتش» مدينة سربرنيتشا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف بوسني تراوحت أعمارهم بين سبعة أعوام وسبعين.