قال الرئيس اللبناني «ميشيل عون» إنّ سعد الحريري سيبقى رئيسًا للوزراء، والأزمة السياسية التي تشهدها البلاد ستنتهي في الأسبوع المقبل؛ عقب مشاورات موسعة مع جميع القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها.
جاء هذا في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، التي بدأ زيارة دولتها اليوم الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام يتباحث فيها مع نظيره الإيطالي سيرجو ماتاريلا ورئيس الوزراء باولو جينتيلوني ومسؤولين آخرين؛ وعلّق على الأزمة السياسية التي عاشها لبنان في الأسابيع الماضية عقب إعلان الحريري استقالته من السعودية يوم 4 نوفمبر ومكث فيها قرابة أسبوعين قبل عودته.
وقال ميشيل: لم يكن هناك أي فراغ سياسي أبدًا، وكلفتني جميع الأطراف بسلطات كاملة».
اللجوء إلى المجتمع الدولي
وتابع: «طالبنا بأن يُعاد إلينا رئيس وزراء بلادنا (من السعودية) ولم يردنا جواب، وهكذا لم يبق أمامنا سوى التمسك باتفاقية فيينا التي تحمي رؤساء الدول والحكومات في الخارج؛ فلجأنا إلى المجتمع الدولي. لقد وقف العالم إلى جانبنا».
وأضاف أنّ لبنان «سيظل هادئًا وواثقًا من أنه في أيدٍ أمينة، ولن تقع البلاد في حرب أهلية؛ بل سيظل نموذجًا للتعايش بين مختلف الطوائف والأديان، وقد يمتد ليشمل البلدان المجاورة».
الأزمة السورية
وبشأن الوضع في سوريا، قال الرئيس اللبناني إنّ «التحرك يمضي نحو التوصل إلى اتفاق سياسي، وسوف يكون هناك تغيير للنظام… نعم، ولكن ليس تغييرًا للأشخاص الذين انتصروا في الحرب»، دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف: «سوف يكون التطور في بنية الدولة لتصبح أكثر ديمقراطية، وسيتحسن التعايش بين المكونات الاجتماعية، وسيتبع العراق مسارًا مماثلًا».
وشدَّد على أن «سوريا التي يسودها السلام لا غنى عنها بالنسبة للبنان، فلدينا 1.6 مليون لاجئ سوري، ولم يعد بإمكاننا تحمل هذا العبء اقتصاديًا، كما أن هناك زيادة كبيرة في الجريمة. ونود أن يعود هؤلاء إلى سوريا فى أقرب وقت ممكن».
تراجع عن الاستقالة
ويأتي تصريح الرئيس اللبناني بعد تصريح سعد الحريري الاثنين الماضي بأنه مستعد للبقاء في منصب رئيس الوزراء إذا وافق حزب الله على الالتزام بسياسة الدولة المتمثلة في البقاء خارج الصراعات الإقليمية.
وأضاف «الحريري» في مقابلة مع شبكة «سي نيوز» التلفزيونية الفرنسية: «لا أريد حزبًا سياسيًا في حكومتي يتدخل في دول عربية ضد دول عربية أخرى»، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه سيستقيل إذا لم يلتزم حزب الله بذلك رغم أن المشاورات في هذا الصدد إيجابية حتى الآن.