استبعد خبراء وسياسيون تكرار سيناريو العراق من العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء اليوم باستهداف المدنيين في المساجد، مؤكدين على أن طبيعة الشعب المصري تختلف عن العراق كثيرا.
وحذر سياسيون من أن تكون هذة العملية ضمن مخطط صفقة القرن بإحداث حالة من الهلع بين الأهالي، وتفريغ سيناء بهدف تسليمها لإسرائيل، محذرا من خطورة التطور النوعي في عمليات اليوم.
جريمة صهيونية لتفريغ سيناء
وأكد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة مصريين ضد الصهيونية، قائلا: «أن ما حدث جريمة صهيونية بامتياز، فلقد بحت أصواتنا مع الرأى العام ومع السلطة الحاكمة محذرين من المخاطر الحقيقية فى سيناء؛ اما عن الراى العام فلطالما حذرناه من ان الجماعات الارهابية الموجودة فى سيناء هى جماعات مشبوهة وثيقة الصِّلة باجهزة الاستخبارات الصهيونية».
ولفت سيف الدولة إلى أن هذه الجماعات «لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل رغم تواجدها على مقربة من حدود دولة الاحتلال، وحذرنا بعض الشباب الذى كان يتعاطف معها، انها لا تعدو ان تكون جماعات عميلة تابعة للعدو الصهيونى، وعلى أفضل التقديرات لن تكون سوى جماعات انفصالية تستهدف الانفصال بسيناء عن الدولة المصرية، واذا نجحت لا قدر الله فاننا سنجد سيناء فى اليوم التالى فى قبضة اسرائيل».
وأضاف سيف الدولة في تصريح خاص ل«رصد»، أنه اليوم ظهرت الحقيقة عارية أمام من التبس عليهم الأمر، فها هم يرتكبون جريمتهم فى بيت الله ومسجده، ليقتلوا مصلين مسلمين عزل أبرياء، لا يمكن أن يوجد هدف من وراء ذلك سوى مزيد من تفريغ سيناء من السكان وإخلائها من أهاليها وتوسيع المنطقة العازلة التى هى بالأساس مطلبا ومشروعا اسرائيليا، بذريعة حماية الاهالى من الارهاب.
وشدد سيف الدولة على ان الذين قاموا بالعملية الإرهابية الإجرامية اليوم، هم جماعات صهيونية المشروع والاهداف والغايات حتى لو كانوا يحملون بطاقات هوية تقول ان الجنسية مصرية والديانة مسلم.
أما عن السلطة المصرية، قال سيف الدولة أنه «لطالما حذرناها مع عواقب القيود التى تفرضها كامب ديفيد واسرائيل على اعداد وتسليح وتوزيع وانتشار وتحصينات القوات المصرية هناك، والتى تعجز بوسعها الحالى عن فرض حمايتها وسيادتها الكاملة على سيناء على غرار ما تفعله فى كل ربوع مصر».
واختتم سيف الدولة تصريحاته لرصد قائلا :«لقد كتبت وحذرت عشرات المرات منذ سنوات طويلة، انه لا أمل فى القضاء على الارهاب فى سيناء الا بتحرير مصر من قيود كامب ديفيد، وأكررها اليوم مرة اخرى، بأنها لن تكون آخر الجرائم والمذابح هناك طالما كان لأمن اسرائيل فى سيناء اولوية على الامن القومى المصرى وفقا لنصوص صريحة واردة فى الملحق الامنى لما يسمى بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية».
تورط النظام
ومن جانبه قال الدكتور أسامة رشدي القيادي بحزب البناء والتنمية، أن ما حدث جريمة صادمة لا نستطيع أن نستوعبها من الصدمة، فعدد الضحايا غير مسبوق في أي عملية سابقة، واستهداف المساجد أمر لا يعتاده المصريين.
وأكد رشدي في تصريح خاص لرصد، أن هذا الأمر لا يمكن مرورة مرور الكرام، فعلى الأمن أن يكشف لنا خيوط الجريمة ولا يمكن طيها دون معرفة الحقيقة.
وأشار رشدي إلي إهمال النظام في التعامل مع الحادث، فلا توجد سيارات اسعاف وأين طائرات الإسعاف رغم مناشدة الأهالي باستخدامها، فنحن تحولنا من شبه دولة كما يقول السيسي، إلا الا دولة.
وأكد رشدي أننا ليس لدينا أي مؤشرات تدل على أن المسلحين يستهدفون المؤسسات المدنيه، فكانت عملياتهم تستهدف الجيش، أو المتعاونين معه، وهذا تطور خطير، يثير التساؤلات حول دخول مجموعات إرهابية جديدة، أم هي عملية مدبرة لإخلاء سيناء ضمن مخطط صفقة القرن للنظام، كل هذة تساؤلات مشروعة تبحث عن إجابات واضحة من النظام، أو يرحل فورا.
دلالات خطيرة
ومن جانبه قال الناشط السياسي مجدي حمدان، «اعتقد ان الامر بعيد نوعا ما عن ان داعش هي التى قامت بذلك والعملية تشبة الى حد كبير عمليات تنظيم ولاية سيناء».
وأضاف حمدان في تصريح خاص لرصد، أن العملية بها تطور نوعي الي حد ما في حالة لانتشار الفزع والرعب ثم اطلاق النار، وهذة الحادثة تعتبر الحادثة رقم 2 بالاستهداف المدني، وأن التطور لقتل الابرياء والعزل لة دلالات خطيرة ورسالة الى النظام والدولة اننا لانخشاكم.
وأكد حمدان أن مصر لن تدخل في حرب اهلية باي شكل من الاشكال ولن يستطيع ان يفعل ذلك
مصر تختلف عن العراق التى تحوي عناصر كثيرة وشتي سنة وشيعة واكراد وغيرهم.
وشدد حمدان على أن الفكر الامني الحالي لن يستوعب التعامل مع هذا الحادث لابد من تغيير شامل في كل الكوادر والافكار والسياسات الامنية.