أعلن وزير الري الإثيوبي، سيليشي بقلي، في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة صباح اليوم، اكتمال بناء أكثر من 63% من مشروع سد النهضة، وقال إنّ الاتفاق مع مصر أو عدمه لن يعطّل بناء السد.
وأضاف أنّ أعمال بناء السد لن تتوقف ولو لدقيقة واحدة، وهذا موقف ثابت لإثيوبيا لن تغيره؛ باعتباره حقًا أساسيًا في الاستفادة من مواردها المائية في إنتاج الطاقة من أجل التنمية والقضاء على الفقر.
جس نبض
ورأى السفير معصوم مرزوق، خبير العلاقات الدولية، في تصريح لـ«رصد»، أنّ تصريحات وزير الري الإثيوبي أمر متوقع من أجل جس نبض الجانب المصري؛ لكنّ موقف الجانب الإثيوبي واضح من البداية، منذ استمرارية البناء».
وقال إنّ «تصريح وزير الري الإثيوبي ردّ على تصريح السيسي بشأن مسألة المياه؛ خاصة وأن الجانب المصري ملتزم بالدعوة إلى الحوار دون خطوات جادة أو حازمة ضد الانتهاكات الإثيوبية».
وقال السيسي في مؤتمر للشباب قبل أسبوعين إنّه لا أحد يستطيع أن يمسّ حصة مياه مصر، مشددًا على أنها مسألة «حياة أو موت».
وقال السفير معصوم إنّ «التصريح الإثيوبي يعد دعوة مستترة لفتح باب الحوار مرة أخرى، ولكنّ التصريح المصري أنهى كل الجدل والإشكاليات في كلمة السيسي؛ لذلك جريان النيل من منابعه إلى المصب قضية وجودية للشعب المصرى أجمع، فباتت كل السيناريوهات مطروحة، بما فيها الحلول غير الدبلوماسية».
وأضاف إنّه «لهذا السبب ستبدأ مجموعة تصريحات إثيوبية شأنها استفزاز مصر؛ ما يدفعها للرد، ومن ثم تتدخل أطراف دولية لإعادة الموضوع إلى مائدة الحوار مرة أخرى».
وقال إنّ «الشعب المصري لا يثق بشكل كامل في القيادة السياسية المصرية في إدارة هذا الملف الشائك، الذي يعتبر أحد الأخطار المباشرة للضغط على مصر».
تجميد المفاوضات
وأعلنت مصر منذ نحو أسبوعين تجميد المفاوضات الفنية مع السودان وإثيوبيا عقب اجتماع ثلاثي في القاهرة؛ إثر رفض المسؤولين المصريين تعديلات البلدين على دراسات المكتب الاستشاري للسد وملئه وتشغيله.
وتتخوف مصر من تأثيرات سلبية محتملة للسد الإثيوبي على حصتها المائية، المقدّرة بـ55.5 مليار متر مكعب، وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصر؛ والطاقة الكهربائية التي سيولدها السد ستساعد في القضاء على الفقر وتعزّز النهضة التنموية في إثيوبيا.
ويأتي الموقف المصري المتأزّم في وقت اقتربت فيه أديس أبابا، بحسب مصادر زارت موقع السد، من إكمال بناء نحو 75% من إنشاءاته وتركيب التوربينات الخاصة بتوليد الكهرباء، في وقت جرّبت فيه أديس أبابا بنجاح ملء بحيرة السد واختبار أجزاء اُنتُهي من بنائها في جسمه؛ ومن المقرر أن تنهي شركة «ساليني إمبرجيلو» الإيطالية العام المقبل.
