تسببت انتخابات الرئاسة المزمع عقدها بمصر ، في حالة من الخلاف والجدل بين القوى السياسية، ومنها القوى الداعمة لشرعية الدكتور محمد مرسي، ففي الوقت الذي تحدث فيه بعض السياسيون عن ضرورة المشاركة لإحداث حالة من الحراك السياسي، وفضح نظام عبد الفتاح السيي ، أكد أخرون أن المشاركة في العملية الانتخابية لا يخرج عن كونه لتكملة المشهد الديكوري للنظام، وإضفاء شرعية له.
الزمر يدعو لاستغلال الفرصة
دعا الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، إلى عدم مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أن المقاطعة تعد هدية ثمينة تقدمها المعارضة للنظام الحالي من أجل تثبيت أقدامه.
وأضاف «الزمر» في تصريح نقلة موقع «عربي 21»: «كما أنني لست مع من يرى أننا بصدد انتخابات حرة يمكن أن تكون نتيجتها هي تغيير هذا النظام، لأن ذلك فيه مجافاة لكل الحقائق على الأرض، وإنما الأمر بين هذا وذاك (المشاركة والمقاطعة)، بمعنى أننا أمام فرصة لإعادة فتح المجال العام، وإعادة ترتيب صفوف المعارضة، لتكون في موقع التأثير بدلا من الموقع الهامشي الحالي».
وأوضح أن الحديث عن نيته في ترشيح شخص بعينه سابق لأوانه، لأن اجتياز عقبات الترشيح التي تم تصميمها بعناية ليس سهلا، كما أنني لا أحبذ فكرة دعم شخص معين بقدر ما أحبذ دعم برنامج، كما سأدعم من يتعامل مع معضلات الموقف بمهارة واحتراف”.
يجب أن يخوض الأخر التجربة
وقال أسامة رشدي القيادي بحزب البناء والتنمية، إنه لا يرى أي مظاهر لانتخابات رئاسية حقيقية، فبعيدا عن الحديث عن الشرعية، فالإطار القانوني والدستوري إطار معيب، يجعل من السيسي مسيطر على الانتخابات بشكل كامل ويديرها، مما ينسف أي احتمالية لنزاهتها.
وأضاف رشدي في تصريح خاص لرصد، أن بخلاف الاطار القانوني والنزاهة، فلا يوجد عدالة بهذة الانتخابات، فجميع المؤسسات والأجهزة تعمل لصالح السيسي، فغابات إجراءات العادلة الانتخابية وأصبحت “شبه انتخابات” ومحاولة لشرعنة نظام السيسي.
وأوضح رشدي أن من يتكلم عن الانتخابات والمشاركة من المعارضة، فهو يشترط وجود ضمانات للنزاهة، حتى المرشح الوحيد الذي أعلن نيته الترشح خالد علي، هدد بالانسحاب إذا لم يوفر النظام هذة الضمانات.
وأكد رشدي أن التيار الإسلامي يرى أنه لا مشروعية لهذة الانتخابات، ولكن يجب أن نعطي الفرصة للآخرين، فيجب أن نترك الأخرين يجربو ويخوضون التجربة، ويجب أن نبتعد عن التخوين، فالكل يحارب على طريقته.
وعن مقاطعة الانتخابات وجدواها، قال رشدي أنه علينا أن نقاطع بطريقة إيجابية، فيجب أن نشتبك، ونفضح النظام، ونوعي المواطنين ونتحرك في جميع الجبهات، حتى لا تكون المقاطعة سلبية وبدون نتيجة.
أيمن نور: لا يجب تخوين المشاركين
وقال الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، أن الحزب لم يتخذ موقف من المشاركة وعدمه في انتخابات الرئاسة، وإن كان لا يطمئن في جدوها.
وأضاف نور في تصريح خاص لرصد، أنه حتى لو قاطعنا فيجب أن تكون مقاطعة إيجابية ويجب أن يكون لدينا أكثر من سيناريو للتعامل مع الانتخابات الرئاسية، وعدم مرورها مرور الكرام.
وأكد نور أنه يرفض تخوين المشاركين، فلكل شخص تقديراته، ويجب أن يعمل الجميع على فضح هذا النظام وإسقاطة بكل الطرق، ولكل شخص اجتهاداته، مؤكدا أن دعوات التخوين هي أزمة المعارضين، ويجب علينا تقبل جميع وجهات النظر.
وعن الضغوط الدولية لضمان نزاهة الانتخابات، قال نور أنه ليس لدينا ثقة في موقف القوى الدولية لكي تضغط لإجراء انتخابات نزبهة، فالغرب تخلى عن التجربة الديمقراطية في مصر من أجل تنفيذ مصالحة، ونظام السيسي يعمل على ذلك بالفعل.
إقرار بالانقلاب
ومن جانبه رفض الدكتور جمال حشمت، فكرة المشاركة في انتخابات الرئاسة، مؤكدا أن فكرة المشاركة في العملية الانتخابية إقرار بالانقلاب بحسب تعبيره.
وأضاف حشمت في تصريح خاص لرصد، أن النظام لن يسمح بوجود انتخابات حقيقية، وأنه يعلم تدني شعبيته في الشارع، وأنه أعد جيدا للانتخابات لتكون مسرحية هزلية، لإضفاء شرعية على العملية الانتخابية، ولكن لا يمكن تخوين القوى التي ترغب في المشاركة، ويمكن التنسيق معهم أيضا، في إطار التنسيق بين القوى المعارضة لوجود لعسكر في الحكم”.
وطالب حشمت أن يعلن كل فصيل موقفه المبدئي بلا مزايدة، ولكن يجب الانتباه لعدم تكرار تجربة حمدين صباحي، بأن يكون ستار لتمرير العملية الانتخابية، ولكن يكون مرشح قوي يهدف لفضح النظام وتعريته من غطاء الشرعية بانتخابات سيثبت تزويرها.