سلّطت صحيفة «واشنطن بوست» الضوء على الإجراءات الأخيرة لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وقالت إنّ اعتقاله الوليد بن طلال وأقوياء داخل المملكة بمثابة سكتة دماغية للمنطقة والعالم، وهناك تصعيد وشيك محتمل بين إيران والسعودية بعد استقالة الحريري في الرياض، موضحة أيضًا أنّ أزمته الأخيرة في السعودية زادت من عمق الأزمة في اليمن.
وقالت الصحيفة إنّ ثمّة أربع أزمات عالمية أخرى سيطرت على المشهد السياسي العالمي؛ أبرزها اعتزام أبو ظبي إنشاء متحف لوفر بالتعاون مع كيانات ثقافية ذات ثقل في الغرب، إضافة إلى وثائق مسربة تكشف عن العادات المالية للسياسيين والمشاهير، بجانب الآثار المرتدة للحرب الكلامية لدونالد ترامب ضد النظام الكوري الشمالي.
الأزمة الأكبرى: ولي العهد السعودي «يلعب مسرحية»
قال مسؤولون سعوديون إنّهم اعترضوا «صاروخًا باليستيًا» أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن على الرياض. ثانيًا: أعلن رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» استقالته أثناء زيارته المملكة العربية السعودية، وهي خطوة فاجأت محللين وأغرقت بلاده في أزمة سياسية أخرى. وفي وقت متأخر من يوم السبت، أجرت السلطات السعودية -على ما يبدو- تطهيرًا واسع النطاق؛ فاحتجزت أكثر من 20 فردًا من العائلة المالكة ووزراء الحكومة ورجال الأعمال البارزين.
وسبّبت حملة الاعتقالات للمنبوذين السعوديين صدمات للشرق الأوسط في نهاية الأسبوع الماضي. وفي خطوة وصفتها الصحيفة بأنها قد تسبب سكتة دماغية في رأس المنطقة والعالم، احتجزت السلطات السعودية بعض أغنى الرجال في البلاد وأقواها؛ بمن فيهم أفراد الأسرة المالكة، ووزراء الحكومة، وجبابرة الإعلام والصناعة، ومسؤولون سابقون.
تصعيد محتمل بين السعودية ولبنان
وظهرت أسئلة عن أهداف ولي العهد السعودي «القوي» من وراء حملة الاعتقالات هذه. وأعلن «كريم فهيم وكارين ديونغ»، مراسلا الصحيفة في السعودية، أنّ المملكة أصدرت تحذيرًا ضد إيران واتهمتها بتنفيذ ضربة صاروخية على العاصمة السعودية، وقالت إنه عمل من أشكال الحرب.
وقالت الصحيفة إنّ صراع السلطة في السعودية يضرب أفقر دول العالم العربي؛ إذ أعلنت السعودية أنها ستغلق كل موانئ اليمن البرية والبحرية والجوية بشكل مؤقت؛ ردًا على محاولة القصف الصاروخي الحوثي، وسيؤدي الحصار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة أصلًا في اليمن، البلد الذي عانى أكثر من عامين من الحرب الأهلية المدمرة، وقال عمال الإغاثة إنّ نحو سبعة ملايين يمني على وشك المجاعة، إضافة إلى وجود وباء الكوليرا.
لكنّ هناك أربع قصص أخرى مهمة غابت عن الوعي
1- متحف اللوفر الشهير عالميًا يبدأ فصلًا جديدًا مربحًا في أبو ظبي.
ومثل المملكة العربية السعودية، تحاول الإمارات العربية المتحدة صقل صورتها في الخارج بمشاريع طموحة. ويروي مراسل الصحيفة في باريس «جيمس ماكولي» قصة متحف اللوفر بأبو ظبي؛ تبلغ قيمته مليارات الدولارات، وسيعرض أسماء أكثر قوة في المجتمع الثقافي الغربي، «متحف غوغنهايم وجامعة نيويورك والسوربون».
2- وثائق مسربة تكشف العادات المالية للسياسيين والمشاهير
كما سيطرت استثمارات مليارات الدولارات على أجندة الأخبار بطريقة مختلفة هذا الأسبوع؛ إذ سُرّبت وثائق مالية كشفتها أكثر من مائة منظمة إعلامية يوم الأحد، قدّمت رؤى عميقة عن آليات يستخدمها كبار السياسيين والمشاهير للهروب من دفع الضرائب.
وقالت الصحيفة إنّ هذه الادّعاءات تلفت إلى أنّ طرق التهرب من الضرائب في الخارج لم تتغير على نطاق واسع.
3- اختيارات ترامب في حربه الكلامية ضد النظام الكوري الشمالي قليلة.
وأظهر فيديو نشرته «الواشنطن بوست» كيفية أنّ الهجوم المستمر ضد كوريا الشمالية يدعم نظام كيم وبرامجه النووية في الخارج لسنوات.
4- في خضم الجهود الرامية إلى كبح كوريا الشمالية، حذّر الرئيس ترامب نظيره كيم جونج أون ونظامه من أنه لا ينبغي أن يثير الولايات المتحدة. وقالت «آنا فيفيلد»، مراسلة الصحيفة في طوكيو، إنه إذا كان هناك شيء يظهر أن كيم يمكن مسامحته فهو الانتقادات الشخصية التي يوجهها ترامب إليه، كما قال أمام الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية.
وجاء هذا الخطاب بعد أن قال البنتاجون إنّ السبيل الوحيد لتحديد موقع جميع مواقع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وتأمينها هو «الغزو البري».