في الوقت الذي يحتفل فيه رموز نظام مبارك بمؤتمر الشباب العالمي بشرم الشيخ، يواصل نظام عبد الفتاح السيسي إصدار الأحكام المشددة ضد شباب الثورة ورموز القوى الثورية، التي أيدت مظاهرات 30 يونيو، والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
وجاءت أخر الأحكام ضد شباب القوى الثورية أمس حيث صدر حكم بتأييد عقوبة السجن على الناشط السياسي علاء عبدالفتاح 5 سنوات مع الشغل، ومراقبة 5 سنوات أخرى، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مجلس الشورى».
واعتبر علاء عبدالفتاح، أن القضاء المصري تورط في الصراع السياسي بعد مظاهرات 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، وأن الوقت الحالي هو أكثر وقت جرى فيه «تسييس» القضاء.
وأضاف في حوار أجرته شبكة CNN بالعربية مع علاء عبدالفتاح، عبر أسرته، إن «ثورة يناير هزمت في الفضاء المادي وليس في مخيلة الشباب»، مضيفا أن «30 يونيو كانت ثورة مضادة قادتها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وأن النظام الحاكم الآن يفقد تأييد القطاعات التي باركت الثورة المضادة»، على حد تعبيره.
حبس علاء عبدالفتاح لم يكن الوحيد، حيث حرص نظام السيسي على استهداف شباب الثورة، وأبرزهم الناشط السياسي أحد ماهر مؤسس حركة 6 إبريل، والناشط محمد عادل القيادي بالحركة، والذين واجها أحكام بالسجن لمدة أربع سنوات، حيث قضوا مدة الحبس، يقضون حاليا فترة المراقبة ثلاثة سنوات أخرى، ويتعرضون للمضايقات من قسم الشرطة الذي يراقبهم.
نصف سجين
وبعد 3 سنوات من الحبس الانفرادي، خرج مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر من السجن ليواجه سجناً آخر.
ومنذ إطلاق سراحه مطلع العام الجاري، يقضي ماهر (36 عاماً) 12 ساعة- من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً- في مركز للشرطة التابع له بيته إذ فرضت عليه المحكمة عقوبة المراقبة.
وقال ماهر باقتضاب وهو يجر حقيبة سوداء جمع فيها كتباً وبعض الأطعمة تكفيه لنصف يومه، «أنا نصف سجين».
الناشط أحمد دومة أيضا أحد أبرز شباب الثورة الذي يواجه مجموعة أحكام بالمؤبد في القضية المعروفة بأحداث مجلس الوزراء، كما حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في قضية التظاهر، والسجن ثلاثة سنوات أخرى في قضية إهانة القضاء، حيث يؤكد أنه يتعرض للكثير من المضايقات داخل السجن.
مضايقات من خارج السجن
وأصبح النشطاء، أو بالأحرى من بقي منهم خارج السجون، منشغلين يومياً بمعارك قانونية وبجلسات في أروقة المحاكم لمحاولة الدفاع عن زملائهم الملاحقين أو المحبوسين.
وقالت الناشطة إسراء عبد الفتاح الممنوعة من السفر منذ أكثر من عامين لوكالة الأنباء الفرنسية «السلطة نجحت في أن تشغلنا بأمورنا الشخصية: منع من السفر، تجميد أموال، متابعة قضايا المعتقلين».
وتابعت عبد الفتاح بإحباط جلي «كل شخص مشغول بمعركته الشخصية للبقاء وهذا ما تريده السلطة».
وكانت عبد الفتاح، وهي واحدة من مؤسسي حركة 6 أبريل، التي شاركت في إطلاق الدعوة لثورة يناير 2011، تتحدث الى فرانس برس على هامش حضورها مع نشطاء آخرين جلسة أمام محكمة جنايات في القاهرة تقرر خلالها تجميد أموال مؤسسة «نظرة للدراسات النسوية» و«المنظمة العربية للإصلاح الجنائي».
وقالت عبد الفتاح بأسى وهي تمر بسرعة قرب ميدان التحرير «الأمر بائس جداً. حزينة على الدماء التي أهدرت سدى».
رجال مبارك في منتدى الشباب
وفي المقابل ظهر رجال المخلوع حسنى مبارك، فى منتدى شباب العالم, سواء خلال إعداد الجلسات، أو في إلقاء كلمات خلال فعاليات المنتدى، المنعقد بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية عبد الفتاح السيسى.
وأبرز هؤلاء شريف سالم، رئيس هيئة المعارض الأسبق، والذى تمت محاكمته فى أعقاب ثورة 25 يناير بتهم فساد وتربح مالي، إلا أنه لم يحصل على حكم نهائى بالإدانة.
أيضًا شارك زاهى حواس، وزير الآثار فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والذي ألقى كلمة في المنتدى حول صراع الحضارات ودورها فى بناء الأمم، بحضور السيسي.
كما حضر الدكتور مصطفى الفقي، سكرتير الرئيس الأسبق حسنى مبارك للمعلومات، والأمين العام لمكتبة الإسكندرية، ملقيًا كلمة فى حضور السيسي، بالإضافة إلى علي مصيلحى وزير التموين، ووزير التنمية المحلية فى عهد مبارك.
ومن جانبه أعتبر مجدى حمدان عضو «جبهة التضامن للتغيير» حضور رموز عصر المخلوع حسنى مبارك لمنتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، ووجود نشطاء ثورة 25 يناير في المعتقلات أمر طبيعي، في ظل وجود النظام الحالي.
وأوضح حمدان في تصريح خاص لرصد، أن النظام الحالي «هو امتداد لنظام المخلوع مبارك، ولكن بشكل أكثر وحشية واستبداد، فمن الطبيعي أن يستعين برجالة في الوقت الذي يلقي فيه شباب ثورة يناير في المعتقلات».
وتعجب حمدان أن يكون المنتدى مسمى باسم الشباب ويحضره هذا الكم من الكهول والرجال، الذين تخطوا سن الشباب من زمن بعيد، وفى نفس الوقت يغيب الشباب الحقيقى الجدير بالمشاركة فى مثل هذه المنتديات.