في الوقت الذي تقود فيه السلطات السعودية حملة اعتقالات بحق أمراء ورجال أعمال ووزراء سابقين وحاليين، قبضت على رمز تيار الصحوة الأكاديمي الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، عضو هيئة التدريس بكلية الحرم المكي بمكة المكرمة، كما منعت الداعية عائض القرني من السفر.
مع اعتقال الشيخ #سعيد_بن_مسفر، ترتفع حصيلة من نعلم أسماءهم من المعتقلين إلى 77 شخصاً من كبار الرموز .. علماء، دعاة، قضاة، مغردين، اكاديميين pic.twitter.com/CsYdzQ9T6d
— معتقلي الرأي (@m3takl) November 8, 2017
وردتنا قائمة #جديدة تضم شخصيات ممنوعة من السفر في السعودية على رأسهم الشيخ عائض القرني .. (سننشر لكم القائمة قريباً) pic.twitter.com/xWfIIetEad
— معتقلي الرأي (@m3takl) November 6, 2017
وعائض شاعر وكاتب إسلامي، ولد في منطقة عسير (جنوب المملكة) وتلقى فيها تعليمه قبل أن يلتحق بجامعة الرياض، وحصل على شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وتعرّض إلى محاولة اغتيال من مجهولين في الفلبين منتصف عام 2016.
وبالرغم من اعتقاله في تسعينيات القرن الماضي لمشاركته في احتجاجات تيار الصحوة، رفقة رموز أمثال سلمان العودة وناصر العمر؛ تمتّع عائض بعلاقة جيدة مع أمير الرياض السابق والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز، كما نسج علاقة جيدة مع ابنه محمد فور تعيينه وليًا لولي العهد في عام 2015.
قصيدة «مدح» لم تشفع له
وقبل أيام، نشر عائض قصيدة جديدة على حسابه الرسمي في «تويتر» بعنوان «تحية وطن»، مدح فيها الأسرة الحاكمة في السعودية، وجدَّد بيعته لحكام المملكة؛ لكنها لم تشفع له.
إلى سلمان الحزم، ومحمد العزم، والشعب السعودي العظيم:
قصيدتي #تحية_وطن 🇸🇦https://t.co/Ip5ur8IQTL
#الملك_يحارب_االفساد— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) November 5, 2017
القانون ومنع السفر
يشترط القانون السعودي على السلطات المعنية قبل إصدار منع السفر أن تخطر المعني بالأسباب الموجبة للمنع، وتسلمه بلاغًا كتابيًا بتفاصيل الأسباب وبالجرم الذي ارتكبه.
وبحسب القانون، فإن الممنوع من السفر، بعد استيفاء شرط تسلمه لأسباب المنع، يحقّ له تقديم اعتراض رسمي على القرار إلى المحاكم المختصة للنظر فيه؛ لكنّ السعودية تمنع هذا الحق أيضًا على جميع من منعت عنهم السفر خارج البلاد.
كما يسمح القانون السعودي بفرض منع السفر في أحوال استثنائية؛ وهي إما أن يكون الممنوع مدانًا بجرائم تهريب المخدرات، أو أن يشمله أمر قضائي بسبب ارتكابه جريمة منصوصًا عليها في أمر ملكي لا يزال يُعمل به منذ العام 1962.
ولم يعرف كثير من الممنوعين من السفر إلا أثناء وجودهم في المطار استعدادًا للمغادرة إلى بلد الوجهة، وقال بعضهم من قبل إنّهم تلقّوا القرار بشكل شفهي من السلطة المعنية دون ذكر أي سبب موجب لذلك.
انتهاكات حقوق الإنسان
ونهاية الشهر الماضي، تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء 26 شخصًا قالوا إن السلطات السعودية فرضت عليهم مؤخرًا منعًا من السفر خارج البلاد، ضمَّت حينها دعاة وإعلاميين وكتابًا ومغردين بارزين؛ منهم الشيخ محمد العريفي والإعلامي أحمد الشقيري.
ومنذ سبتمبر الماضي، مع أنباء العمل على الصعود بمحمد بن سلمان ليكون الملك خلفًا لوالده، تقود السلطات السعودية حملات اعتقال لرجال دين ومثقفين ونشطاء، وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها تتناسب مع نمط انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
بدأت حملة الاعتقالات بالداعية الشهير سلمان العودة، ثم الدكتور عوض القرني، فالدكتور علي العمري، والخبير الاقتصادي عصام الزامل؛ لتتوسع الحملة وتشمل بعدها عشرات الدعاة والنشطاء والمفكرين وأصحاب الرأي وإعلاميين وقضاة، ووصلت حد اعتقال مسؤولين كبار في وزارة العدل.