"لقد هزتني وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم، إن النداء الذي وجهتموه لي هو أمر، وأنا جندي لم اعصِ أمرا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك في الترشح رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات''.
تلك الكلمات التي صرح بها عمر سليمان يوم 6 أبريل معلنا بها ترشحه للرئاسة، بعد يومين من اعتذار عن خوض الانتخابات، إثر تظاهرة لأنصاره في العباسية طالبته بالترشح مرددة شعارات "علشان خاطر مصر.. أنقذ مصر".
ليتبعها تقدمه بأوراق ترشحه للرئاسة و44 ألف توكيل يقدمها للجنة الانتخابات الرئاسية قبيل إغلاقها بنصف ساعة الترشح، والتي أعلن عن نقصها 150 توكيلا من محافظة الفيوم، وما ترتب عليه من إرباك الوضع السياسي وتصعيد مواقف القوى السياسية.
القوى السياسية ترفض وشفيق والأرثوزكسية يرحبان بسليمان
انتقد المهندس خيرت الشاطر، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في مقابلة مع رويترز ترشح نائب الرئيس السابق، عمر سليمان للرئاسة، واعتباره إهانة كما هدد بثورة ثانية إذا فاز في الانتخابات.
كما أيد الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح موقف الشاطر باعتبار ترشح سليمان إهانة لكل من ضحَّى بحياته من الشهداء لإنهاء الحكم الأمني، وأشار إلى أن من أسقطوا رأس النظام السابق قادرون على إسقاط أذنابه، فالمعركة هي ثورة أو لا ثورة.
كما أعد حمدين صباحي ترشح سليمان «تحايل على إرادة الشعب وستدخل مصر في حرب أهلية، كما أن نجاح سليمان بالصندوق سيفجر ثورة.
وحذَّر عمرو موسى، على الرغم من كونه مسئولا في عهد النظام السابق، من محاولات سرقة الثورة، مشيراً إلى أن ما مضى، وما تم من التلاعب بالشعب المصري «لن نسمح به أن يحدث مرة أخرى؛ لأن هذه السياسات ولَّى زمانها بلا رجعة بعد سقوط النظام.
وعلى النقيض فقد رحَّب الدكتور أحمد شفيق المرشح لانتخابات الرئاسية، بإقدام سليمان على الترشح، وعد ترشح سليمان تعبيراً عن ثراء التيار المدني الراغب في حماية الهوية المصرية للدولة بالقيادات القادرة على حكم الدولة وتحقيق انتقالها الناعم إلى الاستقرار. ولكنه نفي نيته الانسحاب من السباق الرئاسي لمصلحة سليمان.
ورحبت الكنيسة الأرثوذكسية أيضا بترشح سليمان كما جاء على لسان مستشارها دكتور د.رمسيس النجار "هناك ارتياح ودعم كنسي لدعم ترشح نائب الرئيس المخلوع " عمر سليمان".
حيث إن عمل سليمان مع الرئيس المخلوع منحه صلاحية التعرف على الشعب المصري، وأن يكون لديه خبرة سياسية تؤهله لمنصب رئيس الجمهورية.
كما وصف أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط ترشح عمرو سليمان للرئاسة بـ"الكارثة" التي تدل على محاولات إجهاض الثورة، وأن القوي السياسية أخطأت حينما تركت سلطة البلاد للمجلس العسكري عقب الثورة، والذي ظهرت فيما بعد عدم جديته في تطهير بقايا النظام السابق، وانتقد أبو العلا دور أجهزة الدولة, في جمع توكيلات لترشيح سليمان، وأوضح أن ترشحه جاء كرد فعل لترشح الشاطر "كأنها معركة تكسير عظام بين الطرفين ( المجلس العسكري – الإخوان المسلمين) بعد عدم الاتفاق على رئيس الجمهورية.
وأعلن حزب الإصلاح السلفي عن رفضه لترشح كافة رموز النظام البائد لرئاسة الجمهورية، خاصة أركان النظام الذين شاركوا في تركيع البلاد وفرض القهر والظلم على أبناء الشعب المصري طوال العقود السابقة.
واعتبر ذلك، إهانة للشعب المصري العظيم، ودعا مجلسي الشعب والشورى إلى سرعة إصدار قانون يمنع الفلول من الترشح لرئاسة الجمهورية، ودعا كافة القوى السياسية والثورية إلى إدراك خطورة الفترة الحالية التي يسعى خلالها الفلول لإعادة إنتاج النظام البائد، كما دعا القوى الإسلامية على وجه الخصوص إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية بصفتها قاطرة التغيير في مصر، والعمل على توحيد الصف واختيار مرشح واحد للرئاسة،
وانتقدت حركة «6 أبريل» ترشح سليمان أيضا قائلة «سليمان كان أداة من أدوات نظام مبارك في البطش والقمع وكان أهم معاون لمبارك وكاتم أسراره، وهذا الترشح يستفز الثوار، وسيحيي الثورة من جديد، وسيشعل روح التحدي للنظام الفاسد بكل رموزه ومعاونيه.
"حصلنا الرعب" كان ذلك تعليق صفحة «كلنا خالد سعيد» على «فيس بوك»، على ترشيح اللواء عمر سليمان، كما أضافت «إحنا نزلنا يوم 25 يناير بعد ما كسرنا الخوف اللي جوانا، إحنا مش من النوع اللي بيمشي جنب الحيطة، إحنا اللي كسرنا الحيطة حضرتك».
سليمان الرجل المناسب لإسرائيل
ففي تصريح لوزير الجيش الإسرائيلي السابق "بنيامين بن إليعيزر" لإذاعة الاحتلال قال " أشعر بالتفاؤل بعد ترشيح وزير المخابرات السابق "عمر سليمان" نفسه للرئاسة المصرية، فهو رجل مناسب "لإسرائيل".
واعتبر محللون وصحف إسرائيليين أن ترشح عمر سليمان هو أول خبر سار من مصر بعد سقوط مبارك، وأنه مرشح المجلس العسكري، وتحدٍ من النظام القديم للثورة المصرية.
كما اعتبرت صحيفة "تايمز اوف إسرائيل" أن ترشح سليمان قد ينهي المخاوف الصهيونية حول مستقبل اتفاقية السلام، مشيرة إلى أن سليمان هو المرشح الأقل عداء للكيان الصهيوني من بين كافة المرشحين الآخرين.
انتقال الإسلاميين من الكلام للأفعال
فبعد إعلان ترشح عمر سليمان، للانتخابات الرئاسية في مصر بدأت الأحزاب الإسلامية في اتخاذ موقف حيث أعلن حزب البناء والتنمية الدفع بمرشح احتياطي، كما أعلن حزب الأصالة دعمه لعبد الله الأشعل، والذي سبق وأن أعلن انسحابه من السباق السياسي لصالح مرشح الإخوان، وأعلن حزب الحرية والعدالة أيضًا الدفع برئيس الحزب الدكتور محمد مرسى كمرشح احتياطي، وخاصة في ظل العقبات القانونية التي تواجه الشاطر.
مشروع قانون الوسط
واستكمالالردود أفعال القوى السياسية فقد تقدم عصام سلطان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوسط بمجلس الشعب، بمشروع قانون في انتظار مناقشته والتصويت عليه، لتعديل أحكام قانون انتخابات الرئاسة، ومنع اللواء عمر سليمان من الترشح في الانتخابات الرئاسية، واعتبار إجراءات ترشحه كأنها لم تكن، وذلك باعتباره مسئول رئيس جهاز المخابرات ونائب الرئيس أثناء الثورة المصرية، في عهد النظام السابق خلال السنوات الخمس السابقة.
وعلى الجانب الآخر فقد أكد المستشار حاتم بجاتو، أمين عام الجنة العليا للانتخابات الرئاسية، أن اللجنة ستلتزم بحظر الترشح في انتخابات الرئاسة لمن عمل مسئولاً كبيراً في الـ 5 سنوات السابقة لتنحي مبارك، إذا ما تمت الموافقة على مشروع القانون، الذي طرحه النائب عصام سلطان بهذا الشأن في مجلس الشعب.