من بين ثلاثة آلاف وثيقة أمر الرئيس دونالد ترامب بالإفراج عنها يوم الخميس لإيضاح تفاصيل اغتيال الرئيس السابق «جون ف. كينيدي»، قالت وثائق جديدة إنّ «وكالة المخابرات المركزية الأميركية أرادت دسّ متفجرات داخل قنبلة بحرية بغية اغتيال الزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو، وكُشف عن مؤامرة لإقالة الزعيم الشيوعي في تقرير صدر عام 1975م»، كما نشرت صحيفة «نيوزويك».
وأضافت، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أنه منذ مدة طويلة تردّد أنّ وكالة المخابرات المركزية خطّطت لمحاولات تستهدف اغتيال الزعيم الكوبي كاسترو باستخدام وسائل معقدة؛ بدءًا من استخدام السيجار المتفجر، مرورًا بحبوب منع الحمل المسممة، انتهاءً بوضع ملح الثاليوم في حذائه؛ ويقدّر المقربون من كاسترو أنه تعرّض إلى ما يقرب من 634 محاولة اغتيال.
وتكشف الوثيقة المفرج عنها مؤخرًا رسميًا عن المخططات التي اعتمدت على حبّ كاسترو وركّزت عليه للغوص في البحر؛ على أمل أن يقترب من قذيفة ويدفعه فضوله للإمساك بها؛ ومن ثم تنفجر، بينما محاولة أخرى اعتمدت على جعله يغوص في ماء مسممة.
ونقلت الصحيفة عن الوثائق المحرّرة أنّها قالت: «في هذه المدة كانت هناك أيضًا مناقشات جادة لإمكانية عمل خدعة باستخدام الصدف، وستكون نتائجها مذهلة؛ إذ من شأنها أن تغمره بالماء في منطقة كان كاسترو يحبّ الغوص فيها غالبًا».
وذكرت «نيوزويك» أنّ مؤامرة بدلة الغطس بدت غريبة؛ بحيث كانت محاولة استهداف تقوم على استخدام غبار يتكون من فطريات تجعل كاسترو على ما يرام أولا، ثم تتسبب في مقتله.
وأوضحت أنّ خطة وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ارتكزت على وضع فطريات تنتج مرضًا جلديًا خطيرًا، ومن تبعاتها أيضًا نشر مرض السل في الجهاز التنفسي.
ومات كاسترو، الذي أطاح بالرئيس الكوبي «فولجينسيو باتيستا» في عام 1959، نتيجة أسباب طبيعية؛ بعد أن بلغ من العمر 90 عامًا، وتتركز السلطة حاليًا في يد شقيقه «راؤول».
وذكرت «نيوزويك» أنّ كاسترو، وهو أحد أطول القادة في العالم، صمد أمام مؤامرات أميركية؛ بعضها فشل فشلًا ذريعًا. إحداها كانت توظيف «مافيوسو» في عام 1961 لتهريب حبوب قاتلة إلى كوبا ودفع شخص ما لوضعها في شراب كاسترو، وقدّم مبلغ 150 ألف دولار لهذه الوظيفة.
وتقول وثيقة إنّ «المرحلة الأولى من الخطط شملت إعداد وكالة المخابرات المركزية حبوب التسمم وتقديمها عبر أفراد يعملون لدى الجريمة المنظمة، الذين حصلوا بدورهم على حبوب منع الحمل ويسلمونها بعد ذلك في أيدي شخص يمكنه وضعها في مشروب كاسترو؛ ليكون في حالة سكر».
وأضافت «نيوزويك»، نقلًا عن الوثائق المحررة، رفض مدرب المافيا المعني بهذه المهمة، يدعى «مومو جيكانا» في شيكاغو، أن يتقاضى راتبًا؛ لكنه تلقى 11 ألف دولار فقط نفقات للعمل.
ولم يُكشف قطّ عما إذا وصلت الحبوب إلى كوبا، لكنّ المؤامرة كانت أمرًا حقيقيًا، واُختبرت حبوب منع الحمل على خنازير غينيا أولا. وكان للنائب العام «روبرت كينيدي» ردّ فعل بغضب عندما علم بأمر المؤامرة، وقال لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» إنّك «لا تتخذ أيّ خطوات مشابهة لهذه المؤامرة مرة أخرى من دون التحقق والحصول على الموافقة من وزارة العدل».