القضايا الثأرية مشكلة المشاكل بالنسبة لأبناء أسيوط وضاعف من حجم المشكلة وأثارها عدم وجود حلول أمنية أو الاعتماد على حلول عقيمة وقديمة عفى عليها الزمن ولم تعد تصلح لمعالجة مثل هذه القضايا،فقد أصبحت الآثار السلبية والمدمرة لقضايا الثأر بأسيوط لا تتعلق بقتلى ومصابين من العائلات ولكن امتدت لتنال من تلاميذ المدارس ومدرسيها لتهدد مستقبلهم مع بداية العام الدراسي الجديد وهذا ما نستعرضه فى سياق العرض التالي.
إضراب معلمي المعابدة بأنبوب
ففي قرية المعابدة بأبنوب أضرب مدرسو "مدرسة المعابدة الصباحية" نظرا لاشتداد حد الصراع بين عائلتين فى خصومة ثأرية مما جعل المدرسين يخافون على أرواحهم وعلى أرواح الطلاب لأن المدرسة تقع في منطقة متوسطة بين عائلتي الصراع.
وفي مدينة القوصية أضرب الطلاب والمدرسين وأحجموا عن الذهاب إلى المدرسة خشية على إصابتهم بالنيران وأيضا مخاوف أولياء الأمورعلى ذويهم شجعهم على ذلك.
930 تلميذا أضربوا
لم يكن الأمر مقتصرا على المعلمين فقط، وإنما صنع التلاميذ نفس الشيء فقد أضرب 930 تلميذا بمدرسة عزبة خلف الابتدائية بقصير العمارنة بمركز القوصية في أسيوط عن الذهاب إلى المدرسة أمس السبت،بسبب انتشار الخصومات الثأرية بين نحو 30 عائلة وأسرة بالقرية ، واستمرار إطلاق الأعيرة النارية العشوائية من أسلحة آلية وثقيلة بشكل يومي ليل نهار في محيط المدرسة والطرق المؤدية لها حتى فجراليوم السبت.
إطلاق نار في محيط المدرسة
وقال أحمد عبد العال، ولي أمر: إن المدرسة تعمل فترتين في اليوم لتلاميذ الابتدائي فقط، وأضاف أنا منعت ابنيَّ من الذهاب إلى المدارس بسبب حالة الرعب التي تسيطر عليهم، ويعودان يوميا إلى البيت يبكيان بسبب خوفهم من طلقات الرصاص، خاصة بعد أن لجأت إدارة المدرسة إلى نزولهم في الفناء بعيدا عن طلقات الرصاص.
30عائلة متناحرة
وأضاف أن العائلات المتناحرة تقرب من 30 عائلة بعضهم يبعد أمتارا قليلة عن المدرسة، وآخرين منازلهم في الطرق المؤدية إليها، وإلى الآن لم تظهر حمامات الدماء التي تنتويها تلك العائلات، وتابع: "إن المدرسة عبارة عن جزيرة وسط العائلات المتناحرة، وعايزين نلحقها قبل أن تصبح جزيرة وسط بحر من الدماء"، لافتا أن قصير العمارنة يبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة وبها أكثر من 20 ألف قطعة أسلحة.
وقال "عبد العال" إنه خلال شهر واحد قتل أكثر من 4 وأصيب اثنان، وأنا أخشى على ابني وأخشى أيضا لو قتل أحدهم أبدأ أنا وعائلتي في خصومة ثأرية جديدة، لافتا أن أولياء الأمور يهرولون إلى المدارس بعد سماع صراخ أبنائهم، من صوت الطلقات .
وقالت عواطف سالم، ولية أمر: إن ابنتي نفسها رفضت الذهاب إلى المدرسة بعد أن سمعت فجر اليوم كثافة إطلاق النيران.
وطالب عطا أحمد، إمام مسجد بالقرية، بتدخل وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط، كما طالب بوجود دوريات أمنية بالقرية لمنع إطلاق النيران بين العائلات لحماية أبنائهم.
وقال عبد الجواد عبد الرحيم، مدير المدرسة: إن الخصومات الثأرية منتشرة بالقرية بين عشرات العائلات وإطلاق الأعيرة النارية بشكل دائم قبل وأثناء العام الدراسي وهو ما يمثل خطورة على حياة التلاميذ والعملية التعليمية، وأضاف أنه حين يسمع التلاميذ بالفصول صوت إطلاق الرصاص، يصرخون من الفزع، ونقوم بإنزالهم من الفصول إلى فناء المدرسة لحمايتهم.
المدرسين تقدموا بطلبات نقل
وأضاف مدير المدرسة أنا أبلغت الإدارة بحالة الانفلات الأمني في القرية وخطورتها على التلاميذ وذكرت أن هناك قتلى بين العائلات المتناحرة قبل الدراسة بأيام، مما ينذر بانقطاع وإضراب التلاميذ، لافتا إلى وجود المعلمين بالكامل في المدرسة، موضحا أن نصف قوة معلمي المدرسة من مغتربين وأن عدد كبير منهم تقدم بطلبات نقل بسبب إطلاق النيران، وأكد عبد الجواد أن عددا من التلاميذ نقل ملفاته إلى مدارسأ.
من جانبها قالت نعمة محمد، مديرة الإدارة التعليمية: إنها تقدمت بمذكرتين إلى الجهات الأمنية ومديرية التعليم شرحت فيهما الحالة الأمنية للقرية وأن السبت الأول من الدراسة سوف يكون بلا تلاميذ، بسبب الخصومات الثأرية وإطلاق النيران المتواصل بشكل عشوائي، وأن العائلات ترفض التصالح .