على الرغم من رفض روسيا عودة مواطنيها إلى مصر للمساهمة في تنشيط السياحة، بدا واضحًا أنّ المخابرات المصرية تبحث عن نيل رضا الحكومة الروسية، التي شكرتها بسبب تعاونها معها في منع أنشطة مسلحة، وقالت إنّ «المخابرات المصرية حذّرت استخباراتها من احتمال تأسيس شبكة إرهابية عالمية من جديد منبثقة من تنظيم الدولة».
يأتي هذا في الوقت الذي يشرف فيه خبراء الأمن الروسيون على تأمين المطارات المصرية ومحاربة «تنظيم الدولة» بعد فشل الأمن المصري في مواجهته في السنوات الماضية.
وكشف «ألكسندر بورتنيكوف»، مدير جهاز الأمن الروسي، عن إحباط ما أسماها «مجموعة من الأنشطة الإرهابية» داخل روسيا بمساعدة من الشركاء الأجانب؛ على رأسهم مصر.
وأضاف، في الاجتماع السادس عشر لرؤساء الأجهزة الأمنية والمخابرات ووكالات إنفاذ القانون في كراسنودار، أنّ هناك تعاونًا مثمرًا بشكل خاص هذا العام مع المخابرات المصرية ودول على رأسها كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستا ونوقرغيزستان والصين والهند وكوريا الجنوبية وجمهورية التشيك والنمسا وصربيا.
وأوضح مدير جهاز الأمن الروسي أنه نتيجة لهذه الإجراءات المشتركة مُنعت أنشطة إرهابية على أراضي روسيا، واُعتُقل المتورطون في تدريب أعضاء المنظمات الدولية.
وعبّر ألكسندر عن شكره لجميع الشركاء لتعاونهم النشط في مكافحة الإرهاب، مقدمًا التحية أيضًا للذين ساعدوا على ضمان سلامة بطولة العالم للهوكي 2016 المنظمة في روسيا وكأس القارات عام 2017.
تبادل للمعلومات
ويقول الخبير العسكري اللواء عادل سليمان إنه من الطبيعي أن تتعاون المخابرات المصرية مع نظيرتها الروسية؛ لكنّ ذلك لا يصل إلى كشف المخابرات المصرية معلومات عن مسلحين يقدمون على تفجيرات وغابت عنها روسيا، وقد يكون الأمر معلومة عن تنظيم في إطار تبادل المعلومات.
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «الروس هم من يشرفون على تأمين المطارات ويقدّمون الخدمات الأمنية عن طريق خبرائهم؛ ما يعني أنّ الكفاءة تصب في كفتهم».
تفاصيل النشاط
ومن جانبها، كشفت صحيفة «جويرنليزم» الروسية عن تفاصيل إحباط المخابرات المصرية أعمال عنف في روسيا بين عامي 2016 و2017، وقالت إنّ «المخابرات المصرية اثناء مراقبة محادثات بين أفراد لتنظيم الدولة في سيناء وقعت لديها معلومة خطيرة باستهداف الكرملين الروسي ومناطق حيوية في قلب موسكو، بواسطة أحزمة ناسفة عبر هجوم مسلح».
وقالت الصحيفة إنّ مصر أبلغت موسكو في برقية سرية عن الاستهداف بـ13 نشاطًا إرهابيًا ما بين 2016 و2017، وآخر إبلاغ عنه من شهرين. وكان النشاط الأكبر استهداف الكرملين الروسي؛ وضُبط حزامان ناسفان يزن كل منهما سبعة كيلوجرامات، إضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع في الطابقين الثاني والثالث بناءً على بلاغ المخابرات المصرية بشكل سري المخابرات الروسية بميعاد المتفجرات ومكانها.
شروط أمنية لاستئناف الرحلات
قال نائب رئيس الوزراء الروسي «أركادى دفوركوفيتش» إنّ بلاده تنتظر رد مصر بشأن بروتوكول أمن المطارات لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه قوله في تصريحات الأحد على هامش منتدى «العلوم والتكنولوجيا فى المجتمع»، المنعقد فى مدينة كيوتو اليابانية، إنه «من الضروري إبرام اتفاق ينظم جميع القضايا الأمنية في المطارات المصرية من أجل استئناف الرحلات الجوية، والمصريون يدرسون مشروع الاتفاق»، وقال إنّ المشاورات مستمرة بين الجانبين؛ لكن «موسكو لم تتلق الرد بعد».
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف مؤخرًا إنه يُنظر في استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر على أعلى مستوى، ومصر مستعدة لتوقيع بروتوكول مع موسكو بشأن أمن الطيران، و«نظريًا، هناك شروط مسبقة؛ لكنها تُبحث على أعلى مستوى».
وسبق أنّ صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا تتوقع في المستقبل القريب إمكانية حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل، وأن موسكو تتابع الجهود التي تبذلها القاهرة.
وتوقفت الرحلات الجوية بين مصر وروسيا منذ نهاية 2015 بعد تحطم الطائرة الروسية «إيرباص–321» التابعة لشركة «كوجاليم آفيا» فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ؛ بسبب انفجار قنبلة وضُعت على متنها، وأعلن «تنظيم الدولة» مسؤوليته عن هذا التفجير، الذى قُتل فيه 224 راكبًا بالإضافة إلى طاقم الطائرة.