أكد خبراء وسياسيون، أن مصر مستفيدة من المصالحة الفلسطينية على جميع الأصعدة.
وأشار مدير عام قوى الأمن الداخلى فى غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، إلى أن حماس انتهت منذ أيام قليلة من بناء المنطقة العازلة بين سيناء وغزة بشكل كامل.
وأوضح أنه تم وضع الأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة وغرفة التحكم بها، مشيرا لترتيبات تجرى لعقد مؤتمر صحفى على الحدود المصرية الفلسطينية لشرح ما تم إعداده من قبل الأجهزة الأمنية فى غزة لتأمين الحدود مع مصر بشكل كامل.
كما حصلت مصر على ثقل دولي كبير بعد إتمام المصالحة، حيث وجهت رسالة للعالم انها مازالت تمتلك مفاتيح اللعبة السياسية في فلسطين.
الجميع مستفيد
وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، إن كل الأطراف لها مصلحة من انهاء الانقسام، حماس ذهبت لإنهاء القطيعة مع فتح والسلطة بعد أن أدركت في نهاية الامر أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الانقسام السياسي والجغرافي الحاصل، وإدراك حماس المتزايد ان السلطة لن تتنازل لها، فوجدت نفسها محشورة بين ضغوط إسرائيلية وضغوط إقليمية أخرى.
وأضاف في تصريح خاص لـ«رصد»، أن «السلطة الفلسطينية وامام تجاوب حماس لشروط المصالحة التي وضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدفع حماس لإنهاء الانقسام لم يكن أمامها إلا أن تقبل بالمصالحة خاصة مع وجود الراعي المصري، أيضاً لها اعتبارات في انهاء الانقسام تتعلق بموقفها التمثيلي والشرعي امام المجتمع الدولي».
وأوضح أنه بالطبع مصر مستفيدة من إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهدوء الحدود مع قطاع غزة، والتنسيق الأمني والسياسي، بخلاف الثقل الدولي الذي اكتسبتة مصر من نجاحها في إنهاء الانقسام، وإعلانها أمام العالم أنها مازالت تمتلك أوراق القضية الفلسطينية، وأن الحل دائما من مصر.
وأضاف: «هناك إدراك مصري متزايد ان حماس فصيل وطني فلسطيني لديه قضية تهم الشعب المصري وتمس امنه القومي».
مصالح متبادلة
ومن جانبة أوضح الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، أن المصالح متبادلة بين حركة حماس وفتح ومصر، من المصالحة الخليجية.
وأوضح كامل في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه خلال اليومين الماضيين شهدت العلاقات بين حركة حماس ومصر تطورات غير مسبوقة، مشيرا إلي أن الحركة اقتربت من مصر أكثر من أي وقت مضى، وأن التأثير المصري على الحركة أصبح واضح، وهذا ما ظهر في المصالحة الفلسطينية، وإجبار مصر الطرفين على تقديم تنازلات، وأن عودة مصر لامتلاك مفاتيح القضية الفلسطينية يعطي لها ثقل دولي كبير، وعودة بدورها الإقليمي.
وأشار مصطفى كامل أن مصر هي الأخرى تحتاج إلي حماس في تأمين حدودها، وهذا الدور التزمت الحركة في القيام به، وأنه أصبح هناك دوريات لتأمين الحدود، وغلق الأنفاق في وجه المسلحين.
عودة مصر
وقال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن أحد أهم مكاسب عملية المصالحة الفلسطينية بالنسبة إلى مصر هي عودة قوة الدفع السياسي لها في المنطقة.
وأضاف «الفقي»، خلال لقائه ببرنامج «يحدث في مصر»، المذاع عبر فضائية «MBC مصر»، أن ملاحظات تركيا وإيران وقطر على المصالحة الفلسطينية تركز على وجود مصر فيها، متابعًا: «هناك نظرية منذ القرن التاسع عشر وتبنتها بريطانيا، تشير إلى عدم ترك مصر تسقط أو تحلق، لأن وجودها عامل مقلق، كما أن سقوطها له تبعاته في المنطقة، وهم يريدونها في الوسط».
وأوضح أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أي أجندات في القضية الفلسطينية، بل تعمل مع كافة الأطراف لحلها، موضحًا أن مصر لم تتعامل بحساسية مع حركة حماس، رغم دعمها السابق لحركة حماس.
وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية ستعود بأثر إيجابي على الوضع الأمني في سيناء، مشيرًا إلى لعب حركة حماس دورًا في هذا الأمر عندما اعتقلت بعض القيادات المتطرفة والحكم بعوقبات على المهربين من الأنفاق.