على الرغم من الاتصار المبهر الذي حققه الجنود المصريون في حرب أكتوبر 1973، وتكبد خلالها العدو خسار فادحة، واستطاعت القوات المسلحة استعادت الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال خلال نكسة 1967، إلا أن عراقيل وضعها مواطنين مصريين في الطريق كادت تهدد ذلك النصر العظيم.
استخدم الموساد عدد كبير من الجواسيس للوصول إلى معلومات دقيقة وحساسة تخص الجيش المصري، ومعرفة تحركاته، وهو بالفعل ما استطاع بعض الأشخاص عديمي الانتماء الوطني إلى امداد العدو به، وصفها العدو بـ«الذهبية» تارة و«غيرت مسار الحرب» تارة أخرى.
– هبة عبد الرحمن وخطيبها
تعتبر هبة عبد الرحمن سليم، من أشهر عملاء الموساد في الفترة التي تزامنت مع حرب الاستنزاف، إلى أن كشفتها المخابرات، وتم إعدامها في 1973.
سربت «سليم» معلومات مهمة للجانب الإسرائيلي، من خلال استدراج خطيبها الذي يعمل ضابطا بالقوات المسلحة برتبة مقدم، والحصول على معلومات دقيقة عن الجيش المصري، وذلك عقب تجنيدها من قبل صديقة يهودية في فرنسا.
وتوصلت «هبة» بمساعدة خطيبها لإلى معلومات عن مواقع الصواريخ الجديدة، التي كانت تجهزها مصر لضرب العدو في حرب 73، وأرسلتها للاحتلال وعن طريقها استطاع الطيران الإسرائيلي ضربها بفضل معلوماته.
احتفت جولد مائير بالجاسوسة المصرية، وطلبتها لزيارة تل أبيب لمقابلتها رسميا.
استطاعت القيادة المصرية، حين ذاك باستدراجها إلى ليبيا ثم القبض عليها، وصدر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها.
– أشرف مروان
أشرف مروان هو العميل الذي لم تكشفه المخابرات المصري، بل استمر دوره إلى ما بعد الحرب بسنوات، وهو ما كشفه أحد مسؤولو الموساد في مذكراته فيما بعد.
ووصف «مروان» بأنه أهم جاسوس في تاريخ الشرق الأوسط وليس في مصر فقط، ومات إثر سقوطه من شرفة منزله في لندن ليلقى حتفه في يوم 27 يونيو 2007.
وأشارت تقارير إسرائيلية، وتصريحات المسؤولون في الموساد، أنه بفضل معلوماته واستدعاء الاحتياطي في اللحظة الأخيرة نجت هضبة الجولان من سيطرة الجيش السوري عليها في حرب أكتوبر 1973.
ونشر المحاضر الإسرائيلي البروفيسور أوري بار يوسيف، كتاب «الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة يوم الغفران»، شملت المعلومات خطة مصر الحربية، وحجم قواتها العسكرية، وتسجيلات سرية للقاءات مع رؤساء الاتحاد السوفياتي، ومحاضر جلسات الأجهزة الأمنية.
– انشراح موسى وزوجها
انشراح موسى، هي مصرية عملت بالتجسس لصالح إسرائيل، زوجها هو إبراهيم سعيد شاهين، تم القبض عليها بتهمة التجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي مع زوجها، بعد أن نجح ضابط إسرائيلي في تجنيده أولا، ومن ثم ساعدته زوجته.
سافرت إلى تل أبيب، وقبض على زوجها في تلك الأثناء، خلال محاولته إرسالة برقية إلى الموساد بمعلوات هامة، وحين عودتها بعد شهر تم القبض عليها، وحُكم عليها بالإعدام في 1974، ولكن تم الإفراج عنها بعد ثلاث سنوات قضتها في السجن في صفقة تبادل أسرى، وتمكنت من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة.
جاسوس لم يسمه الاحتلال
وكعادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تنتظر كل عام وقبل احتفالات ذكرى انتصار أكتوبر، تعلن عن اسرار جديدة في حربها مع مصر أكتوبر 1973، وفي آخر تلك الاعترافات، كشف رئيس الموساد الأسبق، تسفي زامير، في مقابلة أجراها مع صحيفة «يسرائيل هيوم»، اليوم الجمعة، بمناسبة حلول يوم الغفران اليهودي، جاسوس ساهم في تغير مصير الحرب.
وقال زامير، أن مسؤولا مصريا رفيعا – لم يسمه- ، قدم «معلومة ذهبية»، للموساد الإسرائيلي،تفيد بأن المصريين يعتزمون إسقاط قوات من المظليين بالقرب من هدف مهم أرادوا مهاجمته في عمق سيناء، خلال أيام قليلة.
وأضاف زماير، أنه خلال اجتماع مع قيادات الحرب، اتفقوا على تجهيزات لصد ذلك الهجوم، وبالفعل «هاجمت القوات المدرعة المصرية البر الآخر من القناة، وتعرضت للضرب من قبل الجيش الإسرائيلي».