لم تنتهي توابع تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية حتى الآن، وأججت مشكلات شبيهة بعد إصرار السودان على اعتبار حلايب وشلاتين سودانيتين وطلبها أن تتنازل عنها مصر، أسوة بتنازلها عن جزيرتي تيران وصنافير.
وقال الدكتور أسامة رشدي، القيادي بالجماعة الإسلامية، إن تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير، هو ما فتح المجال ودفع النظام السوداني للحديث عن التنازل عن حلايب وشلاتين أسوة بتيران وصنافير.
وأضاف رشدي في تصريح خاص لرصد، «إن النظام السوداني لا يملك المال لشراء الأرض مثل ما فعلت السعودية مع مصر، لذلك لن يتنازل عنها السيسي بالمجان، ونظام السيسي هو من أفسد علاقته مع النظام السوداني بدعم المتمردين والسياسة الدولية المعادية لها، وهذه السياسة تهدد الأمن القومي المصري».
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، إن الأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية السودانية نتيجة الطريقة التي يتعامل بها النظام المصري مع الأزمة، لافتاً إلى أنه لا بد أن تكون هناك سياسات بديلة، خاصة بعدما بدا واضحاً وجود شرخ في العلاقات يزداد بمواصلة السير بهذه السياسة التي يتبعها النظام.
ودعا مرزوق النظامَ المصري، في تصريحات خاصة، إلى فتح حوار موسع مع الجانب السوداني، وبحث جميع مخاوفه، والاتفاق على صيغة ترضي جميع الأطراف.
التنازل مثل تيران وصنافير
وزعم وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور، أن السلطات المصرية على قناعة بأن مثلث حلايب وشلاتين يتبع الأراضى السودانية، وهو الأمر الذى يجعلها ترفض التحكيم الدولى.
وقال غندور، فى مقابلة مع قناة «الشروق» إنه «على مصر القبول إما بالتحكيم حول حلايب مثلما فعلت مع إسرائيل حول طابا، أو اللجوء إلى التفاوض مع السودان مثلما فعلت مع السعودية حول جزيرتي تيران وصنافير ».
ورأى وزير الخارجية السوداني أن النزاع الحدودي مع مصر، سيظل شوكة في خاصرة علاقات البلدين، معتبرًا أنه بمثابة “خميرة عكننة”.
ولفت رئيس الدبلوماسية السودانية إلى وجود «حوار يدور بين الرئيسين السوداني والمصري حول ملف حلايب »، لكنه صرّح بأن بلاده تشكو من تصرفات مصرية في المثلث الحدودي، «تشعل الأوضاع من حين إلى آخر ».
وشدد غندور على أن الخلاف حول حلايب لن يصل إلى مرحلة المواجهة بين البلدين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن السودانيين لن ينسوا هذه المنطقة، وأن «محاولات التمصير لن تجعل حلايب مصرية في يوم من الأيام ».
وذكر الوزير السوداني أن وزارة الخارجية أمرت قنصلياتها في المدن المصرية وخاصة في أسوان بعدم «إصدار أي وثيقة سفر اضطرارية لأي سوداني من حلايب، باعتبار أن المنطقة سودانية في الأساس»، في ضوء الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية في حلايب مؤخرا وقضت باعتقال وترحيل السودانيين في حلايب بوثائق سفر اضطرارية.
الرد المصري
من جانبه، اعتبر مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية، تصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، حول حلايب «متهورة وتفتقد اللياقة الدبلوماسية»، محذرا من تأجيج الخلافات بين الشعبيين بسبب هذه التصريحات.
وأبدى الدبلوماسي المصري شكوكة حول إثارة هذه الخلافات في هذا التوقيت، متهما الخرطوم ونظام الرئيس عمر البشير، بالزج بشعبه ومصالحه في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل، مهددا بأنها قد تكبده كثيرا من الخسائر. وزعم أن النظام السوداني غير مستقل وتحركه قوى إقليمية!.
وأشارت الدبلوماسي المصري إلى أن غندور أثار كل هذه القضايا خلال لقائه بسامح شكري في الخرطوم، الشهر الماضي، أثناء انعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة، وردّ شكري بشأنها وطالبه بتأجيل النظر في حسم هذه القضايا في الوقت الراهن، نظراً إلى طبيعة الظروف التي تمرّ بها مصر والمنطقة، واعداً إياه بعلاج الأمور التي تحتاج إلى حسم عاجل.