يستقبل جبل عرفات في يوم التاسع ذي الحجة من كل عام، زواره الذين يشتاق إليهم ويشتاقون إليه، وهو الركن الأبرز في فريضة الحج، لقوله صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة».
ويبدأ الحجاج الصعود غلى عرفة منذ ساعات الصباح الأولى بعد أن قضوا يوم التروية في مِنى، في مشهد عظيم يتمنى المسلمون في كل بقاع الارض أن يشهدوه من الأراضي المقدسة، حيث الخشوع والتضرع والتذلل إلى الله وتلبيات تعانق السماء.
لماذا سمي بهذا الاسم
اختلف العلماء في سبب التسمية، فقيل لأن الناس يتعارفون فيه، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم فكان يريه المشاهد فيقول له: أعرفت أعرفت؟ فيقول إبراهيم عرفت عرفت. وقيل لأن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة هو وحواء التقيا في ذلك المكان فعرفها وعرفته.
ما لا تعرفه عن جبل عرفة
يقع جبل عرفة خارج حدود الحرم على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، حيث يقع شرقي مكة بنحو 22 كم وعلى بعد 10 كم من منى و6 كم من مزدلفة
منطقة عرفة أو عرفات عبارة عن سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال يأخذ شكل القوس، وحدود عرفة من ناحية الحرم هي نمرة وثوية وذي المجاز والأراك، وهي مناطق لا يجوز للحاج الوقوف بها كونها خارج عرفة.
يوجد علمان في بداية المنطقة وآخران في نهايتها وذلك لتحديد المنطقة، وبين الأعلام تقع بطن عرنة التي قال فيها النبي محمد: «عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة».
ليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية، ويوجد به مسجد الصخرات، وهو أسفل جبل الرحمة وبه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو على ناقته.
فضل عرفة
وردت أحاديث كثيرة تبين فضل هذا اليوم على المسلمين سواء الحجاج منهم او من لم يستطع تأدية الفريضة، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء».
ويحرص المسلمون على صيام يوم عرفة لعظيم أجره لقوله صلى الله عليه وسلم «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، ولكن الحجاج لا يصح لهم صيام هذا اليوم.
وفي يوم عرفة يتباهى الله عزوجل بعباده أمام ملائكته فجاء في الحديث الشريف «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء»، كما يكثر العتق من النيران لقول رسول الله «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة» .
ماذا يفعل الحاج بعد عرفة
يظل الحاج واقفا بعرفة حتى غروب يوم التاسع من ذي الحجة، ثم يتجه إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.