شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«العداء الخفي».. الوجه الآخر للعلاقات الإماراتية السعودية

يتصدر المشهد السياسي الحالي، في المنطقة العربية، تحالف واضح بين الإمارات والسعودية، في عدة ملفات، أبرزها الأزمة الخليجة مع قطر، والتي بدأت في 5 يونيو، بالإضافة إلى مشاركة القوات الإماراتية في التحالف العربي باليمن، إلا أن عداء خفيا بين الدولتين كشفته التسريبات الأخيرة ومواقف الدولتين تجاه بعض الملفات.

تصريحات عدائية 

وأبرزت تسريبات السفير الإماراتي لدى واشنطن ما يحاك في الأروقة، ففي آخر تسريب له نشرته مجموعة القرصنة التي تسمى «جلوبال ليكس»، أن العتيبة خاطب الكاتب الصحفي في واشنطن تايمز توم فريدمان، وقال إن الإماراتيين لديهم من «التاريخ السيئ» مع المملكة العربية السعودية أكثر بكثير مما لديهم مع أي جهة أخرى.

وأوضح العتيبة، أن استلام الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد يعد فرصة لا تتكرر أمام الإمارات لوضع بصمتها على الجارة الأكبر منها بكثير.

يوسف العتيبة

تسريب آخر، يكشف المستور عن العداء الذي يخفيه الجانب الإماراتي للسعودية، أوضح خلاله العتيبة طموح أبو ظبي، في المنطقة، واحتلال مقعد القيادة بديلا عن المملكة.

وقال العتيبة في خطاب لـ«إليوت أبرامز»، وهو مسؤول أميركي سابق «أعتقد أننا على المدى الطويل قد يكون لنا تأثير جيد على المملكة العربية السعودية، على الأقل على بعض الناس هناك»، موضحا «أن علاقتنا معهم تستند إلى عمق استراتيجي ومصالح مشتركة، والأهم من ذلك هو الأمل في أن نتمكن من التأثير عليهم، وليس العكس».

تاريخ التسريبات

تاريخ التسريبات المعادي للملكة ليس جديدا، فقد أطلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في يوليو الماضي، تصريحات مفاجئة، وصفت السعودية بأنها ممول للإرهاب.

وقال قرقاش في تصريح بالمعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن، أن السعودية «يجب علينا الاعتراف بوجود مشكلة في التبرعات الشخصية للإرهاب في الخليج، وإن الإمارات تدعو لفرض مراقبة شديدة لهذه القضية».

وسبق ونشرت ويكيليكس، في عام 2008 وثائق لاجتماعات بين قادة أميركيين وبين حكام الإمارات، وصف  فيها محمد بن زايد آل نهيان، السعودية بأنها دولة متخلفة، وضربوا عدة أمثلة منها أن 52% من سكانها لا يستطيعون قيادة السيارة، بالإضافة إلى تصريحات لولي عهد أبو ظبي، قال فيها «قادة السعودية تتراوح أعمارهم بين 80 و85 سنة، وهؤلاء لم يسمعوا بالإنترنت إلا بعد أن جاوزوا السبعين عامًا، هناك فجوة كبيرة في السعودية».

محمد بن راشد ومحمد بن زايد

 

وهناك العديد من الملفات الشائكة بين البلدين التي تعكس حربا غير معلنة بين البلدين منها:

1- العلاقات الإماراتية الإيرانية

تُعد العلاقات التجارية بين إيران ودولة الإمارات، الأكثر تفوقا بين دول الخليج، وتعتبر طهران ثالث سوق تصديري للإمارات بما يقارب 11% من حجم الصادرات الإماراتية، وتحتل الإمارات الصدارة في حجم التبادل التجاري بنسبة تخطت الـ 90% من دول الخليج أجمع، بواقع 16 مليار دولار العام الماضي.

ورغم الخلافات السياسية التي تشهدها الساحة بتحالف الإمارات مع السعودية في حربها على اليمن، معادية بذلك إيران وحلفائها الحوثيين، إلا أن التبادل التجاري بين الدولتين حالة استثنائية تشهد مزيدا من التقدم باستمرار.

وعلى مر العلاقات التاريخية للتجارة بين الدولتين، لم تشهد تخفيضًا لحجم التبادل التجاري، إلا إبان العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران بسبب النشاط النووي، ولكنها لم تقاطعها مما شكل طوق نجاة لطهران.

العلاقات التجارية بين الإمارات وإيران، لم تلق قبولا لدى السعودية، التي كانت تسعى لحصار إيران اقتصاديا، مع فرض العقوبات عليها، إلا أن استمرار أبو ظبي في شراء النفط الإيراني، حال دون ذلك، وهو ما أغضب المملكة.

وصف الأمير سلطان بن عبد العزيز دولة الإمارات بالدولة «نصف إيرانية» في إشارة إلى حجم التبادل التجاري بينهم آنذاك، وكان ذلك ردا على اتهامات وجهتها أبو ظبي للرياض بمحاولة التقارب مع إيران على حساب قضية الجزر .

وإبان مهاجمة إيرانيين لمقر السفارة السعودية، عقب إعدام رجل دين شيعي، اكتفت الإمارات بتخفيض نسبي دبلوماسي مع إيران في الوقت الذي قطعت دولا أخرى غير متحالفة مع السعودية علاقتها كاملة مع طهران.

2- أطماع الإمارات في اليمن

بالرغم من أن الإمارات تشارك في عاصفة الحزم تحت لواء السعودية، إلا أن أطماعا لها في اليمن المحرك الأساسي لمشاركتها، بعيدا عن إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور إلى الحكم.

في فبراير الماضي، منعت الإمارات العربية المتحدة طائرة الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي من الهبوط في مطار عدن الدولي، ورفضت تنفيذ قرارات رئاسية له في تغيير مدير مطار عدن الدولي ومناصب حكومية في عدن

وفي 12 فبراير قصفت القوات الإماراتية، قوات الحماية الرئاسية التابعة للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، وهو ما يخالف بنود وأساسيات التحالف، ليطرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لأبو ظبي في اليمن.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمود طاهر في مقال له بعنوان «ماذا تريد الإمارات من اليمن»، «إن أنظار الإمارات تتجه صوب عدن والموانئ بصورة خاصة من أجل السيطرة عليها، وبسط نفوذها لضمان السيطرة عليها واستعادة أمجاد الاحتلال البريطاني، ولذلك كانت الدولة السباقة في إرسال قوات عسكرية وقادت الهجوم البرمائي على عدن في صيف العام 2015».

وتشير تقارير غربية إلى أن المملكة تضع في اعتبارها أطماع الإمارات في اليمن، ما يجعلها متحفزة بشكل دائم تجاه أبو ظبي، خاصة بعد ما نُشر عن تسريبها موعد عاصفة الحزم لعلي عبد الله صالح ونجله وتفاصيل الضربة لصالح وهو ما أنقذ الرئيس المخلوع من الموت.

3- خلاف حدودي

يعتبر خور «العديد» محل خلاف بين الإمارات والسعودية، والذي تفرض المملكة السيطرة عليه بموجب اتفاق بين الدولتين في 1974.

ويقع «العديد» في الساحل الذي يفصل بين قطر والإمارات، حيث تعتبره المملكة نقطة استراتيجية لها، تمنع من خلالها وجود تحالف بين قطر والإمارات يهدد أمنها.

لم ترض الإمارات عن الاتفاقية والتي تقول إنها ظالمة وعقدت في ظروف استثنائية، مما دفع إلى التصعيد خلال السنوات الماضية وصل إلى حد منع دخول المواطنين الإماراتيين في 2009 إلى أراضيها باستخدام بطاقات الهوية كما هو معمول به، لحقها  استهداف البحرية الإماراتية زورقا سعوديا صغيرا زعمت أنه اخترق المياه الإماراتية.

ولا يزال الملف عالق حتى الآن وغير متفق عليه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023