ظهر الخلاف بين قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى العلن في الخامس من يونيو الماضي، متخذًا شكل المواجهة المباشرة، متمثلًا في قرار الإمارات والسعودية ومصر والبحرين بحصار قطر ومقاطعتها وفرض الوصاية عليها.
والخلاف بين البلدين ليس وليد هذا الحصار، بل له جذور سابقة؛ فمنذ سنوات يسعى آل مكتوم إلى ضم قطر إلى اتحاد الإمارات، ثم القرار الأميركي السعودي بتغيير طبيعة عمل قناة أبو ظبي الفضائية من قناة إخبارية ومنوعة إلى قناة منوعات، وثاني أسباب الخلاف هو محاولات قطر أخذ دور دبي التجاري ومطاره، والثالث علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين، مصدر القلق الدائم للإمارات في البلاد العربية.
محاولات ضم قطر
منذ المراحل الأولى لتكوين اتحاد الإمارات العربية، سعى آل مكتوم وآل نهيان إلى ضم قطر والبحرين؛ لكنهما رفضتا بعد أن شاركتا في المفاوضات لبعض الوقت، وكانتا جزءًا من الاتحاد في بداياته، وترك ذلك أثرًا سلبيا على أبو ظبي، كان دافعًا للانتقام من الدوحة بعد؛ خاصة مع وجود تنافس بين الإمارتيين الأكثر ثراء في المنطقة، بل في العالم.
حماية الإخوان وأبناء الثورات واحتضان القرضاوي
قطر تعتبر الدولة الحاضنة لجماعة الإخوان المسلمين والمفكرين الإسلاميين المعارضين للأنظمة القمعية في العالم العربي والإسلامي، على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، وأيضًا لآخرين مضطهدين ولاجئين من غير التيار الإسلامي.
تهديد «ترانزيت» دبي
دبي تعتمد على الترانزيت وعلى الأسواق الحرة والاستثمارات العقارية، إضافة إلى مطارها وأسطولها الجوي الذي يقوم برحلات في جهات الأرض الأربع ويقدم خدمات ممتازة على متن الرحلات، وفي المطار الضخم الذي يكبر مطار شارل ديغول في فرنسا بعدة مرات.
هذا الامتياز الذي صنعته دبي لنفسها يريد رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم انتزاعه منها عبر شركة قطر للطيران، التي يمتلكها شخصيًا وتقدم خدمات تضاهي خدمات شركة طيران الإمارات، وعبر التوسيع الضخم والمثير للدهشة الذي يحصل حاليًا لمطار الدوحة ليفوق بحجمه مطار دبي، ومحاولة تحويله إلى مركز ترانزيت عالمي كما هي حال مطار دبي.
استضافة كأس العالم
ويأتي نجاح قطر في استضافة كأس العالم عام 2022 وألعاب الأولمبياد الصيفية قبلها بعامين إلى الحلول مكان دبي مركزًا للاستثمار العقاري والتجاري في منطقة الخليج.
انهيار شعبية قناة أبو ظبي
يعود إلى سنوات مضت؛ بعدما حظيت أبو ظبي باهتمام كبير لدى المشاهد العربي بسبب قناتها الفضائية وطريقة عملها الإخبارية التي تفوقت فيها، كما تقول الدكتورة حياة حويك عطية في دراسة قدمتها في باريس عن القنوات الفضائية العربية.
وكانت قناة «أبو ظبي» صاحبة شعبية كبرى قبل إصدار قناة «الجزيرة»، التي أصبحت من أهم المنابر الإعلامية في العالم من حيث الانتشار والمصداقية والمصادر.
