4 أعوام مرت على مجزرة فض ميداني رابعة العدوية والنهضة، الكثير من مواقف السياسيين تغيرت، لتوافق واقعا سياسيا جديدا أو طمعا في منصب جديد، أو أسباب أخرى يعرفها المتابع للأحداث .
وفي السطور التالية جمعت «رصد» أبرز مواقف السياسيين يوم الفض، وهل ظلت ثابتة أم تغيرت.
حمدين صباحي
من أكثر المواقف المتناقضة هو موقف المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والذي أيد بشدة فض الاعتصام، وظل ثابتًا على موقفه لمدة عامين من الفض، محملا الإخوان مسؤولية الدماء التي سالت، ولكن موقفة تغير منذ أقل من عام.
وقال حمدين صباحي، إن فض اعتصام ميدان رابعة العدوية كان قرارا صحيحا، مشددا على أن جماعة الإخوان تتحمل مسؤولية الدماء التي أسيلت أثناء الفض.
وفي تغير واضح للموقف، قال صباحي، «إن الدم الذي أريق في رابعة العدوية حرام والإخوان لا يملك أحد أن ينزع عنهم مصريتهم وأن الأمن حاليا أيضا يتعامل بكل قسوة مع الإخوان المسلمين، والتعذيب الذي في السجون أنا ضده وطريقة ترويع الآمنين وإهانة الإخوان في بيوتهم كل هذا أنا ضده والقبضة الأمنية سيئة وعادت لعهدها الأول وهذا مرفوض تماما وأي شخص لديه كرامة لازم يكون ضده».
وأكد صباحي في لقاء له مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة «دريم»، أن عملية الفض تمت بدون مهنية وبعدم احترافية، فكونك تملك إصدار قرار الفض.
حزب النور
من أبرز المواقف المتغيرة هي موقف حزب النور السلفي، حيث جاء موقفه معارضًا للفض بعده مباشرة، وتحركت قيادات الحزب لتهاجم الفض، وخرجت البيانات من الحزب لتهاجم الفض.
لكن مع مرور الأيام تبدلت مواقف حزب النور من الأزمة، ليطالب بمكافأة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم على مجهوداته في عمليات الفض، وأصبح الحزب ذو المرجعية الإسلامية من أكثر الأحزاب المؤيدة لنظام عبد الفتاح السيسي.
الأزهر
في موقف مشابه لحزب النور، جاء موقف شيخ الأزهر من الفض ففي البداية رفض الأزهر الفض وهاجمة، ولكنه تراجع بعد ذلك.
وأكدت مشيخة الأزهر عدم علمها بهجوم قوات الأمن والجيش صباح يوم الفض على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية مما أدى إلى مقتل أكثر من 120 شخصا وجرح الآلاف. كما حذر من استمرار العنف وإراقة الدماء ودعا إلى التعقل والحوار للخروج من الأزمة.
وذكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بيان تلاه عبر التلفزيون إنه لم يكن على علم بالعملية الأمنية والوسائل التي ستتبع لتفريق المعتصمين وفض الميادين إلا عبر وسائل الإعلام، كما طالب «بالكف عن محاولات إقحام الأزهر في الصراع السياسي».
ودعا الأزهر جميع الفرقاء إلى الوصول إلى حل سلمي والحفاظ «على حرمة الدماء وعظمة مسؤوليتها أمام الله والتاريخ»، وشدد على أن العنف ليس بديلا عن الحلول السياسية وأن الحوار هو الحل الأوحد للخروج ممن الأزمة.
لكن في الذكرى الثانية لفض رابعة عام 2015 وقعت خلافات داخل مشيخة الأزهر بسبب رفض الطيب إصدار بيان لإعلان إحياء الذكرى الثانية لفض مجزرة رابعة، وكانت توجهات الطيب مدفوعة بقرار السيسي الذي أصدره رقم 89 لسنة 2015، والذي أعفى به هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من منصبه، فخشي الطيب أن يصيبه نفس الأمر حال إعلان الأزهر إحياء ذكرى الفض.
حازم عبدالعظيم
رغم تأييدة الشديد لفض ميدان رابعة العدوية، وتحريض ضد من يرفض الفض، وخاصة الدكتور محمد البرادعي، تراجع حازم عبدالعظيم عن موقفه مؤخرا، وأصبح من المعارضين للفض، وطالب بالإفراج عن المعتقلين، ووصف الفض بالمجزرة.
في يوليو 2013، أكد حازم عبد العظيم، أن ميدان رابعة العدوية مركز لتصدير الغزوات لمصر، مطالباً الجيش والداخلية بفض اعتصامات رابعة والنهضة على الفور، وأن هذا الفض كان قانونيًا.
وخلال استضافته في برنامج «هنا القاهرة» عبر فضائية « القاهرة والناس»، قال «لو كنت رئيس الوزراء أو نائب رئيس الجمهورية سأتخذ قرار فض الاعتصام فورا، ولا أتردد فيه»، وأعلن أن هناك حجية قانونية لذلك، مستنكرا تعذيب الإخوان للضباط، واستغلال الأطفال وأكفانهم.
وتابع في تصريحاته حينها، أن الإخوان تتاجر بدماء شبابها وذلك من خلال إقناعهم بأنهم يجاهدون فى سبيل نصرة الإسلام، لافتاً أن المصالحة الوطنية لا تكون مع الإرهابيين الذين لطخت أيديهم بدماء المصريين.
محمد رؤوف غنيم
أعلن الدكتور محمد رؤوف غنيم ، منسق تيار «الكتلة المصرية» سابقًا، عن تبنيه لوجهة نظر الدولة عقب فض رابعة، لكنه اعتذر عن ذلك مؤخرًا، قائلاً: «أنا آسف، كنت فاهم غلط».
وأعاد غنيم نشر تدوينة قديمة له يدافع فيها عن فض «رابعة» بالقوة قائلاً: «البوست ده أنا كتبته تاني يوم فض رابعة من 3 سنين، دافعت فيه عن تصرف القوات الأمنية المصرية، وهاجمت فيه تدخل الأجانب في شؤوننا بلغتهم، وشاورت لازدواج معاييرهم في التنديد بتصرفات الجيش والشرطة في مصر».
وأضاف: «البوست اتشير أكتر من ألف مرة، معظمهم من أصدقائي المصريين في الخارج، وأصدقائي الأجانب، واتنشر في صفحة الرأي على موقع بي بي سي الرسمي».
وأردف: «من غير لف ودوران أنا باعتذر، أنا آسف.. كنت فاهم غلط، فكلامي طلع غلط.. عدائي مع الإخوان خلاني أصدق القصة الرسمية، ما كانش عندي معلومات حقيقية عن اللي حصل»، بحسب تعبيره.
وأوضح : «ما كنتش عارف إن اللي حصل مذبحة وحشية.. ما كنتش عارف إنه كان ممكن جدا فض الميدان من غير الخسائر البشرية الفادحة دي.. ما كنتش عارف إن القناصة كانوا بيصطادوا الضحايا، وهما مستخبيين أو بيحاولوا يهربوا.. ما كنتش عارف إن فيديو المدرعة اللي بتعلن عن فض الميدان دي اتصورت بعد المجزرة».
وتابع : «ما كنتش عارف كمية الضحايا المهول بالنسبة لعدد قطع السلاح الهزلي. وشوية بشوية من بعد اليوم ده ابتدت تبان الحقيقة، من خلال صور وفيديوهات ومعلومات مؤكدة، وشهادات موثوق فيها بالنسبة لي بدرجة مليون في المية».
واستطرد: «النهارده أنا ما عنديش ذرة شك أن كل اللي بيحصل لنا في مصر من بعد اليوم ده نوع من أنواع العقاب الجماعي على اللي إحنا كلنا سكتنا عليه يومها»، وفق قوله.
واختتم تدوينته: «مهما اختلفت مع الإخوان أو عاديتهم أو كرهتهم حتى الإنسانية مش وجهة نظر، الدم عمره ما يبني بلد، والحق عمره ما ييجي بالباطل.. رابعة مذبحة، وأنا آسف لكل الضحايا، وأسرهم، ولكل واحد أسهمت بكلامي في تضليله»، بحسب تعبيره.
هالة البناي
كما انضمت هالة البناي المستشارة السابقة للدكتور محمد البرادعي، التي كانت من كبار قادة حملة «تمرد» إلى صفوف معارضي النظام، وأصبحت مديرة مبادرة عصام حجي للفريق الرئاسي حاليًا.
وفاجأت متابعيها بتدوينة لها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قالت فيها: «ياريت إيدي اتشلت، ودهسني قطار، وأنا بأمضى على استمارة تمرد، وبأدعو الناس إنهم يوقعوا عليها».
وكانت البناي كتبت في ذكرى 30 يونيو الماضي، قائلة: «بمناسبة 30يونيو، عاوزة أقول لكم إنه لو الزمن رجع بي تاني، أقسم بالله لكنت أتمنى يفرمني قطار الصعيد، ولا إني أنزل التحرير اليوم الأسود ده».
وتقود البناي حاليا مبادرة الفريق الرئاسي لحجي، مؤكدة أن الهدف منها خوض الانتخابات أمام السيسي، والفوز عليه، حيث إنه آن الأوان للقضاء على الحكم العسكري، والقضاء على حكم رجال الدين، وفق وصفها.
حسام الهندي
انضم لركب النادمين، الصحفي حسام الهندي، المسؤول بحركة «تمرد»، حيث كتب منذ أيام مقال نشره على صفحته الشخصية وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي جاء نصه كالتالي «نعم يدي ملطخة بدماء الجميع، لا يمكن أن أتغافل أني شاركت في الطريق لتلك المذبحة (رابعة)، وما تبعها من تجاوزات، وما سبقها من مذابح، فلا يمكن أن أنسى أن من أحببتهم اختفوا بين شهيد، ومطارد، ومعتقل، ومجذوب، لمجرد أنني قررت أن أنساق وراء رغباتي الشخصية في الانتقام لصديق مات، أو زميل عذب، أو زميلة هربت خلال مواجهات مع الإخوان خلال حكم مرسي، فقررت أن أكون في تمرد، وأن أكتب بياناتها، وأدافع عن حالها الذي تلاحم مع حال مؤسسة العسكر بعد ذلك».
واعترف الهندي بأنه كان ساذجاً؛ قائلا: «بالفعل ساذج من يغمض عينه عن الفعل الدموي لمجرد أن له أصدقاء قالوا وأكدوا أن ما يحدث مغالاة، وأن الأمور ستمر، فأصبحت ساذجاً للنهاية، أكذّب نفسي وضميري لمجرد أن من يقول لي ذلك صديقي الذي كان بجانبي يوم الضرب والغاز والحرب».