جاء حادث قطار الاسكندرية اليوم، والذي حصد حياة أكثر من 20 مواطن، وإصاب أكثر من 50 حتى الآن، ليضاف إلي سلسلة حوادث القطارات التي أصبحت تحدث بشكل مستمر في مصر، لتتصدر مصر دول العالم في حوادث القطارات.
العديد من المشاهد سبقت حادث اليوم تكشف تخبط وزارة النقل، ومدى الإهمال الذي تعاني منه الوزارة، حيث أصبح التصرف المعتاد في هذه الحوادث إقالة الوزير، وأحيانا يكتفي النظام بإقالة بعض المسؤلين.
حشيش سائقين القطار
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسائق أحد القطارات ومساعدوه وهم يرقصون ويدخنون المخدرات أثناء القيادة.
وأظهر مقطع الفيديو أربعة أشخاص وهم يدخنون المخدرات ويرقصون على أنغام أغنية شعبية شهيرة أثناء قيادة القطار فيما تولى شخص خامس تصوير المشهد بهاتفه المحمول.
المساجد سبب الحوادث
ومن مشاهد تخبط المسؤولين بالسكة الحديد، تصريحات وزير النقل الدكتور هشام عرفات حول أسباب الحوادث، حيث قال “إن ٨٠ % من حوادث السكك الحديدية بسبب المساجد المقامة في حرم “المزلقانات”.
وأضاف عرفات، خلال لقائه مع نواب محافظة الشرقية بحضور اللواء خالد سعيد، الخميس، إنه هناك فتوى من دار الإفتاء بإزالتها، لافتًا إلى تنفيذ تلك الإزالات قريبًا جدًا.
وتابع وزير النقل: “تلك المساجد تم إنشائها بأغراض مخالفة وتحجب الرؤية عن موظفي المزلقانات وسائقى القطارات، كما تم إنشاء كافتيريات حولها، وسنقوم بتعويض الأهالي بدعم مساجد قريبة من تلك المحطات”.
قطار يتأخر 12 ساعة
ومن مشاهد الإهمال أمس تأخر وصول قطار رقم 996 المتوجه من القاهرة إلى أسوان لما يقرب من 12 ساعة، حيث وصل القطار المذكور إلى أسوان الساعة 11 مساء متأخرًا عن موعد وصوله 11 ساعة و40 دقيقة، فيما كان محددًا له أن يصل أسوان الساعة 11.20 صباحًا، إلا أنه تأخر بسبب تكرار تعطل جراره وعربات التكييف.
قطارات بدون سائقين
وفي يناير 2016، فوجئ ركاب محطة سكك حديد “صدفا” في أسيوط، بالقطار رقم 166 إكسبريس على رصيف المحطة، بدون سائق، وسرعان ما ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، ووجهت إليه تهمة تعريض أرواح المواطنين للخطر، وقال السائق أنه ترك القطار ليقضي حاجته.
وتكرر الأمر نفسه، حيث وجد أهالي مركز أبوتيج بأسيوط، في أكتوبر 2016، أن أحد القطارات بمحطة السكة الحديد يتحرك دون سائق لأمتار قليلة حتى جاء السائق ليوقفه قبل أن يترك المحطة، دون وقوع خسائر مادية أو بشرية.
القطار التائه
لم يكن ذلك أمرًا عاديًا على الإطلاق بالسكة الحديد، حيث عثرت الهيئة بعد 8 أعوام من البحث، على قطار مختفي في محافظة الوادي الجديد، وتم تشكيل لجنة وخطة عمل لبحث كيفية إعادته إلى القاهرة مرة أخرى، حيث كانت آخر رحلة للقطار قد انطلقت من مدينة الداخلة وقرية باريس بالوادي الجديد في عام 2006، قبل أن يقوم اللصوص بقطع خطوط السكة الحديد عليه وسرقة القضبان، ثم تركوه فى الصحراء الغربية.
طرمخة على المسؤولين
طالب خبير النقل أحمد غنيم هيئة السكك الحديدية بالكشف عن ملابسات حادث اصطدام قطارين بمنطقة خورشيد بالاسكندرية للرأي العام، كما طالبها بأن يتحمل كل مسئول عن ارتكابها مسئوليته كاملة.
وقال غنيم فى تصريحات نقلها موقع “البوابة نيوز” إن “الطرمخة” على المسئولين في حوادث القطارت السابقة، سبب المآسي التي نراها كل يوم، مضيفًا “إن مرفق السكة الحديد مهترئ زيادة عن اللازم بسبب عدم وجود عقوبة رادعة للفاسدين”.
فساد وإهمال
وقال وكيل لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، محمد عبدالله زين الدين، إن هيئة السكة الحديد فى مصر تعانى من الفساد والإهمال منذ سنوات، وتحتاج إلى إحداث تغيير شامل.
وأضاف فى تصريحات صحفية، أننا نعانى من الإهمال فى خطوط السكك الحديد منذ سنوات، والوزارة دائما ما تضع خطط كثيرة للإصلاح، ولكن لا نرى جديد على أرض الواقع، متسائلا عن استمرار توقف خطوط السكك الحديد الدائمة، واستمرار حوادث القطارات، وعدم توقف نزيف الدماء، التى لا تزال تسيل على قضبان السكك الحديد نتيجة وجود خلل فنى فى جرارات القطارات.
إحصائيات
جديرٌ بالذكر أن عدد حوادث القطارات في عام 2016 وصل إلى 1249 حادثة أودت بحياة 62 مصري و 164 مصاب، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وقال الجهاز – خلال الكتيب الصادر عنه تحت اسم اللمحة الإحصائية مصر 2017 -: إن معدل حوادث القطارات خلال العام المشار إليه بلغ 0.1 حادثة لكل 10 آلاف مواطن، فى حين بلغ معدل الحوادث يوميا 5.4 حادث كل يوم، هى ما تسببت فى وضع مصر بين أسوأ 10 دول فة العالم لارتفاع معدلات حوادث الطرق.
