جاء تباين تعامل النظام مع غرق مركبين أحدهما يقل سائحين إسبان في البحر الأحمر، والآخر ينقل مواطنين مصريين من سوهاج للبر الآخر للنيل، ليؤكد حالة تردي الأمن النهري والبحري للمصريين، ففي الوقت الذي دفعت فيه القوات البحرية بلنش إنقاذ سريع لإنقاذ السائحين، وتحركت القوات البحرية المصرية، وأصدرت بيانات عن الحادث، ترك النظام أكثر من 25 مواطنًا وسط النيل لمدة 5 ساعات معرضين للغرق يطلقون النداءات لإنقاذهم، رغم أن المسافة بينهم وبين الشاطئ لا تستغرق أكثر من 5 دقائق.
مركب نيلي بسوهاج
وقالت الأجهزة الأمنية بسوهاج، إنها تمكنت بالتنسيق مع مديرية أمن أسيوط، من إنقاذ 25 شخصا، كانوا على متن عبارة نهرية، تعطلت وسط مياه النيل أمام قرية السكساكة دائرة مركز طما شمال محافظة سوهاج، بعد أن تركتهم لمدة 5 ساعات وسط النيل.
وحتى الآن لم يتم إنزال 4 سيارات ربع نقل، و3 عربات كارو، كانوا ضمن حمولة العبارة، وسط غضب من الأهالي.
وأضافت أن المياه جرفت العبارة حتى مدخل قرية مجريس دائرة مركز صدفا بمحافظة أسيوط، وستقوم الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط بالتعامل مع الواقعة، ومتابعة إنزال السيارات.
وقال عدد من الناجين الذين كانوا على متن العبارة، إنهم فوجؤوا بتوقفها وسط مياه النيل، وعند سؤال سائقها أوضح أن هناك عطلًا فنيًا في الموتور الخاص بالعبارة.
وأضاف الركاب أن العبارة ظلت متوقفة وسط المياه لأكثر من 3 ساعات وتم الاتصال بالمسؤولين الذين حضروا متأخرا، بعد أن أصابت الركاب حالة من الرعب الشديد خوفا من تعرضهم للغرق، خصوصا أنهم حاولوا الاتصال بهواتفهم طالبين الاستغاثة، مشيرين إلى أن معاناتهم ظلت لأكثر من 5 ساعات وسط المياه حتى تم إنقاذهم.
وتوفي المئات من المصريين في النيل غرقا على مدار الأعوام الماضية، حيث لا يمر عام على مصر دون وفاة العشرات من المصريين غرقا، ولا يتم محاسبة المسؤولين المقصرين.
يخت سائحين إسبان
وفي الوقت الذي ترك فيه النظام المواطنين في سوهاج بين الحياة والموت لمدة 5 ساعات دون أي تحرك، دفعت القوات البحرية بالبحر الأحمر بأحد لنشات الإنقاذ السريع إلى موقع حادث غرق يخت سياحي يقل ٩ سائحين إسبان بالبحر الأحمر بمنطقة القويح شمال منطقة القصير، وكشفت المعلومات الأولية أن اليخت الغارق يسمى «أوريون».
قال حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ البحري بالغردقة، إنه تم إنقاذ ٩ سائحين إسبان و٣ مصريين بعد أن غرق اليخت الذي كان يقلهم صباح اليوم الجمعة، بمنطقة القويح شمال منطقة القصير.
وأضاف الطيب أن الناجين تمكنوا من استخدام أحد اللنشات السريعة «زوديك» كان برفقة اليخت الغارق، وأن الناجين وصلوا سالمين للشاطئ شمال مدينة القصير، وتم الاطمئنان عليهم ولا يوجد بينهم أي مصاب.
وكشف الطيب أن السائحين كانوا في رحلة بحرية لأحد مناطق الغطس ولم يتم الكشف بعد عن سبب غرق اليخت السياحي.
حقوقي: تعامل طبيعي مع المصريين
ومن جانبة قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، إن فروق تعامل قوات الأمن مع اليخت الذي ينقل الإسبان للسياحة، والعبارة التي تنقل المصريين طبيعي.
وأوضح أبوخليل في تصريح خاص لـ«رصد»، أن هناك دول سوف تتحرك من أجل السائحين الإسبان، وتطالب بحقهم، ولن تتركه، بينما المصريون ليس هناك من يسأل عنهم.
وأشار أبوخليل أنه في سبتمر عام ٢٠١٦ غرق أكثر من ٢٠٠ مصري في مركب رشيد في جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة ًغرق العبارة السلام ولكن الفرق كان في إعلام السيسي الذي برد الكارثة وحمل الضحايا المسؤولية كونهم غرقوا أثناء هجرة غير شرعية!.
وأضاف أنه تم «الطرمخة» علي الجريمة الكبري للقوات البحرية وحرس الحدود الذي لجأ له أهالي الضحايا فور علمهم بتعرض المركب للغرق.
وللأسف عملية انتشال الجثث وقبلها إنقاذ بعض الركاب كان بجهود ذاتية من أهالي رشيد والجزيرة الخصراء، في المقابل تتحرك القوات لإنقاذ الأجانب.