ما بين فترة وأخرى يصدمنا الغرب بما يمس عقائدنا، مدعين بذلك حرية التعبير والإبداع المطلقة لديه والتي لا تجد ما يضبطها.. فمن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحف دنمركية ونرويجية فى 2006 والتي تصاعد على أثرها الرد الفعل الإسلامي على كافة المستويات، إلى الفيلم المسىء للرسول الذي أنتجه أقباط المهجر في أمريكا وانتشر على موقع اليوتيوب في العاشر من سبتمبر الجاري وتبادلته صفحات التواصل الاجتماعي عل موقع فيس بوك.
أول رد فعل
وفى أول رد فعل شعبي في مصر على الفيلم المسيء، شهد يوم 11سبتمبر الجارى وقفة احتجاجية كبيرة أمام السفارة الأمريكية شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، استجابة لدعوة عدد من التيارات الإسلامية مثل الجبهة السلفية وحزب النور وائتلاف المسلمين الجدد.
وطالبت الوقفة السلطات باتخاذ موقف من الولايات المتحدة الأمريكية، والكنائس المختلفة بإعلان تبرؤها الصريح مما أقدم عليه بعض أقباط المهجر.
كما شارك الاولتراس أهلاوى وزملكاوى في الوقفة وتسلقوا جدران السفارة العالية ورفعوا علما يحمل "شعار التوحيد" بدلا من العلم الأمريكي.
صدى أحداث ليبيا على مصر
وفى اليوم التالي، الموافق 12سبتمبر، وبعد ساعات من اقتحام مسلحون ليبيون للسفارة الأمريكية في ليبيا والقيام بحرقها مما ترتب عليه مصرع السفير الأمريكي في ليبيا و3 موظفين من البعثة الدبلوماسية مختنقين، كرد فعل على الفيلم المسيء للرسول، احتشد عشرات المعتصمين من مختلف التيارات السياسية المصرية بالقرب من السفارة الأمريكية عند شارع أمريكا اللاتينية، مرددين الهتافات المنددة بالفيلم الذي يسيء لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام.
بدء الاشتباكات
ودارىت مناوشات في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم عند محيط السفارة بين المتظاهرين المحتجين على عرض الفيلم المسىء للرسول الكريم، وقوات الأمن المركزي التي تحمى السفارة، بعد محاولات عدد من المتظاهرين الوصول إلى مقر السفارة.
وقامت قوات الأمن المركزي عقب تلك الأحداث بتعزيز تواجدها حول أسوار السفارة في شارع أمريكا اللاتينية، للحيلولة بين المتظاهرين ومباني السفارة، وأطلقت القوات عددا من قنابل الغاز المسيل للدموع، والتي سقط عدد منها على المتظاهرين أمام مسجد عمر مكرم فى حين وصل إحداها إلى ميدان التحرير،مما دفع المتظاهرين إلى التجمع عند ميدان التحرير .
وقام المتظاهرين على أثرها بإلقاء المولوتوف والألعاب النارية الزجاجات الفارغة على قوات الأمن المركزي، وهو الأمر الذي أدى إلى إشعال النيران بسيارتين خاصين بالأمن المركزي لتلاحقهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع على كورنيش النيل وشارع عمر مكرم وتبدأ بذلك عمليات الكر والفر بين الطرفين .
تصاعد المناوشات
واستمرت المناوشات بين الأمن المركزي والمتظاهرين طوال فجر اليوم الخميس 13 سبتمبر والتي أسفرت عن إصابة 13 متظاهراً، وضابطين، و11 جندياً، وحرق سيارتين شرطة
وحاول عدد من المتظاهرين في الساعات الأولى من الصباح تحطيم أحد عربات الأمن والتي تصادف مرورها بالميدان خلال الاشتباكات، كما أغلق المئات من المتظاهرين جميع مداخل ميدان التحرير، باستخدام الحواجز الحديدية ومنعوا مرور السيارات والتي استمرت قرابة ساعة.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة مع تزايد عدد الإصابات والتي وصلت إلى 70 شخصا حتى كتابة هذا التقرير، ولعل عدم وجود موقف رسمي واضح ورادع من الإدارة الأمريكية ورؤساء الدول الإسلامية تجاه من قاموا بذلك الفعل ،يقف وراء اشتعال الغضب الشعبي الذي بدأ من مصر مرورا بليبيا واليمن دون أن نعلم إلى أين سيصل الأمر ، طالما لا يجد الماء الذي تهدى لهيبه و تطفئ ناره .