بعد قرار وزارة التربية والتعليم بزيادة رواتب المعلمين بالمدارس الحكومية, شعر العديد من أولياء الأمور بالأمل في أن تصبح هذه الزيادة مصدراً كافياً لحياة المُعلم تجعله يستغني عن الدروس الخصوصية والتي تُشكل عبئاُ كبيراً على دخل الكثير من الأسر بالإضافة لكونها عنصراً اساسياً لتشتت أوقات الطلاب ما بين المدرسة والدروس.
فيقول رضا الشاعر -مدرس لغة فرنسية- أن الزيادة الأخيرة لرواتب المدرسين شيئ لا يُذكر, كما أننا لا يمكن أن نعتبرها زيادة بالمعنى الحقيقي ولكن يمكن اعتبارها بمثابة "إرضاء" لفئة المُعلمين خاصة بعد زيادة معظم العاملين بالدولة .ويضيف "لن أتكلم عن مواجهة الدروس الخصوصية مادام المُعلم مُهان داخل فصله وداخل كيان المدرسة, ولذلك قررت أغلبية مدارس الجمهورية بدءاً من مدارس السويس الاعتصام أمام وزارة التربية والتعليم في اليوم العاشر من الشهر الجاري للمطالبة بتغيير جذري داخل منظومة التعليم وتفجير ثورة لغصلاح التعليم , بالإضافة للمطالبة بإعادة الأخلاقيات المتبادلة بين الطلاب والمعلم وولي الامر".
الزيادة لا تكفي
بينما يقول عبد الرحيم شحاتة -مدير مدرسة ومدرس لغة عربية أول- " مرتبي كمدير مدرسة لا يتعدى 2030جنيها وهذا بالتأكيد لا يكفي تغطية مصاريف البيت ولا الأولاد ولا العلاج الذي لا أجده دائماً بنقابة المُعلمين واحصل عليه من الخارج أضعاف ثمنه, وبالتالي زيادة 300جنيه على مرتبي لا يضيف شيئا, ولا يغنى من الاستغناء عن الدروس الخصوصية" ويضيف "كي يتم مواجهة الدروس الخصوصية لا بد من اهتمام الحكومة بالمنظومة التعليمية ومراقبة المعلمين بصورة منتظمة ..ويتساءل "كيف لي وحدي كمدير مدرسة أن أراقب 130مُعلما ؟! فلو كان هناك اهتمام برواتب المُعلمين واهتمام بمنظومة التعليم داخل المدارس لأهتم كل مُعلم بعمله داخل المدرسة ولن يلجأ الطالب للدروس الخصوصية بالخارج"
الاهتمام بالحكومي والخاص
ويستنكر محمد فتحي – مدرس رياضيات بإحدى المداس الخاصة- اهتمام الحكومة ووزارة التعليم بالمُعلمين داخل المدارس الحكومية فقط وإهمالهم للمُعلم داخل المدارس الخاصة قائلاً" مرتبي لا يتجاوز الـ400جنيه وأعمل أكثر من أي مدرس بالمدارس الحكومية, فلما الاهتمام بهم دوننا ؟!" ويؤكد" إذا أرادت وزارة التعليم مواجهة الدروس الخصوصية فلابد لها من الاهتمام برواتب كل من المدرس الحكومي والخاص ,فلكي أوفر احتياجات البيت والأولاد الأساسية اعمل أكثر من 18 ساعة إجباري في الدروس الخصوصية, وهذا بالطبع شيئ لا يرضينى فإذا توفر لدى مرتب يكفيني سأستغني في الحال عن الدروس الخصوصية".
تغيير منظومة التعليم
ويوضح محمد شكشك -مدرس لغة انجليزية- أن قرار زيادة رواتب المُعلمين بنسبة 15% قرار غير مُجد, فلكي يستطيع المُعلم أن يعيش بمرتبه فقط والاستغناء عن الدروس الخصوصية يجب ان يبدأ راتب المُعلم من 3000جنيه وينتهي حسب وضعه الوظيفي, وذلك لنستطيع أن نطالب المعلم بالتزاماته المدرسية ويكون راضيا عن مكانه كمدرس بالمدرسة. ويضيف" مواجهة الدروس الخصوصية لا تكمن في زيادة رواتب المُعلمين فقط, بل بتنظيم العملية التعليمية داخل الفصول بخفض عدد الطلاب إلى 35 طالبا فقط بدلاً من عدد الطلاب المجهول الذي يتجاوز أحياناً الـ90 داخل الفصل الواحد, فنحن لا نحتاج لترفيه المدارس بأجهزة الحاسب الآلي وبتغيير طلاء الفصول بقدر ما نحتاج لتنظيم قوى داخل المدارس وخفض الطلاب ليتمكنوا من الاستيعاب جيداً بدلاً من اللجوء للدروس الخصوصية".