عندما يكون جسد الأنثى سُلمًا يصعد عليه كل آثم، وعندما يصبح خدش الحياء ميثاق لإثبات الذات، عندما تصبح" الرجولة"مبدأ ثقيلاً في نفس كل شاب.. إذًا  "فقل على الدنيا السلام"… وبعد تعرض الكثير من الفتيات للتحرش على مرأى ومسمع العامة الذين لم يجرؤا على الدفاع عنهن، رأت "شبكة رصد الإخبارية" ضرورة عرض بعض صرخات الفتيات للتعبير عن مدى آلامهن.

فتقص س.م حكايتها كالآتي " تعرضت للتحرش أكثر من مرة وكلها كانت باليد مرات رأيت من قام بهذا الفعل ومرات أخرى لم أره آخر تلك المرات أثناء ذهابي لشراء ملابس قبل أحد الأعياد وعندما حاولت التملص من ذلك الشخص رأني أحد الباعة وعنفه ثم نظر لي نظرة لم أنساها، نظرة من وجد صيدًا سهلاً ولكنه تراجع عندما بكيت ومن يومها وأنا أحاول قدر الإمكان تجنب أماكن الازدحام في الأعياد وفي الأماكن العادية في شوارع العاصمة حتى أني بدأت أكره ذلك الجسم الذي جلب لي الذل والمهانة".

تحرش على الملأ

فيما تحكي أ.ع عن الموقف التي تعرضت له قائلة "عند خروجي أنا وزميلاتي من الدرس، فوجئنا بمجموعة من الصبية الذين لم يتجاوزوا الثانية عشر من عمرهم يستوقفوننا ويتحرشوا بنا فجرينا وصرخنا ولكن ما من مغيث من المارة ,ولكننا في آخر الأمر استطعنا الهروب فرأيناهم من بعيد يفعلون نفس الأمر مع فتاه أخرى أمام الجميع ولم يتحرك أحد".
ثم تضيف قائلة  "نفسي أفهم ليه الناس بقت كده .. يعنى ينفع يحصل كل ده قدامهم ومحدش يتحرك؟! هل لو بنتهم في الموقف ده هيسكتوا فعلاً "

الصمت بداية

بينما تستنكر ش.م سؤالى عن كونها  تعرضت للتحرش من قبل فقالت:
"تعرضت للتحرش؟! سؤالك يثير السخرية فأنا كأنثى أتعرض للتحرش طوال الوقت سواء بالنظرات أو الكلمات او حتى بالإيحاءات المعروضة طوال الوقت علي التلفاز فتراني دائمًا ثائرة على كل الرجال، منذ أيام رأيت حالة تحرش ,وعندما ثرت وتوجهت إلى ذلك الشخص وعنفته  وتجمع حولي عدد من الأشخاص وجدت آخر من أتوقع هي من تعنفني لتزيل عن نفسها الشبهة (المرأه ضحية التحرش) ومن يومها أدركت إذا  كان المتحرش الأكبر يساعده المجتمع في فعلته بتجاهلهم فالمتحرش الأصغر هو المرأة نفسها بصمتها".

لم أجد من يحميني

بينما تقول ن.ع " تعرضت للتحرش مرات عديدة خاصة أثناء خروجي من المدرسة فدائمًا ما كنت أسرع خطواتي للوصول إلى المنزل بأمان فمعظم الشباب يقفون أمام مدرستنا (مدرسة بنات) للمعاكسة والتحرش، وعندما حاول أحدهم أن يلمسني وجدت أمامي معلمي فاستنجدت به ولكنه خاف الاقتراب من هؤلاء الأولاد وأعطاني نصيحه بالإسراع إلى المنزل ثم رحل وكنى لم أستطع الهرب وبالفعل تعرضت للتحرش من أحدهم وقمت أنا بالدفاع عن نفسي عن طريق ضربه ومن يومها وأنا أحمل معي آلة حادة لحمايتي إذا ما احتجت اليها"

الأخلاق وليس الأزياء

وعن م.س تقول "كنت أعتقد قديمًا أن السبب هو زي الفتيات التي ما تستخدمه لإغراء الرجال لذلك اخترت لنفسي زى يخفي كل جسدي (إسدال) لأتجنب التحرش ولكن في أحد الايام أدركت أن المشكله تكمن في الأخلاق وليس الأزياء  عندما قام شخص بلمس جسدي وقتها قررت ألا أتصرف بسلبية تجاه هذا الموقف وتوجهت لأحد أقسام الشرطة وعندما وصلت تراجعت وأنا أفكر ماذا سيقول الناس عني.