الشيخ "عثمان السمان" هو أحد قيادات الجماعة الإسلامية، من الذين تم الإفراج عنهم مساء الأربعاء الماضي في قضية "العائدون من أفغانستان" والمعروفه إعلاميًّا بقضية قلب نظام الحكم أثناء حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
ذهبت كاميرا شبكة "رصد" الإخبارية لمنزله وعمل حوار معه لمعرفة تفاصيل القضية كيف تم القبض عليه وكيفية الإفراج عنه وأسرار أخرى خاصه بأمن الدولة وعلاقة السمان بالجماعة وببعض الرموز والشخصيات الهامة.
بداية متى تم إنتماؤك للجماعه ولماذا؟
انتميت للجماعه الإسلاميه منذ 33 عامًا تقريبًا لممارسة الطريق الدعوي والعمل الخيري بمحافظات المنيا وبني سويف وأسيوط وسوهاج وطباعة الكتب الإسلامية مثل: "حكم الدين في الحجامة والأغاني والحجاب" وكتب أخرى وقد تم انضمامي للجماعة عن طريق الشيخ كرم زهدي.
ما هي المشكلات التي واجهت الجماعة الإسلامية في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس المخلوع حسني مبارك؟
– كان أبناء الجماعة الإسلامية يعانون من تضييق الخناق عليهم من أنظمة الحكم طوال 62 عامًا منذ عهد عبدالناصر وحتى مبارك وخاصة عندما حاربنا التيار الشيوعي في السبعينيات في عهد السادات ومهاجمة نظام السادات السياسي لرجال الجماعة وتضييق الخناق على التيار الإسلامي بعدما استهزأ بالحجاب واصفًا المحجبة "بالخيمة" وقوله "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة" ومهاجمة مساجد الدعوه فضلاً عن اقتحام منازلنا والتهجم على عائلات أعضاء الجماعة والقبض على أي فرد له صلة بشخص منتمٍ للجماعات الإسلامية.
وبعد معاهدة السلام أصدرنا بيانات كثيرة للتنديد بالتوقيع وأعلنا رفض معاهدة السلام وإدانتها وقمنا بتنظيم ندوات بجميع الجامعات المصرية لإدانته معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعدها أصدر السادات قانونًا يسمى "التحفظ" للقبض على أعضاء الجماعة الإسلامية ورموز التيار الإسلامي وقد تم اعتقال 37 ألف عضو بالجماعة الإسلامية من بينهم الدكتور ناجح إبراهيم والأخوين طارق وعبود الزمر والمهندس أبو العلا ماضي.
لماذا حاربت الجماعه التيار الشيوعي بمصر؟
كنا نهاجم التيار الشيوعي لإقامتهم للمسارح والندوات التبشيرية والحفلات مما اضطر اعضاء الجماعه للتعامل معهم بالقسوة وللجماعات الإسلاميه الفضل بعد الله في القضاء على التيار الشيوعي وانتشار الشيوعية في مصر.
كيف تم اعتقالك للمره الأولى وكيف كان يتم التعامل معكم أثناء فترة الاعتقال؟
تم احتجازي بسجن القلعة ثم ترحيلي لـ "لاظوغلي" وليمان طره فكنت بحبس انفرادي في سجن القلعة وكان هناك تضييق شديد على أسر وأقارب الجماعات الإسلامية في زيارات السجن وإهمال شديد في تقديم الخدمات التعليمية والصحية لأبناء وأقارب وأيضًا أعضاء الجماعة أنفسهم من السادات حتى مبارك وبخاصة ممن يسكنون الصعيد إلا إن الرأي العام في عهد السادات كان يطالب بالإفراج عن معتقلي الجماعة.
ما هي حقيقة الجناح العسكري للجماعه وما هي أهدافه؟
في الحقيقة لم يكن هناك جناح عسكري بالمعنى المفهوم ولكن التضييق الذي حدث على أبناء الحركة الإسلامية هو الذي اضطر الجماعة إلى الجهاد وحمل السلاح وقد تم تحويلنا للمحاكمة في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 وكنا حوالى 303 أشخاص وكان سبب هذا قرار "التحفظ" الذي اتخذه السادات لإجهاض معارضيه وكانت التهم "قلب نظام الحكم" وبالرغم من السماح بتكليف محامين للدفاع عنا إلا إن نظام السادات أجبرنا على الجهاد وحمل السلاح نتيجة إهانة أسرنا واقتحام منازلنا وتشريد وتعذيب والتضييق على أسرنا وأقاربنا بلا أي ذنب وقد تم إصدار 100 حكم إعدام لأعضاء الجماعة وتم تخفيفهم إلى السجن بين 10سنوات و25سنة فضلاً عن تعرضي للاعتقال التحفظي لمدة شهور بدون تهم فنظام السادات فرض علينا حمل السلاح نتيجة تصرفاتهم المفجعة.
هل كان للنظام المصري دور خفي في دعم المجاهدين؟
نعم؛ فالرئيس الراحل أنور السادات رغم محاربته للجماعات في مصر إلا إنه كان يرسل الأموال والسلاح للجماعات الجهادية في باكستان وأفغانستان، والنظام المصري أول من أرسل الأموال والسلاح لدعم المجاهدين في عهد السادات وكان يحث الدول العربية على التبرع بالمال والسلاح للمجاهدين في هذه الدول وقام بإرسال شحنة أسلحة لمدينة "حكمت يار" في باكستان وأرغمنا على حمل السلاح بسبب مواقفه ضد الجماعة الإسلامية بأوامر أمريكية التي كانت تقف بجانب المجاهدين في أفغانستان حتى قبل أحداث 11سبتمر.
كما أن جهاز أمن الدولة أيضًا كان يرغم أعضاء الجماعة للسفر للجهاد خارج مصر في أفغانستان كما فعل مع الدكتور أيمن الظواهري والذي غادر إلى أفغانستان من مطار القاهرة الدولي بعلم من قيادات أمن الدولة بجواز سفر يحمل اسمه وكان قيادات أمن الدولة يعرضون علينا الذهاب للجهاد ويقولون لنا "اللي عايز يروح يجاهد يروح أفغانستان!" مشيرًا إلى أن جهاز أمن الدولة "المنحل" هو من أجبر الشيخ الأسير الدكتور عمر عبد الرحمن للمغادرة للجهاد في السودان بعد حبسه في منزله في مصر لمدة عامين ثم من السودان لأمريكا لذلك أرغمنا أمن الدولة بسبب التضييق علينا في مصر واستغلال التضييق في عرض السفر للخارج علينا.
كيف تم القبض عليك في قضية العائدين من أفغانستان؟
تم الحكم عليّ غيابيًّا في هذه القضية 5 سنوات عام 1992 وكنت في اليمن في هذا الوقت ولم أكن مشاركًا في هذه العملية وفوجئت بوجود اسمي ضمن قائمة المتهمين التي تضم الشيوخ محمد شوقي الإسلامبولي ورفاعي أحمد طه ومصطفى حمزة وأنا عثمان خالد إبراهيم بكر السمان وكان مكتوب الشهير بـ"شهاب الدين"ولست أكنى بشهاب الدين لكني مشهور بأبو إسلام وقد اعترف لي ضباط أمن الدولة شخصيًّا بأن هذا الحكم لا يخصني وهو حكم ظالم لا يخصك وهذه من فضائح النظام السابق كانوا يأخذون الناس بالباطل دون ذنب.
كيف تم تسليمك في اليمن للسلطات المصرية؟
عندما كنت في اليمن بعد معرفتى بالحكم كان الرئيس علي عبد الله صالح قد وشى بنا عبر قيامه بالاتصال بأحد قبائل مدينة "صدعة" اليمنية التي كنت بها وقال له لديك شخص يدعى عثمان خالد إبراهيم السمان أريده في القصر الجمهوري بعد خمس دقائق؛ حيث كان هناك تواصل بين الجماعة الإسلامية في مصر والرئيس اليمني السابق عبر مشايخ القبائل وكان من المفترض أن نقضي فترة معينة في اليمن ثم نغادر لبلاد أوروبا تحديدًا لبريطانيا أو ألمانيا ولكن بعد فترة تقدر بالست سنوات تم اعتقالي بالأمن السياسي لمدة 6أيام تحت الأرض وبعد مفاوضات ومعرفة أن هناك خطأ في الكنية الخاصة بالاسم تم إخلاء سبيلي قبل أن يوشى بي عن طريق اتصال بين الرئيس علي عبد الله وشيخ القبيلة التي كنت بها؛ حيث استعلم عني صالح وطلب مقابلتي وذهبت للقصر الجمهوري باليمن وجدت رجال الحرس الجمهوري ينتظروني بالسلاح ثم تم تسليمنا للأمن المصري وهو ما تم بعد خديعة النظام اليمني لنا.
لماذا قام النظام اليمنى بخداعكم وتسليمكم للأمن المصري؟
تم تسليمنا بعد أحداث 11 سبتمر إرضاء لأمريكا التي أعطت ظهرها للجهاديين بعد أحداث برج التجارة العالمي رغم أن نشاطنا دعوي فقط وكان هناك أمر من أمريكا بتسليم أفراد الجماعة الإسلامية لذلك تمت خديعة النظام اليمني لنا، وتم ترحيلنا بأوامر أمريكية خاصة وأن الحكام العرب يقدمون لأمريكا الولاء والطاعة في كل شيء وقد حضر الرئيس اليمني للقاهرة في زيارة دبلوماسية وبعد زيارته بيومين للقاهرة كنا مرحلين للمخابرات ثم لجهاز أمن الدولة المصري.
كيف تعامل معكم جهاز أمن الدوله بعد تسليمكم؟
منذ الوهلة الأولى لي في جهاز أمن الدولة كنت أسمع صراخ السيدات يعذبن على أيدي ضباط مصريين بطريقة شديدة ثم جردوني من ملابسي وقيدوني من يدي وقدمي ووضعوا عصابة علي عيني وألقوا بي في غرفة أشبه "بالحمام" لا يوجد بها إضاءة ولا هواء وكنت أنام على بطانية واحده أنام علي نصفها وأغطي نفسي بنصفها الآخر بخلاف فتح المياه 24ساعة عليّ وكنت أسمع آلام لأطفال في سن 14-15عامًا يبكون من شدة التعذيب ولا أعلم ماذا فعلوا ليأتوا بهم إلى هنا وأصبنا بكثير من الأمراض وجلسنا عامين في حبس انفرادي وظل التحقيق معي 7شهور بدون توجيه تهمة معينة.
هل كان للإعلام المصرى دور في تشويه صورتكم في هذه القضية؟
الإعلام المصري منذ عهد الرئيس الراحل عبد الناصر وحتى مبارك مسيس يقوم على تشوية الجماعة الإسلامية وكان لمجلة "روز اليوسف" في هذه القضية دور كبير في تشويهي عندما كتبت في عدد لها عام 1992 أنني والشيخ مصطفى حمزة نملك أكبر حقل لزراعة "الهيروين" بأفغانستان علي الرغم أني لا أعلم إذا كان هذا النبات "يتاكل أو يتشرب" وأننا نمول من الخارج وأننا متطرفون ومتشددون وأدرس حاليًّا رفع قضية رد شرف على المجلة نظرًا لأن الإعلام المصري منذ عبد الناصر وحتى مبارك مسيس يقوم على تشوية الجماعة الإسلامية.
هل كانت هناك علاقه شخصية بينك وبين أسامة بن لادن؟
نعم؛ قابلته وتعاملت معه وهو رجل يمتلك الكثير من الأموال وليس كما يصوره الإعلام الذي شوه صورته أمام جميع بلدان العالم وكان يحب مساعدة المحتاجين والفقراء وكان له نشاط خيري ودعوي كبير لكن نظرًا للتضييق الذي حدث عليه أيضًا في كثير من بلدان العالم بأنه إرهابي ومتطرف خاصة بعد 11سبتمبر، ذهب لأفغانستان لمساعدة المجاهدين كما كان العالم كله يقف لمساعدة المجاهدين الأفغان برعاية أمريكية وكان في مقدمة الزعماء العرب أنور السادات كما أشرت، لكن استغلت أمريكا هذا الحادث في 11سبتمبر لتشويه المجاهدين بعد ما كانت تسمح للعالم بمساندة المجاهدين الأفغان ضد روسيا.
ما رأيك في الثورة المصرية؟
الثورة المصرية المباركة جاءت بتدبير من الله لرفع الظلم عن الشعب المصري وكنت أشاهد عبارة "الشعب يريد إسقاط النظام" وأنا لا أزال في السجن وكنت أتمنى المشاركة في الثورة التي شعرت بأن شبابها أعطونا حقنا وكنت أتمنى الخروج في مظاهراتها كما كنت أتمنى من المجلس العسكري أن يخرجنا من السجون والمعتقلات مباشرة بعد الثورة ولكن كان هناك بعض من فلول النظام يعتقدون أن الثورة ستسقط وأننا لن نري النور مرة أخرى وكان مسموح لي بمشاهدة التلفاز وكنت أتابع أحداث الثورة على الفضائيات لكن كان لا بد أن نخرج من السجون والمعتقلات لحظة سجن المخلوع وأعوانه فمن غير المعقول أن يجتمع الظالم والمظلوم في مكان واحد.
ما رأيك في الرئيس محمد مرسي؟
كنت أؤيد الدكتور محمد مرسي من الجولة الأولى وكنت واثقًا في فوزه والله وفقه في التمكين على الأرض لكني أوجه له رسالة بضرورة استغلال زيارته لأمريكا للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن من المعتقلات الأمريكية.
ما هي الرساله التي توجهها للتيار الإسلامي والتيار الليبرالي؟
رساله للتيار الإسلامي: " عليكم بالثبات والتعاون بعضكم مع بعض ولا تتشتتوا".
رسالة للتيار الليبرالي: "التيار الليبرالي والعلماني شارك في الثورة كالجماعات والإخوان وعليهم أن يتقربوا للإسلاميين وأسأل الله لهم الهداية وعليهم ألا يطلقوا الشائعات ويتحروا الدقة في كل شيء فالتيار الإسلامي أحرص الناس على الاستقرار لكل الأطياف".