استيقظ الشعب المصري الجمعة الماضية على هجمة إرهابية جديدة في شمال سيناء أسفرت عن مقتل 26 من القوات المسلحة وإصابة 40 آخرين؛ من بين ضحايا الجيش العميد أحمد المنسي قائد قوات الصاعقة، ما أثار جدلًا واسعًا؛ بسبب وجود وحدات الصاعقة في هذه المنطقة، وفقًا لصحيفة «ميدل إيست مونيتور».
تضيف الصحيفة أن بيان الجيش تغيّر بعدها بقليل ولم يذكر الأشياء الواردة في البيان الأول بشأن التفجير الانتحاري، وأكد مقتل 40 «تكفيريًا» من بين المهاجمين لقوات الجيش، ثم سُرّب تسجيل صوتي للعميد «المنسي» وهو يطلب المساعدة للوحدة التي دُمّرت وهو يقول إن «الأرض أرضنا وإما أن نجلب العدالة للشهداء أو نموت مثلهم».
سرعان ما انتشر هذا التسريب الذي أذاعته قنوات تلفزيونية تابعة للدولة، وتسبب في سخرية عديدين، مؤكدين أن هذا الفيديو مزيف؛ بسبب استخدامه شعار المتظاهرين في التحرير «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» في مطالبة لمحاكمة قتلة المتظاهرين في ثورة يناير.
تلفت الصحيفة إلى بدلًا من التعاطف مع المنسي مثلما توقع أعضاء الجيش الذين زيفوا هذا التسجيل، بدأ مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي في السخرية بشأن تفكير الجيش المصري؛ حينها لم يملك المتحدث العسكري سوى إنكار مصداقية هذه التسجيلات.
تضيف الصحيفة: «بين تضارب البيانات العسكرية التي تلفت إلى هجمة انتحارية وهجمة عسكرية قام بها تنظيم الدولة وأعلن مسؤوليته عن التفجير في بيان، نستمر في التساؤل: كيف يمكن تدمير وحدة صاعقة تمامًا؟».
توضّح الصحيفة أنه من المعروف أن قوات الصاعقة أكثر وحدات الجيش تدريبًا ومهارة، وهو ما يقودنا إلى استنتاج أن المقاتلين المصريين غير مدربين وليست لديهم مهارة لمواجهة مثل هذا الهجوم؛ على الرغم من حقيقة استمرار الاعتقاد بأن الجيش المصري لديه أفضل الجنود.
تتساءل الصحيفة: «كيف يمكن اعتبارهم أفضل جنود في الوقت الذي يُقتلون فيه شبه يوميًا على أيدي منظمة إرهابية بها قرابة 3500 عضو فقط، وفقًا لبيانات الجيش؟ على الرغم من أن الجيش المصري أيضًا أكد قتله لما يقرب من خمسة آلاف مقاتل تابع لتنظيم الدولة».
تؤكد الصحيفة أنه نظرًا لقلة الشفافية بشأن هجمات سيناء، بسبب رفض الجيش وجود مراسلين حربيين لتغطية الأحداث هناك؛ يعتمد الجميع بشكل كلي على التصريحات الصادرة من المتحدثين عن القوات المسلحة.
إضافة إى ذلك، بسبب التشكيك في كثير من التصريحات الرسمية، توقّع أشخاص أن هذه الوحدة كانت في بنغازي بجانب قوات حفتر، بدعم عسكري من السيسي؛ خاصة أنه قبل أيام من هذه الهجمة نقل موقع ليبي مقتل قائد لقوات الصاعقة وسربه بالكامل، لكن لم يؤكد أي شخص هذه المعلومات حتى الآن؛ على الرغم من تداولها بكثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تلفت الصحيفة إلى أن هذه الهجمة بالتحديد تمكّنت من جذب انتباه المصرين؛ نظرًا للعدد الكبير من الضحايا، واعتبر البعض أن الجيش بدا في حالة ضعيفة ومنهزمًا بعد أن كان مصدر فخر للشعب المصري؛ إلا أن تدخل القوات المسلحة في الحياة العامة المصرية والاقتصاد والسياسة تسبب في إضعافه، وبدأ في خسارة مكانته؛ خاصة بعد إنتاجه «المكرونة والمخلل وكعك العيد» بدلًا من الطائرات الحربية والدبابات.
اعتبرت الصحيفة أن الوضع الحالي للجيش المصري سيئ، خاصة بعد إرسال السيسي القوات المصرية للمشاركة في معارك لا علاقة لها بالدولة؛ حيث أرسل قادة طيران إلى سوريا وقوات في ليبيا، ومؤخرًا أرسل قوات إلى قاعدة عسكرية في البحرين.
تضيف الصحيفة أن السيسي يعرّض الجيش إلى الخطر بعد التخلص من كل القيادات الوطنية واستبدالهم بتابعين له لكي يضمن ولاءهم لقيادته، وليس لمصر، وهنا يكمن الخطر في حالة استمراره في حكم مصر؛ فهل سيظهر قائد آخر لينقذ مصر من الهزيمة؟