نجح التمويل الإسلامي داخل السوق المصري وأسواق الدول العربية والإسلامية وحقق قفزات هائلة خلال المرحلة الماضية نظرًا لتعدد أنشطته ومجالاته وسهولة التعامل من خلاله واطمئنان العملاء وارتياحهم لحالة الأمان وخاصة في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أهمية وأمان التعامل بالنظام الإسلامي مقارنته بالنظام التقليدي الربوي؛ حيث يعتمد التمويل التقليدي على قروض للمتعاملين واجبة الرد بسعر فائدة محدد مسبقًا بغض النظر عن نتائج أعمال المقترض بعكس التمويل الإسلامي الذي يعتمد على المشاركة في رأس المال وتحقيق العدالة الاجتماعية وعدم تكدس الثروات وأهمية ومستقبل التمويل الإسلامي جاءت على هامش مؤتمر الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي تحت رعاية وزارة التخطيط وكان لـ"شبكة رصد الإعلامية" هذا التحقيق.
أدوات وآليات للتمويل الإسلامي
د محمد البلتاجي، الخبير المصرفي ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية، يرى أن حجم الاستثمارات الإسلامية في العالم تقدر بـ 2 تريليون دولار موزعة بين 60 دولة في العالم وأن التمويل الإسلامي في مصر هو السبيل الوحيد للتنمية ويرى أن احتياج السوق في مصر يتطلب التمويل الإسلامي ويوجد أدوات وآليات للتمويل الإسلامي مثل المشاركة المتغيرة؛ بحيث يكون هناك مشاركة في الربح أو الخسارة وكذلك بيع السلم وهو بيع شيء بثمن معجل وكذلك المضاربة وهي صيغة استثمار ألأموال في الفقه الإسلامي والتأجير عقد يتيح للعميل تأجير شئ لفترة معينة والانتفاع به ثم تملكه وكذلك نظام المرابحة.
تمويل مشروعات طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل
د كوثر ألابجي، نائب رئيس جمعية التمويل الإسلامي، تري ضرورة التدريب وتعريف التمويل الإسلامي وكيفية حل مشاكله ومعوقاته لأن التمويل الإسلامي يساعد بشكل كبير في تمويل المشروعات طويلة الأجل ومتوسطة الأجل وقصيرة الأجل وبالتالي هناك أهمية لوجوده كعنصر هام في المجتمع مع التمويل التقليدي والاثنان يعملان جنبًا إلى جنب ومن ثم المواطن وحده هو الذي يحدد من يقدم له الخدمة بطريقة أفضل وبشكل يشعر من خلاله بتقديم خدمة أفضل وكذلك عدم شعوره بأي نوع من أنواع الربا.
مشاهدة رؤيا المؤتمر
مصطفى محمد مدير القطاع الإداري بإحدى الشركات أكد أنه حضر ليشاهد ما يدور ويتعلم المزيد حتى يقرر مستقبل الشركة التي يعتبر حجم استثماراتها 1.3مليون دولار.
وأضاف أن خطة شركته تعتمد على مشاهدة الرؤيا لمؤتمر التمويل الإسلامي.
الصكوك الإسلامية كأداة للتنمية أفضل من السندات
د شهاب مرزبان، عضو مجلس إدارة الجمعية، يرى أن الصناديق الاستثمارية بالشكل الإسلامي هامة جدًّا لأنه يقول إن حوالي 85% من استثمارات الصناديق في الخليج تكون في الصناديق الإسلامية لذا يرى بضرورة تطبيق هذه الصناديق في مصر لأن وجودها يؤدي إلى شعور بالأمان.
وأضاف الخبير المالي أحمد النجار أن الصكوك الإسلامية كأداة للتنمية أفضل كثيرًا من السندات ويرى أن لها أهمية كبيرة في تمويل المشاريع متوسطة الأجل وطويلة الأجل على نمط المشروعات المساهمة.
الوقف والزكاة أدوات إسلامية هامة للتنمية
د. يوسف إبراهيم، مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي- جامعة الأزهر، يرى أهمية الوقف لأن الوقف الإسلامي لا يدخل فقط في بناء المساجد ولكن يدخل في كل مجالات الحياة ويرى سواء اجتماعية آو تنموية وصحية مثل مستشفى 57357 ويرى أنه يمكن تنمية سيناء مثلاً من خلال الوقف الإسلامي.
الزكاة إحدى أدوات التنمية
د. عصام أبو الحسن، أستاذ ورئيس قسم المحاسبة بجامعة الأزهر، يرى أن الزكاة أداة مجتمعية هامة للتنمية من خلال المقاصد المختلفة في المجالات المختلفة للحياة ويرى أن للزكاة ثماني أسهم يؤخذ منهم سهمين وهما زكاة للفقراء والمساكين ليس من أجل إطعامهم ولكن من أجل إغنائهم حتى يصبحوا قادرين على دفع الزكاة بعد استخدام أموال الزكاة في مشاريع قصيرة الأجل لهولاء الأشخاص ثم يتحولوا إلى أشخاص قادرين على دفع الزكاة للأشخاص آخرين يحتاجوا تلك الأموال في مشاريعهم التي تحتاج أدوات تمكنهم من العمل.
مطلوب تشريعات
وليد قنديل، خبير قانوني متخصص في قضايا التمويل الإسلامي، يري أهمية وجود تلك التشريعات بحيث تضمن عدم عمل البنك الإسلامي لأي نشاط من أنشطة البنوك التقليدية ويكون هناك رقابة على ذلك من البنك المركزي وكذلك رقابة داخلية على مستوى المؤسسة نفسها ويجب اتباع البنوك أحكام الشريعة الإسلامية.
د. سامح الشاذلي، مستشار وزير التخطيط والتعاون الدولي، أكد أن التمويل الإسلامي يعتبر نوعًا هامًّا جدًّا للتمويل في الاستثمار حتى ننهض بالاقتصاد المصري ونحن نشجع هذه النوعية من الاستثمارات التي تضمن نهضة وتنمية للاقتصاد المصري.