أخذ الشارع المصري والساسة يراقبون أداء حكومة قنديل عقب تشكيلها وخصوصا في القضايا التي وعد الرئيس مرسي بتنفيذها في أول مائة يوم، ووجد المواطنين رئيس الوزراء هشام قنديل يقوم بجولات ميدانية دون مواكب تعطل المرور وفي أوقات غير معتادة ولأماكن لم يكن يذهب إليها حتى المحافظون من قبل.
فهل هذه الطريقة في إدارة شئون البلاد تلقى استحسان المواطنين؟ وما مدى فعاليتها في مواجهة أزمات المرور والأمن والخبز ومعظم المشاكل التي وعد الرئيس بحلها في أول مائة يوم؟
سياسة مؤثرة لحد ما
ويرى المهندس أحمد فكري أن جولات رئيس الوزراء مهمة جدا؛ حيث إن المسئولين عندما يشعرون أن هناك رقابة مستمرة ومفاجئة سيعملون بكفاءة أكثر خوفا من العقاب وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة، مؤكدا على أنه شعر بتحسن ملحوظ في المترو واختفاء الباعة الجائلين والمتسولين من شوارع وسط المدينة بالإضافة إلى عودة رجال الشرطة.
نجاح للثورة وشعور بالمواطنين
ويضيف محمد عبد المنعم، أن هذه الجولات تعتبر تغير واضح في إدارة شئون البلاد فحينما يرى المسئولين، هذه الجولات فسيقوموا بتقليده وسيحذون حذوه مما سيؤثر بالإيجاب على المواطن البسيط، مشيرا إلى أن هذا النمط الجديد في الإدارة نجاح للثورة حيث الحكومات التي تسعى لإرضاء المواطن وليس الرئيس.
ويقول عبد المنعم: "أذكر من ينتقد هذه الجولات بحكومات النظام البائد، التي كان رئيس الوزراء فيها يسكن في برج عاجي ولا يعرف مشاكل الناس على أرض الواقع ويكتفى بالتقارير التي دائما ما تبعد عن الحقيقة والواقع".
شو إعلامي
أما حسين حماد، مدير عام بإحدى الشركات الكبرى، فيرى أن هذه الجولات ليست هي الطريقة المناسبة وأن مهمة رئيس الوزراء هي وضع السياسات والبرامج الإصلاحية، وإن كان لا بد من هذه الزيارات فليقم بها الوزراء أو المحافظين أو رؤساء الأحياء، مشيرا إلى أنها شو إعلامي؛ حيث لا تتم بالتنسيق مع الوزراء.
المهم ثمار الزيارة
ومن جانبه يرى ممدوح إسماعيل، نائب مجلس الشعب السابق، أن جولات الدكتور هشام قنديل الميدانية بادرة طيبة تدل على حسن التعامل مع الواقع ولكنها ليست إيجابية بالمعنى الذي يناسب رئيس الوزراء ومكانته، فمهمة رئيس الوزراء أكبر من هذه الجولات وعليه أن يقوم بمراقبة الوزراء.
ويشير الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد والنائب الأسبق في البرلمان، أن موضوع الزيارات الميدانية ليست بدعة والمهم هو الرؤية الإصلاحية فالرئيس المخلوع في أول عهده قام بمجموعة بالزيارات وكان منها دائرتي في شبرا الخيمة ولكن لم تكن تصحبها برامج للتنمية لذلك تم خلعه بثورة شعبية في النهاية.
ويضيف زهران قائلا "إذا كانت زيارات قنديل تتم بالتنسيق مع الوزارات وذات رؤية وهدف إصلاحي فستؤدي إلى التعرف على المشكلات على الطبيعة وحلها بأسرع وقت ممكن، أما إذا كانت بلا رؤية وهذا ما اعتقده فلن تؤتي ثمارها وستكون مجرد شو إعلامي".