بلطجية أوبلاطجة أوشبيحة لفظ ومعنى يتكرر بنفس اللغة على اختلاف اللهجات شاع استخدامه فى الثورات العربية لكنه فى حقيقة الأمر اسلوب متبع من قبل هذه الأنظمة على مدار عقود طويلة فهو التطور الطبيعى للحكم المستبد الذى يتحول تدريجيا الى حكم تشكيل عصابى مستعد للدفاع عن مناطق نفوذه بكل الوسائل الممكنة ، فالعلاقات المباشرة بين البلطجية وقادة البلطجية ،والطعن على دستورية العديد من قوانين البلطجة مما أدى على سبيل المثال الى بطلان 450 حكم قضائى ضد البلطجية عام 2006 وسائل استخدمت لتقوية شوكة البلطجية للدفع بهم كجيش احتياطى ولكن فى مواجهة الشعب وليس فى مواجهة الأعداء.
ماتشهده مصر الآن من اضطرابات وسيطرة شبه كامله لمؤسسة البلطجية على الشارع المصرى هل يمكن تفسيره بقوة النظام وقوة أسلحته ام ضعفه الشديد حتى أصبح يرمى بآخر ورقه فهو مازال ينازع متمسكا بالحياه ويستخدم اسلوبه المعتاد عله ينجح فى أن يعيده للحياه مره اخرى أم أن البلطجية يردون الجميل لنظام حماهم طويلا ويلفظ أنفاسه الأخيرة الآن فأصبحوا يدافعون عن بقاءه بكل ما اوتوا من قوة فهم يخططوا و يختاروا الوقت وتبدأوا فى التنفيذ.
بلطجة بفعل النظام أم طابع شعب
وقال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح – أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة النظم المستبدة فى حقيقة الأمر ضعيفة وبالتالى تخلق أدوات لتتعامل مع معارضيها من خلال طرق غير رسمية دون ان تقع تحت طائلة القانون أو محاسبة السلطة فالنظام فى مصر هو من أوجد هذه الظاهرة وهى تدل على فشل هذه الأنظمة فهى غير قادرة على الحكم الرشيد الذى يقوم فى الأصل على سيادة القانون "
وأضاف أن النظام القديم مازال يحكم ويتمكن بالأساليب ذاتها فالنظام هو كل من له تأثير على السلطة وليس شرطا ان يكون على كرسى الحكم
المجلس العسكرى جزء من نظام مبارك
كما أوضح الدكتور عبد الحليم قنديل – الصحفى والعضو المؤسس لحركة كفاية أن البلطجة هى اسلوب النظام فى مصر لسنوات طويلة فقدت فيها مصر صفة الدولة فأصبحت عبارة عن تشكيل عصابى من ادواته السرقة بالاكراه
وهوحال النظم العربية كلها فهى عبارة عن رأس يقف على "جازوق" أمنى يقوم على زوال حكم القانون واحلال حكم العصابة سواء بلطجية رسميين أى عناصر نظامية أو عناصر غير رسمية يتم التعاون معها وتكون معروفة يتم الاستعانه بها فى الانتخابات وغيرها .
توالى الأحداث يؤكد استمرار نفس الأليات محمد محمود ،مجلس الوزراء ، العباسية ومن يسموهم أهالى العباسية بهدف الاشاره الى ان البلطجية هم الشعب المصرى
هذا الأسلوب مازال متبع لأن النظام كاملا مازال يحكم وفكرة الفلول فكرة ضاله فهى تعنى بقايا ولكن الواقع ان النظام مازال قائما فى أصوله وسياساته وجماعة مبارك جزء يمارس دوره من داخل السجن وجزء يمارس دوره فى الحكم فالمجلس العسكرى ، الحكومة ، النشاط الأمنى هم جزء من نظام مبارك .
همجية الشعوب
قال اللواء حمدى عبد الله بخيت- الخبير الاستيراتيجى – "الدولة البوليسية ليست مضطرة لاستخدام البلطجة ولا تحتاج ذلك لكنها تلجأ الى اساليب تنبثق من طبيعة الشعب التى تحكمه ، فهى أداه من أدوات من يحكم شعب همجى لكن من يحكم شعب متحضر يحب بلده لايمكن ان يسيطر عليه بالبلطجة فمن يطعن على قانون البلطجة الا اذا كان بلطجى يشجع البلطجة"
وأضاف "بخيت" البلطجة هى استيراتيجية أمن ولهو أمن للحاكم ولهو لمعارضيه وللشعب فى استيراتيحية كانت تتبعها الحكومة فوزارة الداخلية كانت تجند بلطجية خاصة بها تستخدمهم فى "المناسبات" لاثارة قلق فى منطقة ما أو فى الانتخابات
كما كانت سلاح أساسى فى أيدى رجال الأعمال الفاسدين لتسيير اعمالهم واغتصاب حقوق "الغلابة "
وقال اسماعيل سعد – استاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الأسكندرية – " البلطجية أوجدهم النظام وربّاهم فكل مجتمع به الأشقياء والمنحرفين ولكن النظام غذاهم ووضعهم فى المخزن وقت ما يحتاجهم يطلعهم "
الدولة المستبدة تلجأ الى أى اسلوب غير عادى وليس البلطجة فقط لترعب الناس وتخوفهم لأننا عندما نخاف لا نفعل شيئا فطالما يغيب الشعور بالأمان يختفى الانتاج والعمل وهو ما يرده أزناذ النظام الآن هو نزع الأمان فهم يملكون المليارات ولا مانع من انفاق كام مليون لنشر البلطجية للحرق والتدمير واثارة الرعب فى النفوس بالاضافة الى عدم ممارسة الأمن لدوره وهذا قد يكون مقصودا أيضا فحين تفتح السجون ويهاجمها البلطجية وحين يتم القبض على الضباط عند تعرضهم للبلطجية فلابد ان يكون ذلك مقصودا "
كما يرى عالم الاجتماع الأمريكى سعيد آرميجوند أن وزارة الداخلية وأمن الدولة مازالوا يحتفظون بقوتهم رغم الجهمات المتكررة فهم لم ينهاروا بعد كما الجيش لن يفقد امتيازاته الكثيرة وبالتالى "أتوقع ان تظل مصر دولة بوليسية لكن بشكل أقل حدة مماسبق "
وعلى الجانب الآخر
أكد العميد محمود قطرى – الخبير الأمنى الشعب المصرى كما الشاب اليتيم لم يجد من يعلمه قواعد السلوك ، شعب ظلم وسلبت حقوقه فمنذ ثورة يوليو والثقافة المصرية تشهد تردى وازدراء وما ارتكبه السادات من أخطاء جثيمة فى حق التعليم الجامعى حين سيطر حرس الجامعة على الحرم الجامعى وأفسد الدور السياسى للجامعة مما أفسد مدارك الطالب الجامعى واكمها مبارك بقضائه على التعليم تماما ونشره ثقافه الخوف ولكنه مازال شعب عريق أصيل تجده فى الحق من أرقى شعوب العالم فحين ضرب جنوده على الحدود قام بدوره وتجمهر وطرد السفير الاسرائيلى ومازالت تتواجد روائح للمنظومة الأخلاقية يمكن أن نعيدها إلى الحياه
وأفاد "قطرى" أن الدولة كانت تمارس البلطجة باهانة الناس بالفقر والبطالة ونصرة أصحاب النفوذ وتستعين بالبلطجية من جهة أخرى وهم مجموعة من المرشدين والسوابق المسجلين والخارجين على القانون من أهم انشطتهم القتل ،والاتجارالمخدرات ،وفرض الاتاوات واسقاط الأمن العام واحداث الفراغ الأمنى وهذا السيناريو مازال متبعا من أثرياء الحزب الوطنى وتحت مظلة المجلس العسكرى الذى يتورط فى مؤامرة خسيسة فليست هناك اراده لعدوة الأمن للدولة فكل أجهزة المخابرات المعادية تعمل الآن بكثافة ومصر مفتوحة على مصراعيها تستقبل تمويل خارجى لابد ان الممول لديه أمل فى أن النظام مبارك لم يمت .
وأشار "قطرى" إلى أن القضاء على هذه الظاهرة يكون بمنظومة أمنية محكمة وأداء الشرطة دورها بجدية وتواجدها فى الشوارع بكثافة واقترح مشروع قانون يسمح باطلاق النار البلطجى ولكن بعد تصوير الواقعة ليكون هناك دليل .
وعن مستقبل مصر كدولة بوليسية أو مدنية ديموقراطية قال "قطرى " العسكر لن يتركها بسهولة ولكنه سيترها "غصب عنه" الشعب المصرى لن يستكين ثانية .