“الإخوان المسلمون موجودون في الولايات المتحدة، ولكن لا يمثلّون تهديدًا لها”. هكذا تحدث تقرير نشرته صحيفة “فورين أفيرز” الأميركية سلّطت خلاله الضوء على حقيقة وجود الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة بشكل بارز، مؤكدة ضرورة تجنب تصنيفهم ضمن المنظمات الإرهابية؛ لما في هذه الخطوة من مخاطر وانعكاسات سلبية على الوضع الأمني لديها.
وقالت الصحيفة إن “السيناتور الجمهوري تيد كروز اقترح في يناير الماضي مشروع قانون جديدًا تحت مسمى (تصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية)، دعا من خلاله وزير الخارجية الأميركي إلى إجراء تحقيق وتقديم تقرير للكونجرس حول الأسباب التي قد تحول دون إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
خطوات تفتقر إلى الحكمة
ورأت صحيفة “فورين أفيرز” الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفتقر إلى الحكمة في نواياها ضد الجماعة، خصوصًا أن البيت الأبيض يدرس إصدار عقوبات وقرارات تنفيذية ضد الأنشطة والجمعيات التي تنشط في الولايات المتحدة والمرتبطة بشكل من الأشكال بجماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت الصحيفة أن رؤية الخارجية الأميركية ستؤثر على الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة وستكون كارثية، لافتة إلى أن هذه الخطوات تعكس فشل النخب الثقافية والسياسية الأميركية في إدراك حقيقة هذه العلاقة المزعومة بين الإخوان المسلمين والإرهاب وفهم مدى تأثير هذه الجماعة في حياة الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تجذّرت في العالم العربي جيلًا بعد جيل، نراها اليوم حركة اجتماعية وثقافية أكثر من كونها تيارًا سياسيًا.
وتابعت فورين أفيرز: “على الرغم من ذلك، شدّد النظام العسكري الحاكم في مصر منذ انقلاب 2013 ضد حكومة الرئيس محمد مرسي، بالإضافة إلى بعض الأنظمة الأخرى المتحالفة معه في المنطقة، على ضرورة تصنيف الجماعة في خانة المنظمات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تسعى هذه الأطراف إلى إقناع واشنطن باتخاذ الموقف ذاته”.
لم يتورطوا في أعمال عنف
وأكدت الصحيفة أن الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة لم يتورطوا في أي وقت من الأوقات في أي عملية إرهابية، ومن هذا المنطلق يمكن الجزم بأن الإخوان المسلمين الأميركيين يمثلون تيارًا سلميًّا ينبذ العنف تمامًا، وعلى الرغم من أنه لا وجود لمنظمة تحمل هذا الاسم بشكل رسمي؛ فإن أبناء جماعة الإخوان المسلمين قدِموا إلى الأراضي الأميركية منذ الخمسينيات والستينيات لمتابعة تعليمهم في الجامعات الأميركية.
مستشارو ترامب يرفضون التصنيف
وقالت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية إن هناك صراعًا يدور في البيت الأبيض بسبب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؛ حيث يسعى الرئيس ترامب إلى توقيع أمر تنفيذي بتسمية جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”، بينما رفض بعض مستشاريه في البيت الأبيض صدور هذا القرار، وبالتالي تراجع البيت الأبيض عن خطة تسمية الإخوان منظمة إرهابية، وذلك الشهر الماضي.
وكشفت الصحيفة عن رفض مستشاري ترامب ذلك بسبب وجود مصالح مع دول يحتل الإخوان مقاعد برلمانية في مجالسها التشريعية كالأردن والمغرب وتونس وتركيا، بالإضافة إلى التعقيدات التي أعقبت وضع حركة حماس المحسوبة على الإخوان وكيفية التعامل معها بعد وضعها على قائمة الإرهاب.
أفضل من العسكر
ودعا باحثون أميركيون بمركز كارنيجي للدراسات إلى ضرورة مراجعة العلاقات المصرية الأميركية والنظر إليها بنظرة ثاقبة، مؤكدين أنه منذ تولي “السيسي” قيادة مصر ظهر الاٍرهاب وازداد بشدة، وأصبح القمع والسجن والتعذيب سلاح السيسي لوقف المعارضة؛ فأصبحت المعارضة عرضة للتطرف.
وأشارت الباحثة الأميركية المعروفة ميشيل دان والباحث روبرت كاجان، في مقال مشترك لهما بصحيفة “واشنطن بوست”، إلى أن السيسي يأخذ ملايين الدولارات، ليس لمساعدة الشعب المصري؛ بل لإنفاقها على قيادات الجيش وأفراده، وأنه يأتي إلى أميركا لمحاولة الحصول على مزيد من الدعم، بينما لم يقدم عملًا حقيقيًا لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة سوى الكلام؛ لكن النتيجة هي العكس.
وأوضحا أن السيسي “أخذ ملايين الدولارات من الشعب المصري لحفر قناة يعلم أنه لا فائدة منها، وكان من الأصلح لمصر وشعبها خلق فرص عمل للشباب العاطل، عن طريق مشاريع بنّاءة؛ بدلًا من تركهم عرضة للتطرف”.