شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا صارت الكنائس هدفًا سهلًا للعمليات الإرهابية؟

لماذا صارت الكنائس هدفًا سهلًا للعمليات الإرهابية؟
جاء تفجيرا كنيستي طنطا والإسكندرية ليضعا على طاولة الأسئلة علامات استفهام جديدة قديمة حول أسباب تكرار استهداف دور العبادة القبطية في البلاد.

جاء تفجيرا كنيستي طنطا والإسكندرية ليضعا على طاولة الأسئلة علامات استفهام جديدة قديمة حول أسباب تكرار استهداف دور العبادة القبطية في البلاد.

وصباح اليوم الأحد، ضرب انفجار كنيسة “مارجرجس” بمدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية (شمال مصر). ووفقًا للرواية الرسمية، أسفر عن مصرع 25 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين بجروح.

وبعد هذا الهجوم بساعات استهدف انفجار آخر الكنيسة المرقسية، مقر البابا وكان يلقي عظته هناك ولم يصب بأذى، وفقًا للتقارير. ووفقًا للأرقام الرسمية أيضًا، أسفر هذا الانفجار عن مقتل 11 شخصًا؛ بينهم ضابط، وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين.

غير أن نجيب جبرائيل، المستشار القانوني للكنيسة المصرية، قال في تصريحات تلفزيونية إن أعداد الضحايا تزيد على ذلك بكثير. ووفقًا له، أسفر انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا عن مصرع 80 شخصًا وإصابة 90 آخرين بجروح، في حين أسفر انفجار الكنيسة المرقسية عن مصرع 26 شخصًا.

إحياء الجدل القديم

ويعيد التفجيران جدلًا انطلق بعد تفجير مشابه شهدته الكنيسة البطرسية في العاصمة القاهرة في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وقتل على إثره 29 شخصًا وأصيب 31، وتركز الجدل في ذلك الوقت على مدى نجاعة إجراءات تأمين دور العبادة، والأماكن الحيوية، ولماذا بات استهداف دور عبادة الأقباط أمرًا متكررًا؟

يقول نجيب جبرائيل، المستشار القانوني للكنيسة المصرية، في حديث تلفزيوني، إن “هناك حالة غضب عارمة في أوساط الأقباط في مصر، وإن هناك قلقًا قبطيًا متزايدًا تجاه الهجومين الدمويين”، ويضيف أن مطلب الأقباط الرئيس الآن إقالة وزير الداخلية وعمل الدولة على الحدّ من موجة الإرهاب التي تستهدف الأقباط في مصر منذ فترة.

النظام أم 30 يونيو؟

وفي رده على ما يقوله البعض بأن الأقباط يُستهدفون لانحيازهم إلى جانب النظام، يقول جبرائيل إن الصحيح هو أن الأقباط مستهدفون لوقوفهم مع ثورة الثلاثين من يونيو 2013م، التي أنهت حكم الإخوان في مصر، وهم يدفعون الآن فاتورة ذلك، على حد قوله؛ لكنه يضيف أن “الأقباط لم ينحازوا إلى النظام، وإنما انحازوا دومًا إلى مصلحة مصر”.

ويرى جبرائيل أن مسؤولية وقف الإرهاب في مصر لا تقتصر على أجهزة الدولة فقط؛ لكنها مسؤولية مشتركة تتضمن الإعلام وقادة الرأي، وأنه بات من الضروري وقف الأبواق التي تحرّض الشباب على العنف.

منظومة تغيير

وفي معرض ما يتوقعه الأقباط من السلطة حاليًا، يقول جبرائيل إن “الأقباط ينتظرون منظومة تغيير شاملة فيما يتعلق بالتعامل مع الملف القبطي في مصر”، ويضيف: “لا نريد مزيدًا من الأقوال؛ إنما نريد أفعالًا تغيّر من واقع الأقباط على الأرض”.

من جانبه، يرى اللواء محمد مختار قنديل، الخبير الاستراتيجي، أن إقالة وزير الداخلية لا تمثل حلًا لهذه الأزمة؛ لأن الرجل كما يقول يؤدي واجبه تمامًا، فهو يجمع المعلومات عن كل الإرهابيين ويتصدى لهم بقوة.

ويرى قنديل أن تكرار عمليات من هذا القبيل ضد دور عبادة الأقباط يعكس إصرار مرتكبيها على هزّ الثقة في الحكومة والقيادة المصرية، خاصة الرئيس السيسي، على حدّ قوله.

وقال في تصريحات لتلفزيون “بي بي سي” إن ضرب دور العبادة المسيحية يمثل انتقامًا لما يحدث للإرهابيين في سيناء يوميًا، ويرى قنديل أيضًا أن هذه الجماعات التي تنفذ هذه العمليات تطوّر في أسلوبها، وتختار أهدافًا ضعيفة، كما تغيّر في تكتيكها فيما يتعلق بالتوقيت والوسيلة.

وفي معرض حديثه عما إذا كان ما يحدث يمثل فشلًا للخطط الأمنية، ينفي قنديل لبرنامج “نقطة حوار” ذلك تمامًا، ويقول إن الخطط الدقيقة موجودة؛ لكن المشكلة دومًا لدى القائمين على تنفيذها، الذين يعانون من حالة من الاستهتار والاطمئنان المبالغ فيه دون مبرر، على حد قوله، ويرى أنه يتعين على هؤلاء أن يكونوا في حالة استنفار دائم من أجل مواجهة الخطر.

ويتفق قنديل مع ما قاله نجيب جبرائيل من أن الحل السياسي ضروري، لكنه يراه في ضرورة التوعية للشباب؛ لأن الإسلام في أساسه لا يحرّض على العنف ولا على القتل، لكن الجماعات السياسية الطامحة للسلطة -على حد قوله- هي التي تحرّض على ذلك.

التقصير ليس أمنيًّا

من زاويته، يرى اللواء شرطة متقاعد محمود بدر ياسين (اسم مستعار) أن استهداف الكنائس في مصر ليس هدفًا سهلًا كما يُطرح، والمتابِع لتفجيري طنطا والإسكندرية يجد أن أحدهما وقع عندما اعترض رجال الأمن منفذ العملية ومنعوه من الدخول فتفجر على باب الكنيسة.

وقال: من الظلم أن نحمّل الجهات الأمنية باستمرار مسؤولية ما حدث؛ ففي كثير من الأحيان يقومون بدورهم.

وتابع في تصريحات خاصة لـ”رصد”: مثل هذه الأعمال تقع في عديد من دول العالم بالطريقة ذاتها، وفي كثير من الأحيان لا يكون هناك سبيل لمنعها إلا بالتضحية، كما حدث اليوم؛ حيث قلل رجال الأمن الذين واجهوا العنصر التفجيري من عدد الضحايا بالداخل.

ودعا من جانبه إلى مزيد من التأمين والتعامل مع دور العبادة بشكل عام والكنائس بشكل خاص معاملة أمنية خاصة؛ لأن الإرهابيين -كما يرى- لا يراعون أيّ معانٍ للإنسانية أو القداسة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023