قال القائد المنتخب مؤخرًا رئيسًا لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال مؤتمر صحفي هو الأول له بعد شغله المنصب الجديد، إن “جهاد الشيخ أحمد ياسين وتأسيسه لحركة حماس له دور في إشعال الانتفاضة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
جاء ذلك في أول تصريحاته الصحفية، التي قرر أن تكون من منزل مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين في الذكرى الـ13 لاستشهاده في قصف استهدفه خلال تنقله على كرسيه المتحرك وبعد أدائه صلاة الفجر؛ ليعلن أن عمل الحركة المقاوم انطلق من هذا المنزل لـ”تحقيق معادلة الردع مع العدو”.
وتحدث السنوار عن ياسين قائلًا: “رغم عدم قدرته على خدمة نفسه بالحد الأدنى؛ إلا أنه استطاع أن يؤسس مشروع التحرير من خلال وضعه اللبنات الأولى والأساسية في هذا البناء العظيم”.
ولم يدلِ “السنوار” بأي تصريحات صحفية منذ اختياره قائدًا لحماس في غزة قبل أسابيع قليلة، خاصة وأن الرجل معروف عنه عدم الظهور الإعلامي؛ على عكس السياسيين الفلسطينيين.
وكان السنوار برفقة إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي والقائد السابق لحماس في غزة؛ حيث بدأ بثناء على الشيخ أحمد ياسين ودوره في “إشعال الانتفاضة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي”، ووصفه بـ “الشيخ المعجزة”.
مبادئ “حماس”
وقال “هنية” إن قيادة الحركة “ستظل وفية للمبادئ والقيم التي رسخها الشيخ أحمد ياسين خلال مسيرة حياته الطويلة”. وقال إن هناك خمسة مبادئ وقيم زرعها الشيخ أحمد ياسين في تلاميذه، تمثلت في أن “فلسطين كل لا تتجزأ، ولا يمكن التفريط أو التنازل عن شبر منها”، مشددًا على أن غزة “لن تكون خارج فضاء فلسطين، ولا دولة فلسطينية من دون غزة ولا دولة داخلها”.
أما المبدأ الثاني فهو التأكيد بأن “المقاومة خيار استراتيجي”، بحسب هنية، وقال إنه “الخيار الذي تحقق فيه الحركة تطلعات شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال”.
وأشار إلى أن “حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية” المبدأ الثالث الذي وضعه الشيخ ياسين لهم، وقال إنهم يسعون جاهدين إلى تحقيقه. ودعا الشعب الفلسطيني إلى “التوحد في مواجهة التحديات والتعقيدات التي تشهدها المرحلة، والمخاطر التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.
ولفت إلى أن المبدأ الرابع الذي علمه الشيخ ياسين لتلاميذه من حركة حماس هو أن “فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العرب والمسلمين”، مبينًا أن حماس “تحرص على عمقها الاستراتيجي العربي والإسلامي، وتعمل على بناء علاقات سياسية منفتحة مع الدول العربية والإسلامية كافة”.
وفيما يخص المبدأ الخامس فهو “قضية فلسطين ذات بعد إنساني”. وقال: “هذا ما عشناه خلال سنوات الحصار على غزة عبر القوافل والمبادرات والمؤتمرات، وحتى عبر الشهداء الذين ارتقوا من أجل كسر الحصار عن غزة، شهداء أسطول الحرية”.
من هو يحيى السنوار؟
وُلد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس في قطاع غزة. وتعود أصوله إلى “مجدل عسقلان”، وعاشت أسرته في مخيم خان يونس.
تلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
“وزير دفاع” حماس
تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عنه إنه سيكون حلقة وصل قوية بين جناحي الحركة العسكري والسياسي؛ نظرًا لما يتمتع به من خبرة أمنية ومهارات عسكرية، ووصفته الصحيفة بأنه “وزير دفاع” حماس.
كما قالت إن السنوار هو من سيتولى فعليًا حكم القطاع، على الرغم من التكهنات القوية باختيار إسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا لخالد مشعل.
وتقول وسائل إعلام فلسطينية إن شقيقه القيادي في كتائب عز الدين القسام “محمد السنوار” كان أحد مهندسي “صفقة شاليط”.
تأسيس “مجد”
اعتقل السنوار إداريًا أول مرة عام 1982 لمدة أربعة أشهر، وفي عام 1985 اعتقل مرة أخرى بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس الذي عرف باسم “مجد”، ثم اعتُقل إداريًا مرة أخرى عام 1988، قبل أن يُنقل للتحقيق مجددًا ويتم الحكم عليه بالسجن المؤبد، إلى أن أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011 (صفقة شاليط).
شملت الصفقة، التي تعد إحدى أضخم صفقات التبادل العربية الإسرائيلية، إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وقد أعلن عن التوصل إلى هذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، والتي كانت الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وجرت بعد عملية أسر واحتجاز ومفاوضات، تمت كلها داخل الأراضي الفلسطينية.
