أكد الكاتب البريطاني “روبرت فيسك” عن أن تقدير أعداد المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس محمد مرسي مبالغ فيها بشدة، وذلك في مقال له بصحيفة “إندبندنت” البريطانية كشف فيه عن هوس ترامب بأرقام المؤيدين المليونية مثله مثل السيسي.
وقال الكاتب: “إننا نحن معشر الصحفيين نحب أرقام الحشود، وكلما كان الحشد أكبر كلما كانت القصة أفضل، والسياسيون يحبون ذلك أيضاً، فكلما زاد الحشد كلما كانت الشعبية أكبر، فاسأل عن من لم يقل: “انتظر لحظة، أنا ألقى خطاباً، إن الرقم يبدو مليونا، مليونا ونصف، أووه إنهم ملايين”.
وتابع “فيسك” قائلا: “بالعودة إلى عام 2011 كانت عدد الحشود في التحرير وصل إلى مئات الآلاف، وذهبت الجزيرة إلى أنهم مليون، وربما كانوا مليون ونصف في وسط القاهرة، وساعدت هذه الأرقام على الإطاحة بمبارك بالطبع، بمساعدة الجيش حامي الشعب، ويعتقد الخبراء أن 300.000 هو أكبر عدد يمكن أن يستوعبه ميدان التحرير، لكن ما هذا بحق الجحيم، إنها ثورة”.
وأضاف: “فاز محمد مرسي بأول انتخابات ديمقراطية، في التاريخ الحديث، لكن بعد عام عادت الحشود إلى الشوارع في أكثر البلاد العربية سكاناً، الآن هم يحاولون الإطاحة بمرسي وجمعوا 22 مليون توقيعا على عريضة الاحتجاج، ولديهم مشير تحول لاحقاً إلى رئيس، أعلن جمهوره أنه انقلاب مؤيد من قبل المحتجين الذين شاركوا في أكبر تظاهرة في التاريخ البشري، وأعلن المؤيدين أن العدد الإجمالي عبر البلاد 33 مليون، وهو ما يزيد عن ثلث إجمالي السكان، لم يكن ذلك رائعاً فقط، بل كان هوساً”.
واستطرد قائلا: “لا عجب إذاً، في حديث ترامب لدى لقائه السيسي العام الماضي بأنه “رجل رائع”، ودعنا لا ننسى أن إدارة أوباما سايرت التقارير غير المؤكدة عن هذه “العريضة” سيئة السمة، وأعلنت هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة لن تقف ضد إرادة مليون شخص تحدثوا وكان صوتهم مسموعاً، لكن الجيش استخدم رقم 33 مليونا لإثبات الشرعية”.
وأكمل الكاتب البريطاني مقاله قائلا: “كان لدى “بي بي سي” العربية بعض الشكوك حول الرقم، حيث أعلنت أن عشرات الآلاف احتشدوا للإطاحة بمرسي، لكن الضرر كان قد تحقق، وقالت قنوات تلفزيون محلية أن قناة “سي إن إن” أكدت أن المتظاهرين في الشوارع وصل عددهم إلى 33 مليون شخص، وأن “بي بي سي” قالت إنه أكبر تجمع بشري في التاريخ، ولم تذكر “بي بي سي” أي من هذه الأرقام”.
ويضيف “فيسك” أن أرقام المتظاهرين انخفضت في بعض التقديرات إلى 14 مليون، وحتى مع كون ذلك بديل جيد، كشف مدون مصري عن أنه في حال شغل كل متظاهر 0.45 متر مربع من مساحة الميدان، فإن عدد المتظاهرين المؤيدين للسيسي سيكون 2.8 مليون شخص .
ويشير التقرير إلى ما ذكره المتحدث باسم “ترامب” من أن الحاضرين لحفل التنصيب هو الأكبر على الإطلاق، حيث يدعي المؤيدون للرئيس الجديد أن الحضور بلغ مليونا ونصف المليون شخص.
ويختم الكاتب بالقول: “ربما تحل أعداد الحشود محل استطلاعات الرأي التي حلت منذ فترة بعيدة محل الانتخابات في تقدير حجم القبول الشعبي، ويتحول هذا المليون الخيالي أو المليون ونصف إلى هوس الرئيس الأميركي الجديد، مثلما كان هوسا للرؤساء العرب على مدار سنوات”.