شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“١١/١١” هل اختار الشعب الاستقرار؟

“١١/١١” هل اختار الشعب الاستقرار؟
خرجت مظاهرات يوم الحادي عشر من نوفمبر، في شكل لم يتناسب مع ما سبقها من دعوات وتنبؤات وأحاديث إعلامية، حيث كان الاهتمام بمظاهرات "١١/١١"، ينبئ بمشاركة أوسع، خاصة وأنها كانت دعوات للاحتجاج على الواقع الاقتصادي وغلاء الأسعار

خرجت مظاهرات يوم الحادي عشر من نوفمبر، في شكل لم يتناسب مع ما سبقها من دعوات وتنبؤات وأحاديث إعلامية، حيث كان الاهتمام بمظاهرات “١١/١١”، ينبئ بمشاركة أوسع، خاصة وأنها كانت دعوات للاحتجاج على الواقع الاقتصادي وغلاء الأسعار، مما رفع من سقف التوقعات بتأثير كبير لهذه الاحتجاجات للدرجة التي جعلت البعض يطلق عليها اسم ” ثورة الغلابة”.

فهل كانت محرد بداية لاحتجاجات قد تتسع؟ وهل ضعف المشاركة ساهم في حل اللغز الذي حمل سؤالاً هامًا حول مصادر الدعوات لهذه الاحتجاجات والواقفين خلفها؟
من جانب إعلام السلطة كان الاهتمام بتلك الدعوات قويًا لدرجة لافتة جعلت البعض يظن أن الواقفين خلف هذه الدعوات هو النظام ذاته لأهداف تخصه، انحصرت التوقعات حولها ما بين جس نبض الشارع وبين تبرير بعض الإجراءات القمعية التي يجهز النظام لاتخاذها، فكان الإعلامي أحمد موسى – المحسوب على النظام- أول من أطلق التحذيرات من الاحتجاجات في برنامجه “على مسؤوليتي”، المذاع على قناة “صدى البلد”، حيث اتهم جماعة الإخوان المسلمين وحركتي 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين بأنهم المروجون لهذه الثورة، واصفًا ما يحدث بأنه انقلاب ضد السيسي وضد الدولة المصرية.

ثم تلته الإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج “هنا العاصمة” على فضائية “سي بي سي”، حيث قالت: إن “هناك حالة من الخوف والفزع لدى المواطنين من تلك الدعوات؛ مطالبة بضرورة استكمال الثقة في الادارة السياسية الحالية وابراز المساعدة والبعد عن أساليب الهدم”.
وأدلى الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج “كل يوم” على فضائية “أون تي في”، بدلوه فعبر عن عدم قلقه من نزول المواطنين في الشوارع يوم 11 نوفمبر؛ ولكنه تساءل :”إنت ليه نازل؟”.
وقال إن المصريين حدث لهم إجهاد ثوري، عقب ثورتين متتاليتين خلال 4 سنوات، وجماعة الإخوان مُصرة على القيام بأحداث 11 نوفمبر، وذلك للعمل على مساومة الدولة المصرية خاصة مع اقتراب صدور الأحكام القضائية ضد قياداتهم، ويريدون إثارة الفوضي قبل صدور تلك الأحكام.
وهكذا بدأت الشكوك تتسرب للجميع بأن هذه الاحتجاجات ستصب في مصلحة النظام، طالما أن إعلام النطام يسوق لها بهذا الشكل المريب، بالرغم من كون الدعوات في حد ذاتها لم تكن قد تجاوزت مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء يوم الجمعة ١١ من نوفمبر ليكون ضعف الإقبال سيد المشهد، ففي الفليوبية يخرج العشرات وفي البحيرة كذلك، ويزداد العدد نسبيًا في الجيزة وضواحيها، وكذلك في بعض مناطق الإسكندرية، إلا أن التجمعات كانت سرعان ما تتشتت بسبب فض الأمن لها، واعتقال بعض المشاركين مع ملاحظة وقوف الكثير من شرائح المجتمع موقف المتفرج، فهل كان ضعف الإقبال عاكسًا لغياب القائد؟ أم أنه الخوف من القمع؟ أم هو مجرد الانتظار لجولة جديدة؟ 
يقول د. عبد العزيز محمد ( ناشط سياسي) : ضعف الإقبال على مظاهرات الحادي عشر من نوفمبر ليس دليلاً على أن الواقف وراءها هو النظام ذاته؛ فمهما كانت الدوافع لن يسمح النظام بأن ينزل الناس للشوارع في ظل الظرف الاقتصادي الحالي، وأكد عبد العزيز أن ضعف الإقبال ربما يعود للفزع الشديد لدى المواطنين من القبضة الأمنية التي يحكمها النظام على الدولة، فالمدرعات تملأ الشوارع وكذلك أفراد الأمن المدججين بالسلاح، والسجون والمعتقلات على مصراعيها.

وبرر محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، ضعف استجابة المشاركة في تظاهرات ضد ارتفاع الأسعار، رغم تدني الأوضاع الاقتصادية وعدم الرقابة على الأسواق وغلاء الأسعار، إلى عدم تبني قوى وحركات سياسية لها.

وقال العسقلاني، إن ثورات الغلابة أو الثورات التي يحتشد لها الأشخاص بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، لا تكون محددة الوقت، وإنما تكون الثورة انفجارًا متراكمًا لدى الأشخاص غير محدد بميعاد.
وأشار إلى أن الشعب المصري لديه قدرة على تحمل الغلاء وارتفاع الأسعار، ولكن إذا زادت الحكومة من إجراءاتها واستمر ارتفاع الأسعار “فحتمًا ستندلع ثورة غلابة”.
وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية زياد عقل، إن عدم وجود استجابة جماهيرية لدعوة التظاهر يوم “11/11” يرجع إلى عدم انطلاقها من حركة أو جماعة حقيقية تعمل في مجال العمل العام.
ويبقى المشهد الحقيقي هو الممثل الوحيد لنتائج “ثورة العلاية”، وهو مشهد يحمل تفاصيل عديدة: فصائل عديدة من الشعب غاضبة من الغلاء والظلم، فصائل نزلت للشارع بالفعل على أطراف القاهرة وفي الأقاليم، فصائل أخرى تحتاج لمزيد من الدلائل على نجاعة الخروج للشوارع.. وشرائح رابعة تقف في وجه هذه الدعوات وتدافع عن النظام.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023